The 5th Wave... فيلم مقلق بلا هدف
عندما تحلّ نهاية العالم، لن يتبقى لنا سوى الأسلحة. قد تكون هذه الفكرة صحيحة، علماً أن هذا ما يلمح إليه الفيلم القاتم الموجَّه إلى الشبان البالغين، والذي نزل إلى دور العرض أخيراً The 5th Wave.
يُستهل The 5th Wave مع مراهقة شقراء جميلة تعدم رجلاً ببندقية رشاشة حربية. ويتواصل لعب المراهقين بالأسلحة طوال الفيلم. صحيح أننا نألف مشهد المراهقين الذين يحملون البنادق في التقارير الإخبارية المحزنة، إلا أن هذه المشاهد المتخيَّلة تدفعنا إلى التوقف قليلاً والتفكير.من الواضح أن The 5th Wave يحمل ميلاً مناهضاً للحكومة، فهو يرسم عالماً يستولي فيه جنس من الكائنات الفضائية على كوكبنا ويبدأ بالقضاء على الجنس البشري في سلسلة موجات تدمر البنى التحتية، البيئة، والصحة. فيتحد البشر الناجون المرتاعون في الغابات، إلى أن يجمع الجيش أولادهم {للحماية}.
لكن المراهقة كاسي (كلوي غرايس موريتز) تهرب من عملية التجميع هذه، وينتهي بها المطاف وحيدةً في الغابة لا تملك أي وسيلة حماية سوى عدد من الأسلحة. فتنطلق للبحث عن شقيقها الصغير سام لأنها مصممة على أن تعيد له دبه المحشو.ينجح الفيلم في ابتكار عالم مألوف ربما لأن بعض محاوره ومشاهده المتخيَّلة تمس حياتنا اليومية. ولكن في أفلام الشبان البالغين الناجحة التي تنتمي إلى الفئة عينها، مثل The Hunger Games، Divergent، أو The Maze Runner، تبدو الاستعارات أكثر شمولية وتحرراً لأن العوالم التي تدور فيها متخيَّلة، ما يجعلها بعيدة عن واقعنا. إلا أن كل ما في The 5th Wave يبدو واقعياً.قد تُعتبر هذه فرصة لتقديم محتوى ساخر ومتمرد، حتى إنك تشعر أن The 5th Wave يقترب من فيلم بول فيرهوفين الدعائي الناقد Starship Troopers، خصوصاً في المشاهد التي يظهر فيها الأولاد وهم يستعدون للمعركة (فتاة شقراء صغيرة ترتدي عدة الحرب الكاملة وتحمل بندقية طويلة، فتبدو مضحكة أو ربما لا). لكن الفيلم يفتقر إلى النقد والسخرية. وإن لاحظت فيه أي تكلّف أو فكاهة (وهو يحتوي بعضاً منهما)، فهما غير متعمدين بالتأكيد. مثلث الحبيتضّمن الفيلم بالتأكيد مثلث الحب المتوقع، الذي يضع الحطاب الوسيم الوحيد إيفان والكر (أليكس روي) في وجه حبيبها في المدرسة الثانوية بين باريش (نيك روبنسون). إلا أن تنفيذ مثلث الحب هذا مضحك عموماً للأسف. فقد اختار الكتّاب سوسانا غرانت، أكيفا غولدسمان، وجيف بينكر، الذين أعدوا سيناريو الفيلم استناداً إلى رواية ريك يانسي، اللجوء إلى تقنية الحوارات التوضيحية. ولا تُضطر كاسي إلى التعليق على بعض المشاهد لتوضح ما يجري فحسب، بل تقدم الشخصيات أيضاً المعلومات بحوارات سريعة جداً تتناول خططاً رسموها بسرعة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يستطيع المشاهد بسهولة توقع المنحى الذي ستسلكه الأحداث. نتيجة لذلك، يخلو The 5th Wave من أي مفاجآت.أما الإخراج بحد ذاته (الفيلم من إخراج جي. بلاكسون)، فجيد من الناحية الجمالية، وتتبع القصة وتيرة لا بأس بها. ومع أن موريتز ممثلة بارعة، إلا أن أداءها في هذا العمل يُعتبر عادياً. كذلك تستغل ماريا بيلو الفرصة لتقدم أداء مبالغاً فيه بصفتها أحد عرفاء الجيش المخادعين، في حين يأتي أداء ليف شرايبر باهتاً بدور الكولونيل. نتيجة لذلك، يبدو The 5th Wave في الظاهر فيلماً سخيفاً لا هدف منه، إلا أنه يحمل في العمق ميلاً قوياً غريباً متحرراً يروج لانتشار الأسلحة. ولكن ألم يكن المراهقون دوماً متحررين ومتمردين؟