السالمية أول المتوجين في «استاد جابر»

نشر في 13-01-2016 | 00:06
آخر تحديث 13-01-2016 | 00:06
فاز على الكويت في المباراة النهائية لكأس ولي العهد
بتغلبه على نظيره الكويت بهدف نظيف، توج السالمية بلقب بطولة كأس سمو ولي العهد لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، في المباراة التي أُقيمت على استاد جابر أمس.

توج الفريق الأول لكرة القدم في نادي السالمية بلقب النسخة الـ23 من مسابقة كأس ولي العهد لكرة القدم والثانية له في تاريخه، بعدما تغلب على نظيره الكويت في المباراة النهائية للبطولة بهدف دون رد في المباراة، التي أقيمت على استاد جابر الدولي، بحضور وتشريف سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، الذي قام بتتويج اللاعبين عقب نهاية المباراة.

ويعتبر اللقب هو الثاني للسالمية في تاريخه، بعدما حقق اللقب عام 2001، بتغلبه على كاظمة بثلاثية نظيفة في المباراة النهائية.

وانطلق الشوط الاول بين الفريقين وسط حذر واضح من جانب الطرفين مع افضلية نسبية لمصلحة السالمية، الذي دخل بصورة منظمة اكثر من الكويت في النصف الاول من الشوط.

وفي الدقيقة الخامسة كان التهديد من الاول من جانب السالمية، وتحديدا من المحترف الإيفواري جمعة سعيد الذي تلقى تمريرة جميلة من زميله الاردني عدي الصيفي، اثر هجمة مرتدة سريعة، وسددها قوية بجانب القائم الايمن لمرمى حارس مرمى الكويت مصعب الكندري.

واستطاع لاعبو السماوي فرض سيطرتهم على منطقة المنتصف والتكتل بشكل جيد في مناطقة الخلفية، الامر الذي لم يعطِ لاعبي الابيض المساحات الكافية لتهديد مرماهم، إضافة الى اعتمادهم على المرتدات السريعة بقيادة جمعة سعيد وعدي الصيفي.

في المقابل، عاب أداء لاعبي الابيض غياب التنظيم في منطقة الوسط والبطء في بناء الهجمات، حيث هدد الفريق مرمى السالمية للمرة الاولى في الدقيقة 35 من عمر الشوط عبر تسديدة عبدالهادي خميس من امام منطقة الجزاء، والتي ابعدها حارس مرمى السالمية خالد الرشيدي بصعوبة الى ركلة ركنية.

وكانت الفرصة الأخطر في الشوط الاول من نصيب الكويت عندما أنقذ خالد الرشيدي في الدقيقة 41 مرماه من فرصة هدف محققة بعد عرضية جميلة من الجهة اليسرى نفذها فهد العنزي وابعدها المدافع غازي القهيدي، لتصل الى عبدالهادي خميس الوحيد امام المرمى الذي سددها قوية، إلا أن براعة خالد الرشيدي حالت دون دخولها الشباك وذهبت الى ركلة ركنية، لينتهي الشوط الاول بعدها بالتعادل السلبي دون فرص تذكر.

شوط مغاير

ومع بداية الشوط الثاني، دخل الفريقان بأسلوب لعب مغاير عن الشوط الاول بعد ترك التحفظ الدفاعي من الجانبين وأفضلية من جانب الكويت الذي بدأ ضاغطا منذ انطلاق صافرة بداية الشوط.

وفي الدقيقة 57، كاد مدافع نادي السالمية مساعد ندا ان يسجل هدفا بطريق الخطأ في مرماه بعدما اخطأ في ابعاد عرضية فهد العنزي، لتمر بجانب القائم الأيسر لمرمى خالد الرشيدي.

وبعد مرور 4 دقائق اضطر مدرب نادي الكويت محمد ابراهيم إلى اجراء تبديل اضطراري بإخراج مهاجمه البرازيلي روجيريو للإصابة وإشراك مواطنه فينيسيوس.

واستمرت أفضلية الكويت في السيطرة على مجريات اللقاء والضغط على مرمى السماوي، الذي تراجع بجميع خطوطه للحفاظ على مرماه من هجوم لاعبي الكويت.

هدف العنزي

وشهدت الدقيقة 73 من عمر الشوط افتتاح السالمية التسجيل عن طريق فيصل العنزي الذي قاد هجمة مرتدة سريعة من منتصف الملعب، واستطاع مراوغة مدافعي الابيض واطلاق كرة قوية سكنت الزاوية اليمنى لمرمى حارس الابيض مصعب الكندري الذي عجز عن صدها واكتفى بمشاهدتها وهي تسكن الشباك.

وبعد الهدف، انتعش لاعبو السالمية بشكل واضح واستطاعوا السيطرة على منتصف الملعب بشكل واضح من خلال تحركات المتألقين العاجي كيتا وعادل مطر، وسط ارتباك كبير من جانب الابيض الذي عاب لاعبيه الاستعجال في انهاء الهجمات وكثرة التمريرات المقطوعة.

وفي الدقيقة 80، عاد الحارس خالد الرشيدي للتألق عندما ابعد رأسية المدافع فهد الهاجري من كرة ثابتة نفذها حسين حاكم وسددها الهاجري برأسية قوية امام منطقة الجزاء، إلا ان الرشيدي نجح في ابعاد خطورتها وارسالها الى ركلة ركنية.

وفي الدقيقة 81، أجرى ابراهيم تبديله الثاني بإشراكه طلال جازع بدلا من شريدة الشريدة لتنشيط منطقة الوسط في تشكيلة الابيض، وفي المقابل اجرى مدرب السالمية سلمان السربل تبديله الاول بإشراكه نايف زويد بدلا من المحترف الاردني عدي الصيفي.

وشهدت الدقائق الأخيرة من عمر الشوط شدا وجذبا كبيرا من الطرفين، وضغط لاعبو الابيض بكل ثقلهم في الهجوم، وفي المقابل تراجع لاعبو السماوي الى مناطقهم الدفاعية واعتمدوا على الحصول

على الكرة أطول فترة ممكنة، لإيقاف خطورة مهاجمي لاعبي «الأبيض»، الأمر الذي اجبر محمد ابراهيم لإلقاء آخر اوراقه، بإشراكه فهد عوض، بدلا عن عبدالله البريكي (88)، ونزول حمد العنزي بدلا عن فيصل العنزي، صاحب هدف المباراة الوحيد من جانب السالمية.

وفي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل من الضائع رفع حكم المباراة البطاقة الحمراء بوجه لاعب نادي الكويت فهد العنزي، الذي تلفظ عليه، بسبب احتجاجه على قراراته خلال اللقاء، ليكمل «الابيض» الدقائق المتبقية من عمر الشوط بعشرة لاعبين، قبل ان يطلق حكم اللقاء أحمد العلي صافرة نهاية اللقاء، وإعلان فوز السالمية بلقب كأس ولي العهد.

أدار اللقاء الطاقم التحكيمي المكون من احمد العلي حكم ساحة، وعلي بهزاد مساعدا اول، وخالد البديوي مساعدا ثانيا، وضيف الله الفضلي حكما رابعا، وأنذر كلا من فهد الهاجري من الكويت، وجميعة سعيد من جانب السالمية، والبطاقة الحمراء لفهد العنزي من الكويت.

التنظيم صفر!

غابت مقومات الاحترافية عن تنظيم اتحاد الكرة للمباراة، بداية من دخول الجماهير، وصولا إلى عدم وجود أدنى أنواع الخدمات للجماهير، من لوحات تعريفية وخلافه، كما عانت وسائل الإعلام، للقيام بالتغطية، لعدم وجود مقاعد لهم، حتى إن بعض الإعلاميين اضطر للجلوس بجوار الجماهير، لمتابعة المباريات، ومنهم من أخذ في البحث عن مقعد.

وكان جليا حالة الارتباك التي أصابت أعضاء الاتحاد، بداية من الرئيس الشيخ طلال الفهد، الذي تواجد في وقت مبكّر في بؤرة الضوء أمام المقصورة، للإيحاء بالعمل الجاد، وصولا إلى باقي الأعضاء، الذين اكتفوا بتوجيه بعضهم بعضا.

والغريب في الأمر، أنه رغم ما يتحجج به الاتحاد دائما من عدم وجود دعم مالي قد تلاشى هذه المرة، بعد أن قامت هيئة الرياضة بصرف 150 ألف دينار، من أجل المباراة، وخروجها بالشكل اللائق، وهو ما لم يحدث، حيث جاءت الأمور روتينية، بما في ذلك عربات الخيالة التي حملت الكأس.

حضرت الجماهير واختفت التذاكر!

لم تتمكن جماهير غفيرة من القاصدين متابعة مباراة الكويت والسالمية من الحصول على تذكرة المباراة، ليكون لهم نصيب في الدخول على السحب الكبير الذي أعلن عنه اتحاد الكرة.

وظلت الجماهير التي لم يسمح لها بالدخول إلا عند الخامسة والثلث، وبعد أن تجمهرت عند البوابات، تبحث عن تذكرة المباراة، لكن دون جدوى، ورغم ذلك سمحت لهم القوات الخاصة بتأمين المباراة بالدخول، بعد إجراءات أمنية تضمن سلامتهم.

ويبدو أن اتحاد الكرة لم يعرف كيف يتصرف في التذاكر التي لم تظهر، ليبقى السؤال الأبرز للجماهير؛ أين ذهبت تذاكر المباراة؟ ولمن الجوائز التي ملأت ملعب استاد جابر من السيارات الفارهة؟!

‏‫إبراهيم: الكأس ذهبت لمن يستحق

أكد مدرب فريق الكويت محمد إبراهيم، أن الكأس ذهبت إلى الفريق الذي استحقها، بعد أداء غير مقنع لـ «الأبيض»، ولاسيما في شوط المباراة الأول.

وقال إبراهيم بعد المباراة إن الكويت حاول في الشوط الثاني العودة إلى المباراة، ونجح في ذلك، بيد أن الهدف جاء من خطأ فادح أهدى البطولة لـ «السماوي». وأضاف أن فريقه حاول حتى نهاية المباراة، لكن المحصلة جاءت لمصلحة السالمية.

وبارك «الجنرال» للسالمية اللقب الثاني، وأكد أن الكويت سيعود ويعوِّض جماهيره بلقبي الدوري وكأس الأمير.

وعن معاندة الكأس له في مناسبتين متتاليتين، قال إبراهيم إنه حقق الكأس من قبل 8 مرات، «لكني ما زالت أنتظر التتويج بهذه الكأس مع الكويت».

‏‫عواد: البطولة هي الأغلى

أكد مدرب فريق السالمية سلمان عواد، أن لقب كأس ولي العهد، هو الأول في مشواره، وسيظل الأغلى، مهما حقق من بطولات، ولاسيما أنه جاء أمام مدرب هو الأفضل، الجنرال محمد إبراهيم.

وقال عواد إن لاعبيه كانوا عند حُسن الظن بهم، مشيدا بما قدمه الجهاز خلال الفترة الماضية، ودعمه للاعبين.

وأضاف أن السالمية بات مطالبا بالذهب، وهو ما يُلقي على الفريق مسؤولية كبيرة خلال الموسم الحالي في بطولتي الدوري وكأس الأمير.

ولادة مدرب نجم

نجح المدرب الوطني سلمان السربل، في تحقيق بداية قوية له تبشر بولادة مدرب نجم، عندما قاد «السماوي»، أمس في تتويجه بلقب بطولة كأس ولي العهد في نسختها الـ 23.

 وأثبت المدرب، الذي تولى الفريق خلفا للألماني فولفيانغ رولف، وبشهادة الجميع، حُسن اختياره للتشكيلة التي دخل بها المباراة، بالإضافة إلى التبديلات التي أجراها خلال مجرياتها، والتكتيك العالي الذي قدمه لاعبو الفريق تحت قيادته، ما أوصل الفريق إلى منصة التتويج بلقب البطولة.

لقطات

• حضر سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد المباراة، قبل انطلاقها بربع ساعة، وحرص سموه على مصافحة كبار الحضور واللاعبين في الفريقين، وفي لفتة كريمة من سموه صافح نجوم الأزرق في العصر الذهبي.

• تواجد فريق الكويت مبكرا باستاد جابر، وحرص المدرب محمد إبراهيم قبل بدء المباراة بأكثر من ساعتين على معاينة أرضية الملعب، والتي بدت في حالة جيدة.

• حرص فريق السالمية على النزول لإجراء عملية الإحماء مبكرا، ثم تبعه فريق الكويت، وقام الجهازان الفنيان للفريقين بتلقين اللاعبين التعليمات أثناء عمليات الإحماء.

• كان لتلفزيون الكويت والبرامج الرياضية مجهودات واضحة في تغطية الحدث بالشكل اللائق، وجاءت اللقاءات مع الرياضيين والإداريين واللاعبين من الجانبين؛ الكويتاوي والسلماوي، بالشكل اللائق إلى درجة كبيرة.

• قام حكام اللقاء، بقيادة أحمد العلي وبعض العاملين في اتحاد الكرة، بتوزيع هدايا عبارة عن بعض الكرات على الجمهور، فيما أجريت مسابقة بين الجماهير بالتسديد على المرمى.

• كان للتواجد الأمني دور بارز في عملية التنظيم، ما ساعد في التغلب على العشوائية التي عاشها أعضاء الاتحاد.

• حظي فريقا خيطان وكاظمة بتكريم سمو ولي العهد، كونهما سجلا المركز الثالث في البطولة، بعد خسارة كاظمة من السالمية، وخيطان من الكويت، وحرص القائمون على الفريقين بتقديم دروع تذكارية لسمو ولي العهد.

• باتت كأس سمو ولي العهد عقدة كبيرة للكويت والجنرال محمد إبراهيم، حيث كانت خسارتهما في الموسم الماضي أمام العربي برباعية مقابل هدفين، بينما انتهت مواجهة أمس بخسارة الأبيض بهدف من دون رد، وهو ما كسر حاجز الانتصارات المتتالية للكويت.

• انتابت جماهير السالمية في المدرجات، وقبلهم كل المنتمين لـ «السماوي»، من لاعبين وإداريين وجهاز فني، فرحة غامرة، فور إطلاق حكم المباراة أحمد العلي، صافرة النهاية، ولم يتمالك بعض اللاعبين والمدرب سلمان عوّاد أنفسهم، وأجهشوا بدموع الفرح باللقب الغالي.

back to top