لبنان: إدانات للاعتداء على «الشرق الأوسط» ومنفذوه بيد الأمن

نشر في 03-04-2016 | 00:04
آخر تحديث 03-04-2016 | 00:04
No Image Caption
• عسيري: علاقتنا بلبنان أعمق من رسم

• فرنجية من طرابلس: الأقوى عند المسيحيين قد يكون خطراً عليهم
لايزال لبنان يعيش على وقع ما جرى أمس الأول من إقفال مكاتب قناة «العربية» في العاصمة اللبنانية، بالتزامن مع نشر صحيفة «الشرق الأوسط» كاريكاتوراً يسخر من «الدولة اللبنانية»، وما تبعه من اقتحام شبان مقر الصحيفة. ففي وقت دان مجلس التعاون الخليجي الاعتداء على مقر الصحيفة، اعتقلت قوى الأمن الناشط بيار حشاش الذي شارك في الاقتحام.  

توالت ردود الفعل المستنكرة في لبنان، أمس، على قيام عدد من الشبان، أشهرهم الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي بيار حشاش باقتحام مكاتب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، وقيامهم ببعثرة محتويات المكاتب، ردا على رسم كاريكاتوري نشرته الصحيفة اعتبروه مسيئا.

وتحرك الأمن اللبناني، أمس، بعد انتشار شريط مصور عن الاقتحام على مواقع التواصل، والذي يظهر حشاش مشاركا رئيسا في العملية، فأوقفه فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بناء على إشارة القضاء المختص أثناء وجوده في سوق البترون.

كما سلم المعتدون الباقون أنفسهم إلى الأمن.

«مجلس التعاون»

في غضون ذلك، وصف مجلس التعاون الخليجي الاعتداء على مكتب الصحيفة بأنه "عمل جبان يتعارض مع الحرية الإعلامية التي تكفلها القوانين الدولية". وأبدى المجلس في بيان له أمس ثقته بـ "قدرة الأجهزة الأمنية اللبنانية على كشف ملابسات الاعتداء والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة"، مشيرا الى أن "الشعب اللبناني يدرك الدور الفاعل والمتميز الذي تقوم به الشرق الأوسط في دعم لبنان إعلاميا ومساندة حكومته في جهودها".

عسيري

إلى ذلك، اعتبر سفير المملكة العربية السعودية علي عسيري، أمس، أن "ردود الفعل التي لاحظناها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الاعلام، على الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته صحيفة الشرق الاوسط، حملت الموضوع أكثر من حجمه الطبيعي"، متمنيا على "الاشقاء اللبنانيين إبقاءه في إطاره الاعلامي البحت، حسبما اوضحته صحيفة الشرق الأوسط، لئلا يصبح مادة للاستغلال من بعض الجهات التي تسعى الى تخريب علاقات لبنان بأشقائه العرب".

وأكد أن "العلاقات الأخوية القائمة بين المملكة العربية السعودية ولبنان اعمق من ان تختصر برسم كاريكاتوري، كما أن احترام المملكة للدولة اللبنانية ومؤسساتها وشعبها ليس بحاجة الى برهان، فمواقف القيادة السعودية التي تدعو الى وحدة الشعب اللبناني والحوار الوطني وتفعيل عمل المؤسسات واستعادة هيبة الدولة عبر المسارعة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يعرفها القاصي والداني، ويعرف أنها تنبع من حرص المملكة الدائم على سيادة لبنان واستقلاله وحضوره العربي الفعال".

استنكارات

واستنكر الحزب "التقدمي الاشتراكي" في بيان صادر عن مفوضية الإعلام أمس، الاعتداء الذي حصل على مكاتب "الشرق الأوسط" في بيروت، رافضا "التعرض للصحافيين والموظفين في الجريدة"، كما أعرب عن أسفه لإقفال مكاتب قناة "العربية" في بيروت.

واستنكرت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية"، في بيان أمس، "مبادرة بعض الأشخاص إلى اقتحام مكاتب الشرق الأوسط، والتعرض للعاملين فيها والعبث بالتجهيزات والأثاث، ردا على رسم كاريكاتوري".

ورأت ان "الرد على أي إساءة في حال صدورها عن أي صحيفة أو وسيلة إعلامية، يكون بالمنطق البياني أو باللجوء إلى القضاء، أو باستخدام حق الرد، كما ينص على ذلك قانون المطبوعات، وليس بالاعتداء المادي والتهويل والتهديد". وأسفت الدائرة من جهة ثانية، لقرار إدارة محطة العربية إقفال مكاتبها في بيروت، متمنية أن "تعيد النظر بقرارها".

قضية الأمن

الى ذلك، أنهى المحامي العام لدى محكمة التمييز القاضي شربل أبوسمرا تحقيقاته الأولية في شأن اختلاس أموال وتزوير فواتير صحية في قوى الأمن الداخلي.

وأحال النائب العام لدى محكمة التمييز، القاضي سمير حمود كامل الملف والمستندات مع 20 موقوفا على ذمة التحقيق الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية وفق الصلاحية لإجراء المقتضى.

فرنجية

في سياق منفصل، زار رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، أمس، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في دارته بطرابلس، حيث كان في استقباله نواب ووزراء وفاعليات طرابلسية وشمالية ورجال دين.

وكان لمفتي الشمال كلمة ترحيبية بالنائب فرنجية، وهو مرشح تيار "المستقبل" الى رئاسة الجمهورية. ورأى الشعار أن "رفع شعار أن الرئيس ينتخبه المسيحيون خاطئ، لأن الرئيس ينتخب من الممثلين في البرلمان، وأن رفع شعار ان الأكثرية المسيحية هي من تختار رئيسا للجمهورية هو عودة الى الوراء، فالرئيس القوي هو من يحافظ على الدستور وعلى التوازن بين المؤسسات".

من جهته، لفت فرنجية الى أنه "إذا تم الاتفاق على شخصية أخرى للرئاسة، فنحن لن نعرقل"، وقال: "الحريري لم يخرج عن الإجماع المسيحي عندما رشحنا للرئاسة، بل التزم بالمواصفات التي وضعت في بكركي".

واعتبر أن "رئيس الجمهورية عليه أن ينبثق من بيئته، كما عليه أن يكون مقبولا من الجهات الأخرى"، لافتا الى أن "الرئيس الأقوى عند المسيحيين قد يكون خطرا عليهم"، في إشارة الى زعيم "التيار الوطني الحر" النائب العماد ميشال عون.

كنعان

في المقابل، قال عضو تكتل "التغيير والاصلاح"، القيادي في "التيار الوطني الحر" النائب ابراهيم كنعان "إننا ممر إلزامي لرئاسة الجمهورية ولا يمكن تخطينا"، مضيفا "اننا لا نسعى مع القوات اللبنانية الى ثنائية سلطوية، بل نريدها رافعة لكل المسيحيين لإيصالنا الى الشراكة"، مؤكدا أنه "على تيار المستقبل أن يقتنع بأنه لا يمكن له أن يتجاوز الشريك المسيحي أكان حليفه أم لا".

back to top