الدكتورة دلال الزبن وقضايا المرأة

نشر في 17-02-2016
آخر تحديث 17-02-2016 | 00:01
 طالب الرفاعي المتتبع لمسيرة الدكتورة دلال فيصل الزبن يرى بوضوح كم هي لصيقة بالعلم والتعلم، والدرس والتدريس، فهي منذ أن تخرّجت في جامعة الكويت عام 1974/ 197٥ عملت في الجامعة كمسؤولة مكتبة، وحتى اللحظة الراهنة وهي أقرب من تكون إلى عالم الفكر والثقافة، وخاصة قضايا المرأة الكويتية والعربية.

كتابها "قضايا المرأة العربية... دراسات في واقع المرأة العربية" الصادر بطبعته الأولى 2014، يتوزع على تسعة فصول، وتشكل المرأة العمود الفقري لمجمل الدراسات فيه، بدءاً بإدانة وتفنيد "تهميش المرأة في التاريخ" بشكل عام، مروراً بـ"ظاهرة الطلاق في المجتمع الكويتي" و"المرأة الكويتية وأهمية دورها في التطوع" و"الشاعرة غنيمة زيد الحرب"، وانتهاءً بـ"المرأة والتنمية الشاملة" و"المشاركة السياسية للمرأة".

إن المجتمعات العربية التي تعيش تحت هيمنة وسطوة الرجل أحوج ما تكون للفكر الإنساني المستنير، ويأخذ هذا الفكر بعداً أرحب حين يتناول القضايا العادلة التي تخص المرأة، ويكون بطعمٍ ومذاق مختلفين حين يأتي بقلم امرأة. فمؤكد أن المرأة أقدر على تلمس وتفهم قضايا وشؤون وأوجاع بنات جنسها، وهي بالتالي أقدر على أن تكون لسان حالهن، وصوتهن الأعلى.

"إلى المرأة الكويتية التي ناضلت وقاومت من أجل حرية وطنها، وساهمت في مشروعات النهضة العلمية، حتى أصبحت من الرائدات في جميع المجالات... أهدي كتابي تقديراً لمواقفها الكبيرة"، إن صيغة إهداء الكتاب جاءت لتوضح بشكل واضح إيمان الدكتورة دلال الزبن بالنضال من أجل الحرية، وتبين انتماءها إلى مشروع النهضة العلمية، وأخيراً تقديرها الشخصي لمواقف المرأة العاشقة للوطن والحياة والعلم والريادة.

في ختام الفصل الأول؛ "تهميش المرأة في التاريخ"، تذكر دكتورة دلال: "تتفق معظم الدراسات على أنه عندما ازدادت التزامات النساء تجاه العمل بالأجر خارج المنزل، فضلاً عن قيامهن بالأعمال المنزلية سواء كن عاملات أم لا. وكذلك فإنهن يحققن أعمالاً رائعة ومتميزة أحياناً في ملاءمة مسؤوليات العمل والمنزل معاً، ولولا راتب الزوجة لتعرضت كثير من الأسر للفقر. وكل هذا لم يقابله تضحية من جانب الرجل، مما يعرض المرأة لكثير من الضغوط النفسية والاجتماعية". ص25

إن المتأمل لحال المجتمع الكويتي، يرى بوضوح المسؤوليات الكثيرة التي تنهض بها المرأة الكويتية، فهي إلى جانب خروجها للعمل مثل الرجل تماماً، فإنها مسؤولة عن تربية أبنائها وعن متابعة شؤون البيت، ولأن هذه المسؤوليات مرهقة فإن تلبيتها تحتاج لإرادة كبيرة، وتضحية توازيها، وقبل هذا وذاك تحتاج من المرأة ربة الأسرة لوعي بأهمية الوقت وتوزيع المهام، وإلا وقعت الأسرة تحت ضغوطات الحياة العصرية المتسارعة، وربما عصفت بها المشاكل، مما ينتج عنه أحياناً الطلاق، والذي تتحمل المرأة الألم الأكبر فيه، بأن تنذر حياتها لتربية أبنائها والسهر على مستقبلهم. وهذا ما فردت له الدكتورة دلال الفصل الثاني.

في الفصل الرابع "المرأة الكويتية وأهمية دورها في التطوع، جذور تاريخية وآفاق مستقبلة"، تبيّن الدكتورة الزبن أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي، تأسست عام 1960، وأن مسيرتها الرسمية بدأت في العاشر من يناير 1966، برئاسة شرفية من المغفور له سمو الشيخ صباح السالم الصباح". ص81

خصت الدكتورة الزبن الشاعرة غنيمة زيد الحرب بفصل كامل من كتابها، وبيّنت نشأتها في بيت شاعر الكويت الشعبي زيد عبدالله الحرب، وأنها بدأت تكتب الشعر وهي طالبة في "المدرسة المتوسطة، وكانت تنشر شعرها في مجلة الحائط المدرسية، وكانت قصائدها تتغنى بهموم الوطن العربي وبصورة خاصة القضية الفلسطينية. 104

إن قارئ كتاب الدكتورة دلال الزبن، وكذا مجمل نتاجها الفكري، يجد نفسه أمام باحثة رصدت نفسها للدراسة والبحث الرصينين، وأنها تتخذ من قضايا المرأة في الكويت والعالم العربي مجالاً خصباً لنتائج بحوثها.  

تحية للدكتورة دلال الزبن، زوجة الشاعر والأديب أحمد العدواني، إنسانة متنورة وباحثة تصرّ دوماً على إثراء المكتبة الكويتية والعربية بدراساتها المهمة.

back to top