وسط تأكيدات على اعتزام نظام الرئيس بشار الأسد شن هجوم واسع النطاق على مناطق مهمة للمعارضة المعتدلة، شهدت مدينة دوما أكبر انتهاك لوقف إطلاق النار المطبق منذ ثمانية أيام.

Ad

تعرضت مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، لقصف جوي الجمعة للمرة الأولى منذ سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية بين موسكو وواشنطن، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، مشيراً إلى أن «الطائرات لم تعرف هويتها قامت بغارتين تسببتا في مقتل شخص على الأقل، لم يعرف ما إذا كان مدنياً أم مقاتلاً».

وبعد مرور أسبوع على دخول الهدنة، التي تدعمها الأمم المتحدة، حيز التنفيذ، واصلت قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها محاولاتها لاستعادة مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة في حلب وقرب العاصمة دمشق واحتلال مناطق استراتيجية مهمة جداً.

وقال رئيس المكتب السياسي لـ»جيش الإسلام» محمد علوش، إن القوات الحكومية استعادت بالفعل مناطق أخرى منذ دخول اتفاق وقف العمليات القتالية حيز التنفيذ، مشيراً إلى «خروقات كبيرة من جهة النظام واحتلال لمناطق جديدة، واستخدام كافة أنواع السلاح، لاسيما الطيران والبراميل المتفجرة».

ونبّه علوش، وهو عضو في الهيئة العليا لمفاوضات المعارضة، إلى أن المساعدات التي تم إدخالها في الأيام الأخيرة للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وتحاصرها الحكومة «لا تكفي 10 في المئة من الحاجات المطلوبة، وأكثر المناطق لم يدخلها شيء». ولاحقاً، أصدر «جيش الإسلام» بياناً أعلن من خلاله رفضه وقف القتال في سورية.

تبادل اتهامات

في المقابل، اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، فصائل حلب، بعدم احترام الهدنة بمهاجمتها منطقة الشيخ مقصود ذات الأغلبية الكردية ومناطق أخرى قرب المدينة، منها عفرين وقرى قريبة، وجميع المواقع الخاضعة لسيطرتها.

وفي الوقت نفسه، اتهمت المعارضة الوحدات الكردية بخرق وقف إطلاق النار، وشنّ هجمات، والتنسيق مع دمشق، وهو ما نفته الوحدات.

هيئة المعارضة

وفي باريس، شارك منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، أمس، في سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية خصوصاً اجتماع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وشدد على التقصير في الجانب الإنساني، بالتزامن مع إدخال الأمم قافلة مساعدات إلى بلدة كفربطنا المحاصرة في الغوطة الشرقية لدمشق، في عملية هي الثانية منذ سريان اتفاق لوقف الأعمال القتالية قبل نحو أسبوع.

وقال المتحدث باسم الهيئة منذر ماخوس، إن حجاب تباحث، على حدة، مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، قبل أن يلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني، وعرض عليهما «الوضع الميداني وانتهاكات الهدنة»، مشيراً إلى «تقدم كبير لا بد من تحقيقه في هذا المجال، وهو مرتبط بقرار مشاركتنا في المفاوضات»، التي يفترض أن تستأنف في 9 مارس في جنيف.

وفي وقت سابق، حذّرت المعارضة من انهيار هدنة وقف إطلاق النار، في ظل استمرار خرقها على مدار الأيام السبعة الماضية من قبل قوات النظام والطيران الروسي، مؤكدة أن ذلك من شأنه أيضاً إفشال اجتماع جنيف المرتقب.

إيرولت ولافروف

وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى «تقدم فعلي» ميدانياً لكنه طالب بتحقيق «شرطين» لاستئناف مفاوضات السلام في جنيف، موضحاً إثر لقاء مع نظرائه البريطاني والألماني والأوروبية، أنهما «ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين، والاحترام التام للهدنة».

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على عدم وجود علاقة بين قرار وقف إطلاق النار وبدء محادثات جنيف، مؤكداً أن الهدنة غير متعلقة بأي إطار زمني، مشيراً إلى أنه جزء من الاستراتيجية المعتمدة من قبل مجلس الأمن، حيث سيعمل وقف إطلاق النار وتوصيل المعونات الإنسانية على تعزيز العملية السياسية.

قمة هاتفية

وعقب بحثه الأزمة السورية عبر الهاتف مع نظيره الفرنسي فرانسوا أولوند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التزامه بوقف إطلاق النار، معتبراً أنه يمهد الطريق أمام التفاوض بين السوريين. واعتبر الرئيس الروسي، أن الانتخابات البرلمانية في سورية المقررة في أبريل المقبل، لن تعرقل عملية السلام في البلاد، مشيراً إلى أنها تنسجم مع الدستور السوري ولا تأثير لها على الخطوات الجارية.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية، التي طالبت بوتين بممارسة نفوذه على (نظام الرئيس السوري بشار) الأسد للالتزام بالهدنة، انتقد الرئيس هولاند فكرة تنظيم الانتخابات، واعتبرها «استفزازية» و»غير واقعية».

ضربات دنماركية

وفي كوبنهاغن، أعلن مكتب رئيس وزراء الدنمارك لارس لوكه راسموسن، أمس، إعداده قريباً مقترحات لتوسيع المهمة ضد «داعش» لتشمل سورية، بما في ذلك تنفيذ ضربات جوية.

وفي حال موافقة البرلمان، في قراءة أولى، في الأول من أبريل، وفي قراءة ثانية في 19 من الشهر نفسه، ستشارك مقاتلات إف-16 وطائرة شحن طراز سي.130جيه و400 فرد من بينهم قوات عمليات خاصة وقوات معاونة في الحملة العسكرية في سورية بحلول منتصف العام.