بات من المؤكد، أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، يتجه إلى ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، لرئاسة الجمهورية، في خطوة تراها مصادر مقربة من تيار "المستقبل" رداً مباشراً على ترشيح رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لرئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية.
وعلى الرغم من أن كُثرا يعتبرون أن كل هذه التسريبات ليست سوى "مناورة قواتية"، فإن ترشيح جعجع لعون، في حال حصوله، ستتبعه الكثير من الارتدادات السياسية المهمة.وقالت مصادر لـ "الجريدة" إن "ترشيح جعجع لعون لن يكون إلا بعد أن تصل الأمور مع الحريري إلى حائط مسدود، ما يعني اتفاقاً سياسياً كاملاً بين القطبين المسيحيين الأبرز، يبدأ بالرئاسة ويصل إلى الانتخابات النيابية، ويتطرق طبعاً إلى الحصص في الحكومات المتتالية".وأضافت أن "ترشيح جعجع سيترجم فوراً بالاتفاق على قانون انتخاب، يليه اتفاق على تحالف انتخابي يؤدي إلى فوز مرشحي هذه الثنائية بالغالبية العظمى من المقاعد النيابية المسيحية".وأكدت المصادر أن "خطوة جعجع من شأنها أن تقطع العلاقة نهائياً مع تيار المستقبل، الذي يرفض رفضا تماما تبوؤ عون السدة الرئاسية الاولى".الحوارإلى ذلك، انعقدت جلسة الحوار الوطني، أمس، في عين التينة، بغياب النائب عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، اللذين أصبحا المتنافسين الوحيدين على الرئاسة حالياً. وقد مثل عون وزير الخارجية جبران باسيل، فيما مثل فرنجية الوزير السابق يوسف سعادة، وتقرر انعقاد الجلسة المقبلة في 27 الجاري.وعلم أن الجولة الـ 13 كانت حامية، إذ تناولت كلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، الذي تناول فيه الرئيس الحريري.وأعلن عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، بعد انتهاء الجلسة، أنه "تم الاتفاق على تفعيل عمل الحكومة، والعمل ما أمكن على تذليل العقبات والتعاون على معالجتها".وقال: "اتفقنا على أنه لا حاجة لأي خطاب تصعيدي يسيء إلى مناخ البلد"، مشيراً إلى أنه "كان هناك توضيح مفصل للوزير باسيل وبصورة عامة، المجتمعون كانوا مرتاحين لهذا الموقف".أما موقف "التيار الوطني الحر"، فبقي واضحا من انعقاد جلسة الحكومة، إذ علم ان "التيار" التزم داخل جلسة الحوار نفسا ايجابيا من انعقاد جلسة الحكومة، الا انه تحدث عن العقبات التي يأمل في تذليلها حتى يوم الخميس.«امتناع باسيل»: سلام يرحب والحريري ينتقد وجنبلاط يتفهمبدأت تظهر أمس ردات الفعل الداخلية على موقف وزير الخارجية جبران باسيل في الامتناع عن التصويت على قرار وزراء الخارجية العرب أمس الأول. وبينما رحب رئيس الحكومة تمام سلام بالموقف ووصفه بـ"الممتاز"، اعتبر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن "الامتناع لا يعبر عن رأي أغلبية اللبنانيين، الذين يعانون التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية، ويبادلون المملكة العربية السعودية، قيادة وشعبا، مشاعر المحبة والتضامن". وأضاف: "التذرع بذكر تدخل حزب الله في البحرين في البيان الختامي لوزراء الخارجية، لا يبرر التهرب من الإجماع العربي حيال مسألة أساسية تتناول التدخل الإيراني في الشؤون العربية الداخلية. نحن بكل بساطة أمام موقف لا وظيفة له سوى استرضاء إيران والإساءة لتاريخ لبنان مع أشقائه العرب، وهو أمر مرفوض في قاموسنا، ولا ندرجه في خانة تعبّر عن موقف الدولة اللبنانية".أمّا رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط فقال: "استمعنا إلى توضيح وزير الخارجية، ونتفهمه. وأهم شيء الحوار والتضامن الداخلي". وكان باسيل أكد إدانة لبنان للاعتداء على سفارة السعودية بطهران وقنصليتها في مشهد، إلا أنه رفض إدانة حزب الله بالإرهاب لتدخله في البحرين، مستنداً إلى "ما ورد في روحية البيان الوزاري للحكومة أن أي موقف رسمي يتخذ في الحكومة يجب ألا يمس أي مكّون لبناني"، حسب المصادر.تصريحات عقب الجلسةفي ما يلي تصريحات لشخصيات شاركت، أمس، في جلسة الحوار اللبناني عقب انتهاء الجلسة في عين التينة:• النائب السابق ميشال المر: «الجلسة كانت إيجابية بشكل عام، وتم الاتفاق على حلحلة كل المواضيع التي تعرقل انعقاد جلسات مجلس الوزراء».• رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي: «هناك جدية لكننا ما زلنا مكاننا في الحوار».• نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: «جميع المكونات السياسية ستحضر جلسة مجلس الوزراء نهار الخميس».• وزير السياحة ميشال فرعون: «طلبنا جلسة لمجلس الوزراء لتحديد مسألة النأي بالنفس، في ظل ما يجري في المنطقة من أحداث وصراعات، وفي ظل التوتر القائم بين تيار المستقبل وحزب الله».
دوليات
لبنان: ترشيح جعجع لعون يهدد علاقة «القوات» و«المستقبل»
12-01-2016