التعليم أساس التنمية
![مشاري ملفي المطرقّة](https://www.aljarida.com/uploads/authors/778_1682431386.jpg)
كما طفت على السطح مشكلة قديمة جديدة تتعلق بالشعب المغلقة التي يدرس الطلبة موادها في الفصل الصيفي، حيث تسبب تخفيض الميزانية في التهديد بإلغائها، وبعد أن تم تقليص مكافآت أعضاء هيئة التدريس تصاعدت الأزمة لتصل إلى مرحلة التهديد بالإضراب عن العمل والاعتصام ليكون الطالب هو الضحية، رغم أن هذه المشكلة ليست مستعصية ويمكن حلها بشكل علمي مدروس، وعبر دراسات واستبيانات، وطرح عدد معين من الشعب لكل مقرر، بحيث يتناسب مع العدد المطلوب للتسجيل، ولكن هذا لم يحدث على مدار السنوات الماضية، لأن العملية التعليمية تسير بالبركة ولا توجد خطط أو رؤية مستقبلية.أما عن مشاكل التعليم الأساسي فحدّث ولا حرج، فرغم الإنفاق السخي عليه فإن نتائجه وثماره مخيبة للآمال، حيث إن هناك ارتفاعاً في نسبة الرسوب والتسرب، وتدنياً في المستوى العلمي للطلاب في جميع المراحل، وغيابا للمبادرة والابتكار، مع التركيز على أسلوب التلقين والحفظ، فضلاً عن عدم ملاءمة مخرجات التعليم لاحتياجات السوق، بحيث يتخرج سنوياً آلاف الكويتيين لينضموا إلى قائمة العاطلين عن العمل.ولعل المسؤولين يدركون أن التعليم الجيد هو ركيزة أساسية للتنمية، لأنه يؤسس شخصية الفرد ويكتشف قدراته الذهنية ومهاراته، ولعلهم أيضاً يعرفون أن جميع المشكلات التي يواجهها المجتمع في غالبها مردها تدني إلى مستوى التعليم، وبالتالي فإن مفتاح حل هذه المشكلات هو النهوض بالتعليم ورفع مستواه والعمل على زيادة ميزانيته لا تقليصها، فهو جوهر التطوّر والتقدم، وهو ما حضّ عليه الدين الإسلامي الحنيف، حينما قال تعالى في محكم تنزيله: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات".