هاجم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، المرشح الأقوى لخلافته الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، المنخرط في قيادة تحالف واسع من الإصلاحيين والوسطيين والمعتدلين، مشدداً على أن مستقبل إيران في الصواريخ، وعلى ضرورة إبقاء التجارب الصاروخية التي يقوم بها الحرس الثوري المكلف حماية النظام الإسلامي.

Ad

في خطوة تمثل دعما للحرس الثوري الذي اختبر صواريخ باليستية أخيراً ما أثار انتقادات دولية، اعتبر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أمس، أن إطلاق الصواريخ ضروري، مهاجما الرئيس الإيراني الأسبق، رئيس مجلس مصلحة تشخيص النظام أكبر هاشمي رفسنجاني دون أن يسميه.

وبدا أن هذه التصريحات هي رد مباشر على تغريدة رفسنجاني، التي كتب فيها الأسبوع الماضي: "عالم الغد هو عالم الحوار وليس الصواريخ"، وذلك عقب قيام الحرس الثوري باختبارات صاروخية.

وقال المرشد خلال لقاء مع رجال دين في طهران: "من يقولون إن المستقبل هو المفاوضات وليس الصواريخ إما جهلاء أو خونة"، في إشارة الى رفسنجاني، الذي حقق مكاسب كبيرة في الانتخابات التشريعية الأخيرة في إطار تحالف واسع للإصلاحيين والمعتدلين والوسطيين.

وأضاف: "خصومنا يعززون باستمرار قدراتهم العسكرية والصاروخية، وفي هذه الحالة كيف يمكننا القول إن عهد الصواريخ قد ولى؟".

واعتبر خامنئي في تصريحات نقلها موقعه الالكتروني أنه "في هذا العالم الذي يشبه الغابة، إن سعت الجمهورية الإسلامية للمفاوضات والتجارة والتكنولوجيا والعلوم ولم يكن لديها إمكانات للدفاع عن نفسها فحتى الدول الصغيرة ستتجرأ على تهديدها".

وأوضح: "هذا لا يعني أننا ضد التفاوض بل علينا التفاوض بحزم وتيقظ لكي لا نخدع".

وأضاف المرشد الإيراني: "في عالم اليوم والغد المعقد علينا استخدام كل الوسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدفاعية لتعزيز مكانة إيران"، متابعا أن "خصوم الثورة (الإسلامية) يلجأون الى الحوار والتجارة والتهديدات العسكرية وأي وسيلة اخرى، ضد مصالح إيران، وعلينا أن نكون قادرين على الدفاع عن انفسنا في كل المجالات".

الاجتماع الرباعي

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا دعت مجلس الأمن الدولي إلى التحرك إزاء التجارب الصاروخية الايرانية الأخيرة وفرض عقوبات جديدة، مؤكدة في رسالة مشتركة أن هذه التجارب البالستية تنتهك قراره المتعلق بالاتفاق النووي التاريخي مع طهران.

وقالت الدول الغربية الاربع في رسالتها المؤرخة بتاريخ الاثنين، والموجهة إلى سفير اسبانيا رومان اويارزون مارشيزي المسؤول في المجلس عن هذا الملف، إن التجارب الصاروخية الإيرانية شكلت استفزازا وعاملا مزعزعا للاستقرار كون هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

وأضافت الدول الغربية الاربعة التي هي جزء من "مجموعة 5+1" الدولية التي ابرمت في يوليو 2015 اتفاقا تاريخيا مع طهران حول ملفها النووي، أن إيران أجرت هذه التجارب في ازدراء للقرار الدولي الرقم 2231 الصادر في 2015 والذي اعتمد فيه المجلس نفس بنود الاتفاق حول الملف النووي الايراني.

من جانبها، جددت روسيا أمس موقفها الرافض لفرض أي عقوبات على إيران، قائلة على لسان ممثل لوزارة الخارجية إن التجارب الإيرانية الصاروخية الأخيرة لا تنتهك أي قرار لمجلس الأمن.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة بعد تجارب اطلاق الصواريخ الإيرانية الأخيرة، في حين تؤكد إيران أن ذلك من حقها، وأن هذه العمليات ستستمر وحتى ستزداد بدافع "الردع".

بان كي مون

وفي تعليق على البيان الرباعي، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إن الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران سببت قلقا، وأن الأمر يرجع إلى القوى الكبرى لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان يجب فرض عقوبات جديدة.

وقال بان، متحدثا للصحافيين في جنيف على هامش مؤتمر يبحث قضية اللاجئين السوريين: "أطلق الإيرانيون الآن صواريخ باليستية. سبب ذلك إزعاجا وقلقا". وأضاف: "لكن نوع العقوبات أو أي نوع آخر من الإجراءات يجب أن يتخذ ردا على ذلك، هو أمر يرجع الى أعضاء مجلس الأمن".

في سياق آخر، قالت مواقع مقربة من الرئيس الإيراني السابق الشعبوي محمود أحمدي نجاد، إنه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2017 لمنافسة الرئيس الحالي الوسطي حسن روحاني.

ونقل موقع "انتخاب"، عن مصدر مقرب لأحمدي نجاد، قوله إن الرئيس السابق قد حسم قراره للترشح بالانتخابات الرئاسية المقبلة.

ووفقا للمصدر، فقد وعد نجاد برفع قيمة المعونات الحكومية للمواطنين الإيرانيين من 450 ألف ريال (12 دولارا) إلى 2.250 مليون ريال، أي ما يعادل 71 دولارا، في حال فوزه، وهي معونات كان قد أقرها أحمدي نجاد بعد ما رفع الدعم عن السلع الأساسية خلال حقبته (2005 – 2013).

وبحسب المصدر قرر أحمدي نجاد خوض غمار الانتخابات الرئاسية بعد الهزيمة التي لحقت بالمتشددين في انتخابات مجلس خبراء القيادة والبرلمان، التي جرت في 26 فبراير الماضي والتي أفرزت فوز الإصلاحيين المقربين من الرئيس الأسبق محمد خاتمي، وحلفائهم المعتدلين، أنصار روحاني.

يذكر أن فوز نجاد بولاية ثانية عام 2009 بدعم من التيار المتشدد والحرس الثوري، أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة سميت بـ"الانتفاضة الخضراء" ضد ما قيل إنها تزوير بالأصوات حصل ضد منافسيه مهدي كروبي ومير حسين موسوي، اللذين قادا الاحتجاجات، وقد وضعا تحت الإقامة الجبرية منذ عام 2011، بعد دعوتهما الى تظاهرات في إيران عقب ما جرى في مصر وتونس وقتها في إطار ما عرف إعلاميا بـ"الربيع العربي".

(جنيف، نيويورك ــــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، العربية، فارس، إرنا)