ترى الممثلة رانيا يوسف أن كتّاب السيناريو والمنتجين يلجأون إلى الاستسهال بصناعة أعمال سينمائية يتصدى لبطولتها رجال لضمان نجاحها، وبالتالي تحقيق إيرادات ضخمة من شباك التذاكر تجعل المنتج قادراً على صناعة المزيد من الأعمال من بطولة الرجال أيضاً، من دون المغامرة وإنتاج أفلام بطولتها نسائية.

Ad

وتعتبر رانيا أن المجتمع الشرقي الذكوري نفسه عزّز هذا الأمر لأن غالبية القصص والدراما والحكايات تبدو كأنها أنتجت خصيصاً ليؤديها رجل ويكون فيها المحور الأساسي، فيما القصص الخاصة بالنساء غائبة كأنهن لسن جزءاً من هذا المجتمع.

يرى الناقد نادر عدلي أن البطولة في السينما المصرية خلال زمن الفن الجميل كانت لممثلات أمثال فاتن حمامة، وشادية، ونادية الجندي، لأن تلك النجمات كن يتمتعن بشخصية فرضت وجودهن بقوة على الصانعين. أما في العشرين سنة الأخيرة فاهتمت الصناعة بشكل كبير بموضوعات البطولة فيها للرجال، وتقوم على الكوميديا أو الحركة غالباً، والمجالان ليس للمرأة فيهما باع، وهذه النوعية من الأفلام تخلو من الأبعاد وتظل المرأة فيها بدور المساعد.

وتابع عدلي: «شاهدنا أخيراً «نوارة» من بطولة منة شلبي، وموضوع الفيلم نفسه يدور حول تلك الخادمة، من ثم منطقياً أن تكون البطولة هنا نسائية. لكن للأسف يخلو غيره من أفلام من البطولات النسائية».

ويعتقد عدلي أن غالبية الفنانات على الساحة ليست لديهن القدرة على تولي بطولة فيلم خاص، باستثناء ياسمين عبدالعزيز، التي تقوم الحكاية على دورها فيما الممثل الرجل هو المساعد.

ويرجع عدلي غياب الأعمال السينمائية التي تتولى بطولتها نجمات إلى قلة الشعبية والموهبة التي تؤهل الممثلات لذلك، والمشكلة في البطولة النسائية راهناً أن نحو ٦٠% من الأفلام البطولة فيها للتونسيات واللبنانيات والسوريات، بينما يتولى بطولة المسلسلات من النوع الجماعي، حتى تلك التي تقوم ببطولتها نساء، عدد كبير من الفنانين المشاركين.

ويختتم عدلي: «السبب في انتشار بطولة الرجال المنتجون والمؤلفون الذين يضعون معالجات اجتماعية للأفلام على أساس وجود البطل الرجل  لضمان النجاح في شباك التذاكر».

أفلام نسائية ناجحة

النجمة إلهام شاهين تختلف مع وجه النظر التي تعتقد أن  البطولة السينمائية للرجل فقط، وترى أن على مر السنين كان للبطولة النسائية دورها في صناعة السينما، لكن أعداد الأفلام في هذا المجال أقل نسبياً مقارنة ببطولة الرجال، وهو ما فسرته بطبيعة الموضوعات حيث يكون العنصر الأساسي للرجل.

وقالت إلهام إن أفلاماً مثل «خلطة فوزية»، و{واحد صفر»، كانت البطولة فيها نسائية إلى جانب ممثلات آخريات، مع ذلك حققت نجاحاً تجارياً كبيراً ولدى النقاد. كذلك ما زالت تحقق نسب مشاهدة عالية حتى الآن عندما تعرض على شاشة التلفزيون، ويرجع ذلك إلى طبيعة المواضيع التي تناقشها من دون الالتفات إلى كون البطل رجلاً أو امرأة.

وضربت إلهام مثالاً بالفيلم الجديد «يوم للستات» حيث تشاركها البطولة نيللي كريم، وهو ثاني تجربة بطولة نسائية تجمعها معها، وتتوقع نجاحاً واسعاً له.

مرآة المجتمع

الناقد الفني كمال رمزي يرى أن افتقار السينما المصرية إلى البطولة النسائية انعكاس للأوضاع الاجتماعية والعادات والتقاليد المصرية التي تنظر إلى المرأة على أنها سنيد الرجل وليست اللاعب الأساس في المجتمع بتطوره وتقدمه، وبالتالي فإن السينما بمواضيعها كافة تخضع في النهاية إلى أحكام المجتمع الذي تظهر فيه، والمؤلفون يستخلصون حكاياتهم منه.

وأضاف رمزي أن السينما مرآة المجتمع، وعندما نرى البطولة النسائية تتصدّر المشهد السينمائي أو حتى تتوازن مع بطولات الرجال، سنتأكد جميعاً من أن المجتمع بدأ يعتمد على المرأة كشريك أساسي وليس كسنيد للرجل.