أعادت الجولة الـ 16 من منافسات دوري ڤيڤا لكرة القدم المتعة والإثارة بشكل كبير، بعد أن غابتا مدة طويلة، حيث استمتعت الجماهير بمباريات الجولة الست التي ظلت نتيجتها معلقة حتى صافرة الحكم الأخيرة.

Ad

ويمكن القول إن السبب الحقيقي في عودة المتعة الإثارة ليس لارتفاع المستوى الفني، لكن بسبب انتفاضة أندية الوسط والقاع، والروح القتالية التي لعبت بها أمام أهل القمة، الأمر الذي دفع الجماهير إلى الحديث عن العديد من المواقف التي شهدتها مباريات هذه الجولة.

وكان السالمية المتصدر في الجولتين السابقتين الضحية الأكبر في الجولة، بعد تعادله مع الصليبيخات بهدفين لمثلهما، ليترك القمة للقادسية، الذي حقق فوزاً صعباً للغاية على حساب اليرموك.

وشهدت الجولة تألق مهاجم العربي المحترف السوري فراس الخطيب، الذي حلَّق بعيداً بصدارة ترتيب الأهداف، بعد ثلاثية جديدة له أحرزها في مرمى الساحل. ويعد الخطيب ظاهرة هذا الموسم بأهدافه المؤثرة، التي تؤكد قدرته على الاستمرار في الملاعب.

وفي هذا التقرير، نلقي الضوء على أبرز أحداث الجولة، وأهم ما جاء فيها.

الخالدي أنقذ القادسية

أكد لاعبو القادسية أنهم قادرون على صنع الفارق مع الآخرين، بروحهم القتالية التي ميزتهم هذا الموسم، رغم أن هناك العديد من الملاحظات على أداء الفريق بصفة عامة، وعدد من اللاعبين بصفة خاصة.

"الأصفر" الذي يعاني مادياً هذا الموسم وأنقذته جماهيره بـ "القطية" الشهيرة، عاد للصعود للقمة مجدداً، علما بأن إدارة النادي كانت تخشى من انفراط عقد الفريق أكثر من مرة، وكان نجم القادسية الأول في اللقاء نواف الخالدي، الذي تصدى لخمس فرص محققة، لو هزت شباكه، ما لامه عليه أحد، ليحرم اليرموك من مواصلة المفاجآت في هذه الجولة.

لكن الملاحظ في أداء لاعبي "الأصفر"، اعتمادهم بشدة على مهاراتهم في الأداء، بينما لم تتضح حتى الآن بصمة المدرب الكرواتي داليبور، لذلك لم يرتق المستوى.

السالمية فرَّط في القمة

من جهته، فرَّط السالمية في القمة بالتخصص أمام الصليبيخات، وهو الفريق الذي كان السبب في تصدير المشاكل للأجهزة الفنية لـ"السماوي" بالمواسم الماضية.

السالمية نجح في فرض هيمتنه في الشوط الأول، وأحرز هدفين، وكان قاب قوسين أو أدنى من الاستمرار على القمة، من خلال تحقيق الفوز، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، بالتعادل في الوقت القاتل.

وما يثير العديد من علامات الاستفهام، هو هبوط مستوى "السماوي" بهذا الشكل الغريب في الشوط الثاني، وعلى مدرب الفريق سلمان عواد السربل مراجعة أخطاء الفريق بشكل جيد، ودراسة أسباب التراجع الطارئ، لضمان الاستمرار على القمة، وتفادي وضع نفسه على المحك.

في المقابل، نجح لاعبو الصليبيخات بامتياز في العودة إلى أجواء اللقاء، رغم تأخرهم في الشوط الأول، ويمكن القول إنه كان في الإمكان أفضل مما كان بالنسبة للفريق، الذي يقوده المدرب المصري الكفء عماد سليمان، للتواجد في مركز أفضل في جدول الدوري، لكن ضعف الإمكانيات وغياب اللاعبين عن التدريبات من أسباب عدم تحقيق نتائج على المستوى المأمول في الموسم الجاري.

الكويت لا جديد... والنصر مقنع

بدوره، استعاد الكويت توازنه، بعد الخسارة في الجولة الـ 14 على يد كاظمة، وغيابه عن الجولة السابقة، بيد أن الجهاز الفني لا يزال مستمراً في اتباع الأسلوب التجاري في حصد النقاط، كما أكدت "الجريدة" سلفا، وهو تحقيق الفوز، بغض النظر عن الأداء والمستوى، وإحقاقا للحق، فإن "الأبيض" هذا الموسم باهت، ولم يقدم المستوى المأمول منه، رغم دعم الإدارة اللامحدود للفريق واللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية.

بينما نجح النصر في تقديم مستوى جيد، وكان نداً للكويت طوال المباراة، ولو نجح لاعبوه في استثمار الفرص التي لاحت لهم، لسببوا إزعاجا للمنافس، الذي يحتاج إلى ثورة لاستعادة مستواه.

العربي يواصل انتصاراته

أما العربي، فحقق فوزه الخامس على التوالي، ليعود الفريق من بعيد لأجواء المنافسة على اللقب. وفي حال تحقيقه الفوز على القادسية في الديربي الجمعة المقبل، فسينافس بقوة على اللقب.

ومن المؤكد أن المدرب الصربي بوريس بونياك أعاد العربي للطريق الصحيح، لكنه لم ينجح في تلافي الأخطاء منذ عودته لتسلم المهمة، بعد إقالة المدرب البرتغالي فيلبي، فلولا الفاعلية الهجومية لـ"الأخضر"، لخسر المزيد من النقاط، خصوصا أن كل هجمة عليه تهدد مرمى الفريق، لذلك ليس من المستغرب أن يكون الساحل ندا قويا.

ويحسب لبونياك مساهمته في إعادة حسين الموسوي إلى مستواه السابق، من خلال الدفع به في التشكيل الأساسي، كما أنه نجح في تقديم أكثر من لاعب للجماهير الكويتية، في مقدمتهم المتألق عبدالمحسن التركماني.

كاظمة واصل تراجعه

من جهته، أكد كاظمة مجدداً أنه اللغز الأكبر هذا الموسم، بنتائجه غير المنطقية، بعد تعادله مع خيطان، رغم تقدمه بهدفين نظيفين.

ويبدو أن اللاعبين مازالوا يعيشون أفراح الفوز على الكويت، ومن المؤكد أن هذا الكلام لا يقلل من خيطان المجتهد، الذي يقدم موسما استثنائيا الموسم الجاري.

أخيراً الجهراء فاز

تفاءل الكثيرون بعودة الجهراء إلى مستواه المعروف عنه، بعد تحقيق الفوز على الفحيحيل "المكافح" بهدف من دون رد، وساهم المدرب محمد الشيخ، الذي تولى المهمة بدلا عن الألباني إسكندر جيجا، إضافة إلى عودة فيصل زايد وتعافي أكثر من لاعب، في استعادة الانتصارات مجددا، كما أن المدرب يجيد تجهيز اللاعبين للمباريات بشكل نفسي ممتاز.

أرقام من الجولة

* شهدت الجولة الـ16 تسجيل 21 هدفا بمعدل تهديفي 3.5 أهداف في المباراة الواحدة، وهو معدل رائع.

* انتهت 4 مباريات بالفوز، في حين انتهت مباراتان بالتعادل الإيجابي، هما مباراة كاظمة مع خيطان، ومباراة السالمية مع الصليبيخات.

* من المفارقات الغريبة في هذه الجولة، هو إدراك خيطان والصليبيخات التعادل أمام كاظمة والسالمية، رغم تأخرهما في الشوط الأول بهدفين من دون رد، ومن المفارقات أيضا تسجيل لاعبين أردنيين 3 أهداف في مباراة واحدة، تلك التي جمعت الكويت مع النصر، حيث أحرز حمزة الدردور هدفين للأبيض، ومنذر أبوعمارة للعنابي.

* احتسب الحكام 4 ركلات ترجيح نفذت ثلاث منها بنجاح، إذ أحرز مهاجم خيطان البرازيلي اوتافيو هدفين في شباك كاظمة ومحترف اليرموك التونسي مهدي بن حرب في شباك العربي، في حين أخفق محترف الصليبيخات المالي عبدالله كوليبالي، علما بأن الكرة ارتدت إلى اللاعب وسددها في الشباك!

* رفع محترف العربي السوري فراس الخطيب رصيده من الأهداف إلى 18 هدفا، متربعا على الصدارة منفردا، ويليه محترف كاظمة البرزايلي باتريك فابيانو وله 13 هدفا، ثم نجم القادسية بدر المطوع في المركز الثالث بـ11 هدفا، ويتبعه مهاجم السالمية حمد العنزي وله 10 أهداف، ثم زميله الإيفواري جمعة سعيد في المركز الخامس بـ7 أهداف، ويوجد 6 لاعبين في المركز الـ6 ولكل منهم 6 أهداف، وهم سالم الهاجري (الفحيحيل)، وفهد الأنصاري (القادسية)، وعبدالهادي خميس (الكويت)، والأردني عدي الصيفي (السالمية)، والتونسي مهدي بن حرب (اليرموك).

قلة سيارات النقل تحرم الجماهير من متابعة المباريات

حُرمت الجماهير المتابعة لمباريات دوري ڤيڤا، والتي لا تساعدها ظروفها من الذهاب إلى الملاعب، من مشاهدة المنافسات عبر القناة الرياضية بتلفزيون الكويت، نظراً لانشغال عربات البث المباشر بنقل مهرجان "هلا فبراير" وبعض الفعاليات الأخرى حالياً.

وتعاني الجماهير في كل موسم خلال شهر فبراير عدم إذاعة المباريات، بسبب العجز الذي يعانيه التلفزيون بعدد عربات النقل.

وطالبت الجماهير بضرورة استعانة وزارة الإعلام ومسؤولي التلفزيون خلال فبراير ببعض الشركات من أصحاب الخبرة في نقل المباريات، لاسيما أنها تمتلك إمكانات تمكنها من أداء مهمتها دون عناء، خصوصاً تلك التي تتعاون مع القنوات الفضائية الخارجية لبث المباريات التي تقام في الكويت على الهواء مباشرة.

لقطات

• حالف التوفيق عددا من المحترفين الجدد الذين تعاقدت معهم الأندية، وقدموا مستوى مبشرا في هذه الجولة، إذ نجح محترف الكويت، الأردني حمزة الدردور في إحراز هدفين في شباك النصر، كما أحرز محترف القادسية الكرواتي إيفان في شباك اليرموك، ومحترف الجهراء الإيطالي سيميوني في مرمى الفحيحيل، كما واصل محترف اليرموك التونسي سمير العروسي تقديم مستوى مبهر.

• شهدت مباراة العربي والساحل عودة الجماهير للمدرجات إلى حد ما، كما تواجدت بضع مئات من جماهير القادسية في مدرجات استاد محمد الحمد، فيما عزفت عن الحضور في المباريات الأخرى.

• واصل مدرب القادسية داليبور الحديث عن سوء أرضية ملعب استاد محمد الحمد، التي وصفها بالكارثة، على الرغم من أن الملعب أقيمت عليه أغلب مواجهات الفريق، والمدرب ليس غريبا على "الأصفر"، فلماذا لم يصدر منه هذا الكلام في وقت سابق؟

• تعرض لاعب القادسية خالد القحطاني للإصابة في الدقائق التي لعبها أمام اليرموك، بتمزق في أربطة القدم، ما يعني غيابه مجدداً عن الملاعب.