اعتبر رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات التعاونية، د. سعد الشبو، أن «طرح سوق جمعية الدسمة وبنيد القار التعاونية للاستثمار يوم أسود في تاريخ العمل التعاوني، ونقطة سوداء كنا نتمنى ألا تكون»، مؤكدا أن «الاستثمار في الأسواق التعاونية يعد خصخصة بوجه آخر». وقال الشبو، في حديثه لـ «الجريدة»: «إن عدم إشراكنا، من قبل وزارة الشؤون، في اتخاذ قرارات حل مجالس إدارة بعض التعاونيات، أو إطلاعنا على مسببات الحل قد يشعرنا بالتهميش، لاسيما أن الاتحاد هو المظلة الشرعية للجمعيات، ومن هذا المنطلق يجب إطلاعنا على مثل هذه القرارات». وبشأن إنجازات مجلس الإدارة خلال فترة توليه المسؤولية ذكر أنها «تتمثل في تخفيض حجم المصروفات والرواتب، تشكيل لجنة لوضع خطة عاجلة للانتهاء من مشروع المخازن بمساحة 6 آلاف متر مربع، وبتكلفة بلغت 2.270 مليون دينار، ونحمد الله، خلال الفترة الماضية بلغت نسبة انجاز المشروع 90 في المئة، وخلال شهر سيتم تسلمه مبدئيا، وسيوفر التشغيل الفعلي للمشروع 150 ألف دينار على الاتحاد، تدفع سنويا لإيجار المخازن، ونود الإشارة إلى أنه سيتم تأجير المخازن بأسعار رمزية للجمعيات التعاونية». وتابع: ضمن الإنجازات أيضا سداد 1.270 مليون دينار من إجمالي المديونية، وخلال الفترة المتبقية من عضويتنا سيتم، بإذن الله، سداد المديونية كاملة». وبشأن عدد أصناف التعاون، والأصناف الجديدة التي ستعرض خلال الفترة المقبلة، ذكر الشبو أن «إجمالي السلع والأصناف التي تحمل علامة التعاون في حدود 150 صنفا، وهناك أصناف جديدة ستتم إضافتها خلال الفترة المقبلة مثل «الدجاج، زيوت الطعام، الأجبان، وبعض السلع الأساسية»... وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• ما الدور الذي يقوم به الاتحاد كحلقة وصل بين وزارة الشؤون والجمعيات التعاونية؟ وهل يقوم به على الوجه الأكمل؟

- الاتحاد يُعد المظلة الشرعية لكل الجمعيات التعاونية في البلاد، لكونه همزة الوصل بين تطبيق القرارات الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية والتعاونيات، إضافة إلى ذلك يقوم الاتحاد بدور فاعل في حل المشكلات التي تنشب بين الجمعيات، بالتنسيق مع "الشؤون"، أما عن قيامه بدوره على الوجه الأكمل، فنود الإشارة، من باب الشفافية والمصداقية، إلى أن هناك نوعاً من الرضا عن أداء مجلس الإدارة خلال الاشهر التي تولى فيها المسؤولية، غير أننا نطمح، في المستقبل القريب، إلى أن يكون هذا الدور ذا فاعلية وتأثير أكبر.

تكبيل وسحب صلاحيات

• هل تشعرون أنكم مكبلون، أو أن صلاحياتكم ليست كاملة بسبب التبعية لوزارة الشؤون، وقدرتها على حل الاتحاد في أي لحظة؟ وهل علاقتكم بالوزارة الآن على ما يرام؟

- وفقا للقانون يخضع الاتحاد إلى تبعية ورقابة وزارة الشؤون، وقد تحجّم هذه التبعية حرية تحركنا، غير أنها لا ترتقي إلى درجة التكبيل، أو سحب الصلاحيات، لذا نرى أن يمنح الاتحاد مساحة أكبر من الحالية، ليكون دوره المنوط أكبر وأكثر فاعلية، ونتمنى انشاء هيئة تعاونية منفصلة، قد يرتقي فيها الاتحاد الى مستوى نقابة، تتيح له حرية التحرك بصورة أكبر، أما بشأن العلاقة بين الاتحاد والوزارة، فهي طيبة، لا سيما أن الأخيرة تمد يد التعاون معنا في الكثير من الامور لحل المشكلات التي تواجه التعاونيات، وقد تشهد هذه العلاقة، بين الحين والاخر، فترات من الشد والجذب، نظراً لاختلاف الرؤى ووجهات النظر بين الطرفين لتحقيق الصالح العام، فالوزارة قد ترى ضرورة تفعيل بعض القرارات بطريقة ما، وفي المقابل قد يكون للاتحاد وجهة نظر أخرى في الأمر.

مظلة شرعية

• هل تشعرون أنكم مهمشون من الوزارة، خصوصاً بشأن حل مجالس إدارة بعض التعاونيات دون الرجوع إليكم أو الاستئناس برأيكم؟

- عدم إشراكنا في اتخاذ مثل هذه القرارات، أو اطلاعنا على مسببات حل مجالس إدارة التعاونيات قد يشعرنا بذلك، فكما قلنا سلفاً إن الاتحاد المظلة الشرعية للجمعيات، ومن هذا المنطلق ينبغي إطلاعنا على مثل هذه القرارات، حتى يتسنى إبلاغ الجمعيات كنوع من الحماية للوزارة، ونتمنى تشكيل لجنة مشتركة بين الوزارة والاتحاد في هذا الصدد.

صدام

• البعض يقول إن الاتحاد يخشى الصدام مع الوزارة، لذا لم يكن له رأي واضح حيال طرح بعض الأفرع للجميعات التعاونية للاستثمار من القطاع الخاص؟

- هذا الكلام غير دقيق، ويجانبه الصواب، فالاتحاد لا يخشى الصدام مع أي جهة كانت مادام على حق، أما بشأن طرح السوق المركزي لجمعية الدسمة وبنيد القار التعاونية للاستثمار من قبل شركات التجزئة الكبرى في القطاع الخاص، فقد قام الاتحاد، ممثلاً في مجلس إدارته، بدوره المنوط على الوجه الاكمل في هذا الشأن، حيث قابل وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح، وطرح عليها فكرة الاستثمار عن طريق الاتحاد، وأن توكل إليه الإدارة الكاملة للجمعية لانعاشها مالياً، وقدم 3 كتب في هذا الموضوع.

إلى جانب ذلك قابلنا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وأعلنا رفضنا التام للخصخصة أو للاستثمار في الأسواق التعاونية، الذي نراه (خصخصة بوجه آخر)، إضافة إلى ذلك فقد صرحنا في أكثر من مناسبة بضرورة أن تحل مشكلة "الدسمة" تحت راية الاتحاد القادر على ايجاد حلول لها.

يوم أسود

• هل تعتقدون أن موافقة "العمومية" على طرح سوق الدسمة للاستثمار يوم أسود في تاريخ العمل التعاوني؟

- نعم... وبكل تأكيد، فما تم في "الدسمة" نقطة سوداء، كنا نتمنى ألا تكون، لا سيما أن الحركة التعاونية تعد مفخرة للكويت، ولها تاريخ مشرف حافل بالإنجازات.

• هل هناك إجراءات سيتخذها الاتحاد من شأنها منع تكرار هذه التجربة في ظل الحديث عن الاستثمار في سوق تعاونية الجليب؟

- نود الاشارة إلى أنه من أهم إيجابيات الاستجواب المقدم من النائب صالح عاشور، بحق وزيرة الشؤون هند الصبيح، الخروج بتوصيات عدة منها عدم التوسع في الاستثمار بالأسواق التعاونية، وفي حال حدوث أي مشكلة مشابهة، تشكل لجنة من وزارة الشؤون والاتحاد والجمعية لتلافيها، أما فيما يخص الاستثمار في سوق "الجليب"، فقد اجتمعت أخيراً برئيس مجلس ادارة الجمعية عادل المطيري، وطالبته بتقديم تقرير شامل وواف عن الوضع المالي للجمعية، كخطوة استباقية، للاجتماع الذي سيعقده الاتحاد مع رؤساء "التعاونيات" لوضع آلية سليمة لمعالجة السلبيات، تضمن عدم تكرار ما حدث في "الدسمة".

2.5 مليون مديونية

• عقب مرور قرابة 10 أشهر على توليكم مسؤولية إدارة الاتحاد، ما أبرز المعوقات وأهم الإنجازات التي تمت حتى الآن؟

- من أبرز المعوقات التي واجهتنا، خلال تولينا مسؤولية الاتحاد، ضعف الإيرادات مقابل زيادة المصروفات، ومديونية الاتحاد لدى وزارة المالية التي قدرت بنحو 2.5 مليون دينار، إلى جانب تعطل إنشاء مشروع المخازن الخاصة بالاتحاد، حيث لم تتخط نسبة الإنجاز الـ 20 في المئة، في حين كان من المفترض الانتهاء من المشروع منذ عامين ماضيين، إلى جانب ما سبق عند تولينا المسؤولية فوجئنا بنقل تبعية لجنة الأسعار من الاتحاد الى وزارة التجارة.

إنجازات

أما بشأن إنجازات مجلس الإدارة فهي كالآتي: تخفيض حجم المصروفات وتخفيض الرواتب، تشكيل لجنة لوضع خطة عاجلة للانتهاء من مشروع المخازن بمساحة 6 آلاف متر مربع، وبتكلفة بلغت 2.270 مليون دينار، ونحمد الله، فقد بلغت نسبة إنجاز المشروع خلال الفترة الماضية 90 في المئة، وخلال شهر سيتم تسلمه مبدئيا، والتشغيل الفعلي للمشروع الذي يوفر على الاتحاد 150 ألف دينار، تدفع سنويا لإيجار المخازن، ونود الإشارة إلى أنه سيتم تأجير المخازن بأسعار رمزية للجمعيات التعاونية.

وإضافة الى ما سبق من ضمن الإنجازات أيضاً سداد 1.270 مليون دينار من اجمالي المديونية، وخلال الفترة المتبقية من مدة عضويتنا سيتم، بإذن الله، سداد المديونية بشكل كامل، الاجتماع بوزارة الشؤون بشأن تمديد العضوية (اشكالية السنة المالية أو الميلادية)، وتم الاتفاق على إتمام قرعة العضوية بعد سنتين ماليتين، فضلا عن تقديم اقتراح بتكويت الوظائف الإشرافية في التعاونيات، الاجتماع مع ممثلي برنامج إعادة هيكلة القوى العاملة والجهاز التنفيذي للدولة، والاتفاق مبدئيا على رفع نسب العمالة الوطنية في التعاونيات ما بين 40 و50 في المئة، زيادة أصناف جديدة تحمل علامة التعاون، مع ضمان الجودة العالية والسعر المناسب، دعم المنتج الوطني بكل قوة، إقامة المهرجانات التسويقية التي تخفف الأعباء المالية عن كاهل المستهلك.

لجنة الأسعار

• خلال الفترة الماضية سحبت منكم صلاحيات لجنة الأسعار، وردّت الى "التجارة"، هل تتهمون المدير المعين السابق بأنه سهل ذلك؟

- مطلقا... فالمدير المعين السابق له إنجازات عدة لا نستطيع إنكارها، غير أننا نود التأكيد على أن لجنة الأسعار حق أصيل للاتحاد، وسنعمل على عودته، ولاسيما أنه صار لزاماً، عقب عودة مجلس منتخب للاتحاد، رد اللجنة مجددا إليه، ونود الاشارة إلى أن صلاحيات اللجنة لم تنقل بشكل كامل، وما نقل الى "التجارة" هو حق زيادة الأسعار فقط، أما حقوق إدخال الأصناف الجديدة، وتغيير الشد والوزن، وتغيير الأصناف، واستقبال طلبات الزيادة فيختص بها الاتحاد، الى جانب ذلك هناك اتفاق مبدئي مع وزارة التجارة بمنح الاتحاد حق زيادة أسعار السلع بنسبة لا تتجاوز 5 في المئة.

ضبط الأسعار

• ما إجراءات الاتحاد لضبط وتوحيد الأسعار بين الجمعيات التعاونية؟

- بداية، نود الإشارة الى أن الاتحاد قرر وقف استقبال أي طلبات لزيادة أسعار السلع من قبل الشركات الموردة إلى ما بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، حيث يهدف هذا القرار الى رفع العبء عن كاهل المستهلكين، وحمايتهم من الزيادة المصطنعة لأسعار السلع، التي تتم تحديداً خلال الشهر الفضيل، أما في ما يخص إجراءات الاتحاد لضبط الأسعار وتوحيدها بين الجمعيات التعاونية، فنحن نعمل على قدم وساق لتحقيق هذا الأمر، وجميع التعاميم موحدة بين التعاونيات، غير أن الفروق في الأسعار تكون في بعض السلع التي لا تخضع لتعاميم الاتحاد، ويكون التعسير من لجنة المشتريات في كل جمعية على حدة.

150 صنفاً تعاونياً

• كم بلغت أصناف التعاون الآن، وما الأصناف الجديدة التي ستعرض خلال الفترة المقبلة؟

- بلغ إجمالي السلع والأصناف التي تحمل علامة التعاون نحو 150 صنفا، وهناك أصناف جديدة ستتم إضافتها خلال الفترة المقبلة مثل (الدجاج، زيوت الطعام، الأجبان، وبعض السلع الأساسية)، ونود الإشارة الى أن 90 في المئة من أصناف التعاون هي الأرخص بين مثيلاتها، وهذا شيء يثلج الصدور.

«الاتحاد» بحث مع الصانع مخالفات رؤساء «التعاونيات»

كشف الشبو عن لقاء جمعه بوزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، يعقوب الصانع، بشأن المخالفات التي تقع على رئيس مجلس إدارة الجمعية، بصفته، أثناء توليه المسؤولية، والتي تمنعه في بعض الأحيان من السفر، لاسيما أن بعض التعاونيين تركوا المجال منذ سنوات، غير أن هذه القضايا تلاحقهم.

وقال الشبو إن «الوزير وعدنا خيرا في هذا الشأن، كما اجتمعنا بوكيل وزارة الشؤون د. مطر المطيري، الذي وعدنا أيضا بالتنسيق مع وكيل وزارة العدل في هذا الأمر».

وأضاف: «كما طالبنا بالتفرغ الكامل لإعطاء مجالس الإدارة الفرصة للقيام بدورهم المنوط على الوجه الأكمل».

وذكر الشبو أن «الاتحاد» بصدد إعداد مذكرة، ورفعها من بعض النواب إلى مجلس الأمة، بشأن تغيير بعض مواد القانون رقم 118 لسنة 2013، الصادر بشأن الجمعيات التعاونية، والخاصة بالانتخاب، تمنح مجلس إدارة الجمعية حق الاستمرار 4 سنوات كاملة، أسوة بمجلسي الأمة والبلدي، حتى يتسنى لنا الابتعاد عن مشكلات «القرعة»، ومن جانب آخر إفساح المجال لمجلس الإدارة للإنجاز.

وبشأن تخصيص أماكن للمشروعات الصغيرة داخل التعاونيات، قال الشبو «ندعم الأمر بقوة، ونشجع أصحاب المشروعات الصغيرة على ذلك، حيث فعلت الجمعيات التي تملك المساحات القرار الصادر في هذا الشأن، وخصصت أماكن لهذه المشروعات مثل تعاونيات، الخالدية والروضة ومشرف، الى جانب العديد من الجمعيات الأخرى».

وحول الشراء المباشر للخضار والفاكهة وما مدى التزام الجمعيات به، ذكر أن «الشراء المباشر طبق في معظم التعاونيات، والتجربة، حتى الآن، في طور التقييم، غير أن هناك تذمرا من بعض التعاونيين، لاسيما أن الأمر لم يأت بجدواه حتى الآن، رغم جودة الفكرة».