تكرار النجوم لأدوارهم.. استثمار نجاح أم قلّة في الأفكار؟
تشهد الأعمال الفنية المطروحة على شاشة السينما والتلفزيون هذه الأيام ظاهرة تكرار النجوم لأدوار وشخصيات سبق أن حققوا نجاحاً فيها عند تقديمها فقرروا إعادتها في أعمال جديدة.
الممثل الشاب عمر مصطفى متولي، أحد هؤلاء النجوم، إذ يجسد في فيلم {أوشن 14} شخصية {طاعون} التي سبق له تقديمها في مسلسل {دلع بنات}، ولاقت استحسان الجمهور، كذلك النجم محمد سعد في برنامجه المسرحي الجديد {وش السعد} الذي يعيد فيه تجسيد شخصية {بوحة} التي قدمها في عمل سينمائي حمل الاسم نفسه، وحقق نجاحاً. أحمد مكي وشخصية {حزلئوم} التي قدمها في فيلم {لا تراجع ولا استسلام} ثم أعادها في مسلسل {الكبير أوي}، وفي المسلسل نفسه قدم هشام إسماعيل شخصية {فزاع} ثم استثمرها في فيلم بالاسم نفسه، أيضاً شخصية {رمضان مبروك أبو العالمين حمودة} التي جسدها محمد هنيدي في العمل السينمائي الذي حمل الاسم نفسه، ثم أعاد تقديمها في مسلسل تلفزيوني، شخصية البرص التي قدمها الممثل الشاب رامي غيط في فيلم {كلمني شكراً}، وأعاد تجسيدها في فيلم {المواطن برص}.نجاح للفنانيوضح عمر مصطفى متولي في تصريح لـ {الجريدة} أن هذه الإعادة ربما تمثل نجاحا للفنان نفسه وللشخصية التي يعيد تقديمها، معتبراً أن التكرار في حد ذاته لا يعيب أحداً، لافتاً إلى أن المنتج محمد السبكي هو الذي عرض عليه فكرة تقديم الشخصية ضمن عمل سينمائي تكون هي محور الأحداث، وحمل في البداية اسم الشخصية {طاعون جوب}، ثم {أحلام طاعون}، قبل الاستقرار على {أوشن 14}، باعتباره الأكثر ملاءمة للأحداث. يضيف: {بعد عرض السبكي شعرت بأن تقديم {طاعون} في السينما ضمن فيلم مدته ساعة ونصف الساعة، سيختلف عن تقديمه في مسلسل يتكون من 30 حلقة، وإن كان الجمهور انتظر مشاهدته ضمن مسلسل، وإلا لما حقق نجاحاً، لذا تشجعت لتقديمه، ولكن ليس بمفرده إنما بمشاركة زملائي من نجوم {مسرح مصر}، ومن تابع العمل سيتأكد من أنني لست البطل بمفردي، إنما ضمن بطولة جماعية}.يتابع: {خشيت في البداية ردة فعل المشاهدين، لكنني قدمت كل ما استطيع من إمكانات، والحمد لله لقي العمل إعجاب الجمهور منذ طرحه في 20 يناير الماضي}.إعادة الضحكة لا يجد محمد سعد ما يمنع إعادة تقديمه لشخصيات حقق نجاحاً فيها، حتى أصبحت مرتبطة به، مستشهداً بنجوم الزمن الجميل أمثال إسماعيل يس الذي قدم أعمالاً عدة باسمه، شخصية جيمس بوند التي قدمها أكثر من ممثل، في ظروف مختلفة، والأخيرة تحدد مدى نجاح العمل أو فشله، رافضاً الحكم المسبق على تجربة {وش السعد}. يضيف: {البرنامج هو في الحقيقة مسرح يُقدّم بشكل مختلف، ويتمحور حول امتلاك جزار محطة فضائية، ونتابع خلال الحلقات المتصلة طريقة إدارته لهذه المحطة، ورؤيته وتعامله مع الوسط والعملية الإعلامية}، مشدداً على أنه مختلف عن الفيلم الذي لم تؤخذ منه سوى الشخصية الرئيسة، ويعيش {بوحة} قصة حب في {وش السعد}، إلى جانب غباء في التلاقي بينه وبين المخرج، ما يُخرج مشاهد كوميدية تعتمد على فرضية {ماذا لو.»يطمح من خلال هذا البرنامج إلى إعادة الضحكة إلى المشاهد تشبه تلك التي كانت ترتسم على وجهه لدى متابعته برنامج {ساعة لقلبك} الذي قدمه فؤاد المهندس. يتابع: {طالما أن الكاراكتر يرغبه الجمهور فلا مانع من تقديمه مرات عدة، كما كان الحال مع شارلي شابلن، الذي ما إن فكر في تقديم عمل بعيداً عن شخصيته المعتادة مع ابنته لم يحقق أي نجاح، ومع عودته إلى الشخصية التي عرفه بها الجمهور حقق نجاحاً عظيماً}.أسير الشخصياتيعتبر الناقد محمود قاسم أن محمد سعد جعل نفسه أسير الشخصيات التي يقدمها فهي واحدة، مع تغيير أسمائها، مشيراً إلى أنه أدى أدواراً أخرى بعيداً عنها ولم يحقق نجاحاً يُذكر، وبالتالي سيفشل في حال قدم غيرها.يضيف: «من خلال «وش السعد» جنى سعد على نفسه، وجنى على جمهوره، فقد أصبح نموذجاً للفنان الممثل، ويروي مساعدو الإخراج الذين يعملون معه أنه في الكواليس يصبح متوتراً وقلقاً من ألا يجد عمله النجاح الذي حققه من قبل، ويلاقي مصير أحمد حلمي الذي لم يعد يتحكم في الأمور حتى واجه الفشل بعد تجربتي «على جثتي»، و»صُنع في مصر»، ما يؤكد أن نجاح سعد في البداية كان مصادفة.}يتابع أن السينما العالمية تجد في تقديم الأفلام المتمحورة حول شخصيات عبر أجزاء، الحل البديل وحتى لا تُعتبر استهلاكا أو إعادة تقديم الأدوار، لافتاً إلى أن محاولة أحمد مكي استهلاك شخصياته، على غرار {حزلئوم}، تكشف افتقاره إلى أفكار جديدة، لذا يحتاج مؤلفاً يزوده بقصص مختلفة، والدليل فشل فيلميه {سمير أبو النيل}، و{سيما علي بابا».مواقف مختلفةلا يمكن إصدار حكم سائد على كل هؤلاء النجوم، برأي الناقد كمال رمزي الذي يعتبر أن موقف كل واحد منهم تجاه إعادة تقديم دوره مختلف، ضارباً المثل بالنجم إسماعيل يس الذي لم يرفض الجمهور ما يقدمه على شاشة السينما أو يطالبه بالتوقف عن استهلاك شخصية الطيب الغلبان الذي تقابله مواقف صعبة ويتم خداعه، لأن جمهور أفلامه من العائلات والأطفال، ويتابعونها ضامنين خلوّها من مشاهد عنف أو ألفاظ خارجة، رغم أن حركاته نفسها كذلك تفاعلاته مع الأحداث، لكن لا يمكننا تجاهلها. يتابع: {المعيار الأساسي للحكم على مثل هذه التجارب هو معرفة هل التكرار تم مع التيمة نفسها والملامح الحركية أم وسط ظروف وأحداث أخرى؟ فمثلا لم يحالف الحظ محمد سعد في أعماله الأخيرة، مع ذلك لا يمكننا إصدار حكم عام على تجربته حتى عرض مجموعة من حلقاته، لنحدد ما إذا كان عملاً جديداً ويتضمن موضوعات جادة أم مكرراً بالفعل، ولا يحمل أي مضمون مختلف، في المقابل أحمد مكي ذكي ولديه أطروحات متنوعة يضع فيها شخصياته التي يكررها}.