حكاية خيول الإنكليز!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وميشيل سماحة هذا، مثله مثل كثيرين لم يستطع مقاومة مغريات مرحلة سيطرة النظام السوري على لبنان عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً، فتخلى عن حزبيته الكتائبية، وأصبح وزيراً للإعلام في الحكومات اللبنانية التي كان يؤلفها "المندوب السامي" السوري، ثم أصبح، كما يقال، مستشاراً للرئيس السوري بشار الأسد "وصديقاً" حميماً للجنرال علي المملوك وأجهزته الأمنية. ربما أمر عادي، في فترة الهيمنة السورية على لبنان، أن يُغير بعض السياسيين انتماءاتهم وينتقلوا إلى الطرف الأقوى، وهكذا أصبح ميشيل سماحة الكتائبي القديم أحد أبرز اللبنانيين من الطائفة المارونية الذين التحقوا بـ"المعسكر السوري"، حيث قطع المسافات بسرعة عجيبة... وبقدرة قادر أصبح المستشار الأقرب للرئيس بشار الأسد الذي كان بدأ مسيرة الألف بأن عيّنه والده مسؤولاً للملف اللبناني... وهو الملف الذي تناوب عليه حكمت الشهابي وعبدالحليم خدام وغيرهما.والمشكلة هنا ليست في أن يصبح لبناني في موقع رسمي سوري، فالمعروف أن اللبناني فارس الخوري تسنم أعلى المناصب في سورية، من رئاسة الوزراء إلى رئاسة المجلس النيابي إلى وزارة الأوقاف... نعم وزارة الأوقاف... إن المشكلة تكمن في تكليف ميشيل سماحة بمهمة لم يستطع حتى زميله في هذا التحالف البائس وئام وهاب إلا أن يصفها بأنها "عمل دنيء"... والسؤال هنا هو: لماذا يا ترى جرى تكليف شخص يحتل منصب مستشار بشار الأسد، وكان وزيراً للإعلام في لبنان، بحمْل متفجرات من دمشق إلى بيروت، للقيام بسلسلة اغتيالات للعديد من الشخصيات الوطنية اللبنانية، مع أن هذا البلد عبارة عن مستودع أسلحة ومتفجرات كبير، ومع أن الذي يحكمه هو حزب الله بقيادة حسن نصر الله... الجندي في فيلق الولي الفقيه والأقرب إلى دمشق من كل الفعاليات السياسية اللبنانية، والذي مع طول الوقت أصبح الأكثر شهرة في العالم في العنف والإرهاب والاغتيالات.إنها حكاية خيول الإنكليز!