رفض الصلاة على إنجيليين يُجدد خلافات
فجَّرت حادثة رفض الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الصلاة على جثمانين لزوجين ينتميان إلى الكنيسة "الإنجيلية"، كانا لقيا مصرعهما في أول أيام الزفاف، في قرية "أتليدم" التابعة لمركز أبو قرقاص في محافظة المنيا "شمال الصعيد"، جدلاً في الأوساط المسيحية المصرية، لأنها تعكس درجة التشدد الأرثوذكسي "الكنيسة الأم في مصر"، تجاه أبناء الطوائف المسيحية الأخرى.من جانبه، وصف الأمين العام لـ"المجمع الأعلى للكنائس الإنجيلية"، القس رفعت فتحي، موقف الكنيسة الأرثوذكسية بالمؤسف والمحزن، معتبراً أنها "خالفت تعاليم المسيح، الذي يعلمنا في مثل السامري الصالح، الكثير من معاني الإنسانية، وهذه الحالة إنسانية، وكان يجب النظر إلى الأمر على أنه مسيحي وحالة وفاة مع التقدير لكل الطقوس والمعتقدات".
من جانبه، قدم رئيس لجنة الحوار بالكنيسة الإنجيلية، وأستاذ مقارنة الأديان، القس إكرام لمعي، الشكر إلى مسلمي قرية "أتليدم"، الذين عرضوا على أهالي الزوجين المتوفيين، الصلاة عليهما داخل المسجد، وقال لمعي لـ "الجريدة": "هذه حالة استثنائية، لم يكن يتوقع حدوثها، فأهل المتوفيين ذهبوا إلى الكنيسة الكاثوليكية، لكنهم لم يجدوا الكاهن، وعلى إثره تم التوجه إلى الكنيسة الأرثوذكسية، لكنهم لاقوا الرفض من رجال الدين هناك، ومن ثم وجدوا قساً إنجيلياً قام بالصلاة على المتوفيين وانتهى الأمر". المفكر القبطي المصري جمال أسعد، أشار إلى أن عدم الصلاة على المتوفى شيء ضد الديانة المسيحية وضد القيم الدينية السمحة، مشيراً إلى أن الرفض في هذه الحالة أسلوب بطريركي شخصي ولايمثل تعاليم الدين المسيحي.وأضاف أسعد: "كان من المفترض أن تقام الصلاة على المتوفيين، باعتبار أنهما مسيحيان، مهما كانت الظروف التي أدت إلى زواجهما على المذهب الإنجيلي، حتى وإن خرجا على تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية فهم أولاً وأخيراً ينتميان إلى الديانة المسيحية والصلاة عليهما واجبة".يذكر أن محافظة المنيا، تتمتع بوجود مسيحي واضح، وشهدت في السنوات السابقة عدداً من الفتن الطائفية.