بافول قدّم «مونودراما» مزجت بين الخفة والكوميديا

أقامت أكاديمية "لوياك" للفنون الأدائية "لابا"، أمس الأول، في حديقة الشهيد عرضاً كوميدياً بعنوان: هل استمتعتم بوجبتكم أيها السادة ؟، من أداء وتأليف وتمثيل الفنان الكوميدي بافول من جمهورية التشيك، وإخراج أرنوشت غولد فلام، وتصميم رومانا سكاليتزكا.

قدم العمل على مدار 50 دقيقة من الكوميديا، وخفة الأداء والروح التي تميز بها بطل العمل بافول، من خلال مونولوج مطول لعمل ينتمي إلى "المونودراما"، التي تعتمد على الأداء الحركي للممثل الواحد، وأيضاً على إيماءات الجسد في أسلوب اعتمد على كوميديا الموقف من الدرجة الأولى، من خلال ممثل واحد يسرد الحدث عن طريق الحوار لإيصال الرسالة ودلالاتها بمساعدة عناصر العمل، وفي بعض الأحيان يستعمل تعبير مرادف، وهوعرض الشخص الواحد One Man Show، ويكون هنا بغرض مناجاة الذات وكشفها للجمهور، وهو ما أكده بافول من خلال النقلات من شخصية النادل والزائر وغيرها من الشخصيات التي جسدها.

تفاعل الجمهور

وأهم ما يميّز العرض المسرحي إلى جانب الأداء، اعتماد بافول على أقل عدد ممكن من الأدوات المسرحية، واللعب أو التعامل أيضاً مع مخيلة الجمهور من حيث المزج بين الأداء المسرحي والإيمائي التهريجي، في أجواء من العبثية والرقص دون تطور في الحدث الدرامي.

 وحاز العرض إعجاب وتفاعل الحضور. وتلا العرض حوار مفتوح بين الجمهور وسيريتش، الذي أعرب عن سعادته بوجوده في الكويت للمرة الأولى، وأوضح أنه قدم هذا العرض في عدد من الدول، لكنه راعى حذف بعض الألفاظ التي لا تتماشى مع المجتمع العربي.

وعرف عن بافوا بأنه تخرج من أكاديمية ياناتشيك للموسيقى والفنون الأدائية في برنو – جمهورية التشيك، ويستكمل حالياً دراسة الدكتوراه كما أنه يؤلف مسرحياته، وسبق أن قدم هذا العرض المسرحي في عدد من البلدان والمهرجانات في المغرب، وإيران، ولبنان، وبولندا، وإيطاليا والنمسا وعدد من البلدان الأخرى.

ومن خلال ذلك، أكدت فارعة السقاف رئيس مجلس إدارة "لوياك" أن هذا النوع من الفنون، الذي تقدمه لابا يعد من أرقى الأشكال المسرحية حيث إن لغة الجسد هي عالمية يفهمها الجميع، ولها القدرة على التعبير بشكل فني ومفهوم، واستخدامها يتطلب مهارة وخبرة فنية، مما يسهم في تكوين شخصية الممثل وتطويره فنياً.

وأشارت السقاف إلى أن هذا النوع من الفنون من أهم الأشكال التعبيرية التي يمكن الاستعانة بها في خدمة الصغار والكبار، حيث تجذب المشاهدين بطريقة إبداعية ساحرة، من خلال توظيف الإشارات، والإيماءات والصمت أو حتى استعمال القليل من الكلمات، ليؤدي وظائف إيجابية أكثر من المسرح الحواري الذي يركن إلى الرتابة والتكرار، فإذا كان المسرح العادي يعتمد كثيراً على الحوار التواصلي وتبادل الكلام. وأضافت السقاف: "أن تنمية ودعم المواهب الفنية عن طريق تبادل التجارب والخبرات المتنوعة في مجال الفنون والمسرح، هو هدف تسعى الأكاديمية إلى تحقيقه".