مالطا... جنة الله في الأرض
جزيرة السحر والجمال والأمان والشمس والبحر
بدعوة كريمة من هيئة السياحة ووزارة الخارجية المالطية، زار وفد إعلامي كويتي جمهورية مالطا، من 14 إلى 17 مارس الماضي، لاكتشاف المعالم السياحية والتاريخية التي تتميز بها "الجزيرة الساحرة".وهدفت هذه الزيارة، أيضاً، إلى التعريف بمالطا، وتشجيع الخليجيين على قضاء عطلتهم فيها، للمناخ الآمن الذي تنعم به الجزيرة، التي تستضيف عشرات الطلبة الكويتيين، وتسعى إلى زيادة استقبال عدد أكبر منهم في تخصصات عديدة.
تتميَّز مالطا بأنها بلد مضياف وآمن، ويرحب بالسياح الكويتيين والخليجيين، وتضم مناطق سياحية ساحرة، مع إطلالة على البحر المتوسط، حيث تمتد سلسلة فنادق فاخرة موزعة في كامل أراضي مالطا الصغيرة بشكل يمكن للسائح أن يكون قريبا من أغلب المعالم السياحية ومن الخدمات الأخرى.وتقدم المطاعم المالطية أكلات لذيذة أغلبها مستمدة من المطبخ الإيطالي، بفضل الإرث الحضاري المشترك بين مالطا وروما.كما أن أسعار الإقامة والأكل والتنقل في مالطا تعد أقل بل الأرخص بين جيرانها في أوروبا، وهي تزخر بخليط ثقافي وأيديولوجي، حيث تعد أكثر الدول تسامحاً، إذ يتعايش فيها المسيحيون والمسلمون العرب والأوروبيون ومختلف الملل.تقع مالطا في وسط البحر الأبيض المتوسط مباشرة جنوب إيطاليا وشمال ليبيا، وتبلغ المساحة الإجمالية للجزيرة 246 كلم2 (95 ميلا مربعا)، وعاصمتها هي فاليتا.تتكون الجزيرة من العديد من المدن الصغيرة، التي تشكل معا أحد أكبر المناطق الحضرية، ويبلغ عدد سكانها 409259 نسمة، وتتميَّز بإطلالات على التلال المنخفضة والمشرفة على الحقول.ومالطا هي مقصد سياحي شهير، زارها العام الماضي نحو 1.2 مليون سائح، من بينهم 2000 كويتي.وتتكون من ثلاث جزر مأهولة بالسكان هي مالطا أو "فاليتا"، غوزو وكومينو، والجزر غير المسكونة: كومينوتو، فلفلة وجزيرة القديس بولس. مناخ البلاد هو مناخ البحر المتوسط، ومعدل درجات الحرارة الشهرية تتراوح بين 12 و26 درجة مئوية، فيما هو 19 درجة مئوية، كمعدل للعام كله.وعلى الرغم من أن مالطا واحدة من أصغر دول العالم من حيث المساحة وعدد السكان، لكنها في الوقت نفسه واحدة من أجمل بقاع العالم. فقد حباها الله ببحر وساحل ساحرين، وأجواء جميلة، ومناظر خلابة لا تضاهيها فيها دولة أخرى، ما جعل منها مقصداً للسياحة الأوروبية والأميركية، كما أن جمالها وسحرها جعلا صُناع السينما "الأميركان" يقصدون شواطئها، لتصوير أهم أفلامهم التي حازت أغلبها جوائز الأوسكار.اللغة المالطيةاللغة المالطية لها رونق وطابع موسيقي خاص، فهي تجمع ما بين العربية والإنكليزية والإيطالية، وهناك ثلاث مناطق في مالطا، اعتبرتها منظمة يونسكو من التراث العالمي، هي العاصمة فاليتا، حيث تشتهر بأزقتها التاريخية، معبد ميغاليث، الذي يعود تاريخه إلى العصر الحجري، ومعبد حال صافليني، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة.أما المواصلات في مالطا، فهي متوافرة على شكل باصات النقل، التي تصل إلى كل أنحاء الجزيرة، وهناك خدمات التاكسي، بالإضافة إلى إمكانية تأجير سيارات، كما هو معهود في الدول الأوروبية، إلى جانب عبَّارات بحرية تسير عدة مرات يوميا إلى جزيرة غوزو.ومالطا تعد وجهة مشهورة لدى مخرجي وصُناع الأفلام على مستوى العالم، حيث ظهرت في عديد من الأفلام، مثل: "Troy" و"Swept Away" و"The Count of Monte Cristo".ويُعد إنتاج الأفلام مسانداً للاقتصاد المالطي، فما زالت الجزيرة تجذب الإنتاجات السينمائية الدولية من جميع أنحاء العالم، وكان أول فيلم تم تصويره في مالطا لأبناء البحر عام 1925، ومنذ ذلك الحين تم تصوير أكثر من 100 فيلم آخر جزئيا أو كليا في مالطا، على سبيل المثال لا الحصر إكسبريس منتصف الليل (1978)، المصارع (2000) وميونيخ (2005)، الحرب العالمية والكابتن فيليبس (2013).الاستثمارات الكويتيةوفي زيارة لهيئة الاسثمار المالطية، أكد رئيس الهيئة كلايف، أن الحكومة المالطية توفر فرصا استثمارية واعدة للكويتيين، مؤكدا أن بلاده حريصة على فتح آفاق جديدة أمام المستثمر الكويتي، خصوصا في مجالات العقارات والفندقة والسياحة، مع تمكين أي كويتي مستثمر مقيم من إمكانية الحصول على التأشيرة الأوروبية (شينغن).جزيرة غوزوتمثل غوزو جزءاً من أرخبيل مالطا، وهي ثاني أكبر جزيرة في سلسلة الجزر السبع، وتطل على البحر الأبيض المتوسط قبالة ساحل صقلية.وتتسم جزيرة غوزو، التي يبلغ تعدادها السكاني 31000 نسمة، بطابع ريفي أكثر من جزيرة مالطا المجاورة، وتضم معابد غانتيجا القديمة.وتتميز الجزيرة برمال رائعة ذات لون برتقالي وأحمر، بالإضافة إلى مياهها المثالية لرياضة الغوص، وتجعل الحافلات التي تجول شوارع جزيرة غوزو، التجول في الجزيرة من الأنشطة الممتعة في الرحلة. جزيرة كومينوتقع جزيرة "كومينو" (الساحرة) وسط البحر الأبيض المتوسط، على مساحة 3.5 كيلومترات، ويتوافد إليها العشرات في فصل الصيف، لطبيعتها الخلابة ومياهها الزرقاء النقية، بشكل لا يوجد مثله في العالم. وقد وصفت صحيفة "هوفنغتون بوست" الأميركية، الجزيرة، بأنها "تشبه الجنة في الأرض"، حيث تعد محمية طبيعية للطيور، وتضم شواطئ تضم جميع درجات اللون الأزرق من المياه.وتتميَّز الجزيرة بعدم وجود أي سيارة بها، وبإمكان الزوار ممارسة الغوص والسباحة والتزلج على المياه، كما يمكن ركوب الدراجات على الممرات الموجودة على الشاطئ، وأيضا يمكن الوصول إلى الجزيرة عبر العبَّارات اليومية التي تمر بين مالطا وغوزو، حيث توجد "كومينو" بينهما، لكن الجزيرة تتسع لفندق واحد يضم اثنين من الشواطئ الخاصة.زحام وأمان في قصر الرئيسة!بينما كان الوفد الإعلامي الكويتي في زيارة لواحدة من أهم المعالم التاريخية في العاصمة (فاليتا)، وهو قصر غراند ماستر الرئاسي الشهير، في ظهر يوم الاثنين 14 مارس الماضي، بدا الزحام شديدا على القصر من مئات السياح الذين يجوبون أنحاء القصر.وكان لافتا وجود حراس طوال القامة على الناحية الأخرى من القصر، وقد أخذني فضولي لسؤالهم عما إذا كانت الرئيسة في الداخل أم لا، وقد كانت الإجابة بنعم، إنها تجري بعض اللقاءات الرسمية والاجتماعات الحكومية في داخل القصر، وهي على بُعد مترات قليلة من الحشود الكبيرة التي تزور القصر.هذا المشهد يؤكد أن مالطا بلد الأمان بامتياز، فعلى الرغم مما تمر به عديد من الدول الأوروبية الآن من هجمات إرهابية، استدعت رفع درجة التأمين الأمني للدرجة القصوى، لكن المشهد في القصر الرئاسي كان مختلفا تماما، حيث وجدنا أن الرئيسة داخل القصر من دون تأمين يذكر، ويفصلها عن الحشود مترات قليلة جدا، ما يُعد أمراً غريبا.الرئيسة المالطية ماري لويز كوليرو بريكا تقلدت منصبها منذ أبريل 2014، وللرئيسة بعض المساكن الرئاسية الأخرى غير قصر غراند ماستر في فاليتا، مثل سان أنطون بالاس في أتارد، وقصر فيردالا بوشيت، وهو المقر الصيفي لها.طلاب كويتيون يدرسون بجامعة مالطا: نشعر بالأمان التامبناءً على دعوة من إدارة جامعة مالطا، التقى الوفد الإعلامي ثلاثة من الطلاب الكويتيين الدارسين في كلية الطب بجامعة مالطا، وهم: محمد نجف جمال وآمنة المطوع ومرام العلي، حيث أكدوا أنهم لا يشعرون في الجامعة أو بالدولة بشكل عام بأي تمييز، مشيرين إلى أنهم يشعرون بالأمان التام.وأكدت المطوع والعلي أن الحجاب لا يمثل لهما أي عائق، ولا يُنظر لمن ترتدي الحجاب أي نظرة عنصرية في الجامعة أو في الشارع من قبل أي مواطن مالطي، ما يجعلها واحدة من أكثر الدول أمانا، كما أن مواطني مالطا يتميزون بالود، ما يجعلهم أكثر شعوب الاتحاد الأوروبي تعايشا سلميا بين الشعوب والحضارات.وأكدت مديرة الأنشطة الطلابية في الجامعة ستيفانيا، أن عدد الطلاب الكويتيين الدارسين في جامعة مالطا يبلغ 92 طالبا، يتميزون بأنهم من أفضل الطلاب وأكثرهم خلقا.وقد عبَّر كل من آمنة المطوع ومحمد جمال ومرام العلي عن سعادتهم بالدراسة في جامعة يعود تاريخها إلى أكثر من 500 سنة، ووصفوا هذا الشعور بأنه دافع لهم، ليكونوا ضمن الطلبة المسجلين في قائمة هذه الجامعة.وقالت آمنة المطوع: "عندما قدمنا إلى مالطا لم نكن نتوقع أن تكون الدراسة بهذه الصعوبة، في الكويت كنا نتابع دراستنا براحة ويسر، ولا أريد أن أقول إننا كنا ندرس مناهج سهلة نوعا ما، لكن عندما جئنا إلى مالطا كان الأمر مختلفا، فالدراسة هنا كانت صعبة للغاية في بدايتها، لكن بعد فترة قصيرة اكتشفنا أن علينا المتابعة والاجتهاد، وأن ندرس بجد، لكي نستطيع تحقيق النجاح".أما مرام العلي، فقالت إن "كل سبل الراحة متوافرة لنا في مالطا، ابتداء من مرشدتنا في الدراسة، التي تتابع معنا كل صغيرة وكبيرة، وهي بروفيسورة في الطب وغالبية الطلبة هنا يدرسون الطب، لكن رغم مكانتها العلمية العالية، فإنها قريبة جدا منا".وأضافت: "الدراسة هنا تحتاج إلى الدقة في اختيار المواد والمتطلبات، والمرشدة معنا طول الوقت، وهذا يشعرنا بالراحة والاطمئنان، لأن جامعتنا تحتاج إلى الدراسة الحثيثة والمتابعة العلمية والعملية اليومية تقريبا".أما الطالب محمد جمال، فقال "مالطا بلد آمن إلى أبعد الحدود، واستطعنا تحقيق كثير من الإنجازات التي تفيد الطلبة الكويتيين"، مشيرا إلى أن "التاكسي عندما علم أننا طلاب كويتيون قدَّم لنا خصما بنسبة 50 في المئة، كما أن هناك مطاعم تقدم لنا نفس نسبة الخصم، وتقدم أكلاً حلالاً، والبرامج الاجتماعية التي تقدمها لنا الجامعة تجعلنا نلتقي بزملائنا وزميلاتنا، ما يُشعرنا دائماً بالراحة".