بعد مرور ثلاثة أيام على وصوله إلى العاصمة الليبية طرابلس، انتزع رئيس حكومة الوفاق الوطني و«المجلس الرئاسي» فايز السراج تأييد بلديات 10 مدن ساحلية، تشكل مجمل غرب ليبيا المحصور بين العاصمة وتونس.

Ad

وأدى السراج صلاة الجمعة، أمس، في مسجد قرب المدينة القديمة، وسط إجراءات أمنية مشددة بقلب طرابلس، في أول ظهور علني له بشوارع العاصمة منذ وصوله إلى قاعدة «بوستة» البحرية الأربعاء الماضي.

وخرجت تظاهرات مؤيدة لحكومة الوفاق، وساد الهدوء أنحاء المدينة، في وقت أعلن متحدث باسم «المجلس الرئاسي» أن القوات الموالية لحكومة السراج المدعومة دولياً تسلمت مقر وزارة الخارجية، وأن الوزير المعين من رئيس «حكومة الإنقاذ» في طرابلس خليفة الغويل غادر مكتبه في هدوء.

وأيدت قوات «حرس المنشآت النفطية»، غير الرسمية، التي تسيطر على موانئ التصدير الرئيسية في شرق البلاد حكومة الوفاق، معلنة أن جميع المواقع ستبدأ في تصدير النفط لمصلحة السلطات الجديدة، لكن ليس من الواضح كيف ستتمكن سلطات طرابلس الجديدة من بسط سيطرتها شرق البلاد، الذي يشهد معارك بين قوات موالية للواء خليفة حفتر وجماعات إسلامية خاصة في بنغازي.

وفي وقت سابق، أعلن الغويل، ليل الخميس- الجمعة، انسحابه سلمياً من السلطة، معرباً عن نيته معارضة السلطات الجديدة بالطرق السلمية، لإفساح المجال أمام أبناء الوطن لتقرير مصيرهم دون قتال، في تراجع عن موقفه السابق الذي طالب فيه أعضاء حكومة السراج والمجلس الرئاسي المؤلف من 7 أعضاء بالمغادرة.

إلى ذلك، جمّد الاتحاد الأوروبي أرصدة الغويل ورئيسي البرلمانين المتنافسين في طرابلس (نوري بوسهمين) وفي طبرق (عقيلة صالح)، معللاً ذلك بدورهم في عرقلة حكومة الوحدة. وبدأ سريان العقوبات أمس، في حين وعدت الأمم المتحدة برفع التجميد عن الأرصدة الليبية المقدرة بـ67 مليار دولار في حال تمكنت حكومة الوفاق من بسط سيطرتها.

(طرابلس - أ ف ب، رويترز، د ب أ)