أعلنت السلطات الالمانية أمس أن المشتبه في تورطهم في أعمال العنف، وخصوصا الاعتداءات الجنسية في كولونيا ليلة رأس السنة جميعهم تقريبا قادمون من دول اجنبية  وتحديدا من طالبي اللجوء الذين وصلوا الى ألمانيا في الاشهر الاخيرة.

Ad

وصرح وزير داخلية الحكومة المحلية في رينانيا الشمالية - فستفاليا رالف ياغر بأن "أقوال الشهود وتقارير الشرطة (المحلية) واستنتاجات الشرطة الفدرالية تشير جميعها الى ان منفذي هذه الجرائم قادمون جميعهم تقريبا من دول أجنبية".

وتابع ياغر خلال تقديمه تقريرا أوليا شاملا حول الاحداث التي تم تقديم أكثر من 500 شكوى عنها أن "عناصر عدة تشير الى ان الامر يتعلق بأشخاص من شمال افريقيا ومن العالم العربي، وهناك بين المشتبه فيهم الآن لاجئون أتوا الى بلادنا العام الماضي".

هجمات

الى ذلك، وقبل يوم من تظاهرة لحركة "بيغيدا" اليمنية المتطرفة المعادية للاجانب، تعرضت مجموعة من الباكستانيين وسوري لهجومين عنيفين شنهما مجهولون مساء أمس الأول في وسط كولونيا غرب ألمانيا، كما اعلنت الشرطة الالمانية.

وقالت الشرطة أمس إن مجموعة تضم نحو عشرين شخصا هاجمت ستة باكستانيين مساء قرب محطة كولونيا للقطارات. وأضاف ان باكستانيين أصيبا بجروح ونقلا الى المستشفى. وتابعت الشرطة انه بعد نحو عشرين دقيقة قامت مجموعة من خمسة اشخاص بمهاجمة سوري في الـ39 من العمر في المنطقة ذاتها، مما ادى الى اصابته بجروح طفيفة لكن حالته لم تتطلب معالجة طبية.

وصرح ناطق باسم الشرطة لوكالة الانباء الالمانية ان التحقيق سيحدد خصوصا ما اذا كان هذان الهجومان مرتبطين بأحداث ليلة رأس السنة.

وأعلنت الشرطة المحلية، أمس، أن أعمال العنف المعادية لأجانب، التي شهدتها كولونيا، تم تنظيمها على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال دعوات وجهها اليمين المتطرف إلى المشاركة في "نزهات في المدينة القديمة" (التشتاد سبازيغانجه).

وقال قائد الشعبة الجنائية في شرطة كولونيا نوربرت فاغنر: "في أربع من الهجمات (ضد أشخاص من سورية وباكستان وأفارقة) ننطلق من مبدأ أنها مرتبطة بهذه النزهات المزعومة"، مشيراً إلى تعزيز انتشار الشرطة في المدينة، وخصوصاً قرب الكاتدرائية.

«معدات الردع»

في سياق متصل، تزايد في ألمانيا طلب شراء رذاذ الفلفل ومسدسات الصوت، وارتفعت مبيعات تجار الأسلحة ومعدات الردع مثل الرذاذ وأجهزة الإنذار.

وقال إينجو ماينهارد مدير الرابطة الألمانية لصناع وتجار السلاح إن مبيعات معدات الردع ارتفعت كثيراً بعد احداث رأس السنة في كولونيا.

وقال جوزيف فيرنر مدرب الفنون القتالية في كولونيا إن الطلب على تدريبات الدفاع عن النفس للنساء زادت خمسة أمثال.

ولأن القوانين الألمانية تضع قيوداً مشددة على بيع الأسلحة النارية للاستخدام الشخصي، فقد ارتفع الطلب على الأجهزة المسموح ببيعها منها غاز سي اس ورذاذ الفلفل وأجهزة الإنذار البدني وكشافات الإضاءة المتوهجة التي يمكن أن تصيب المعتدين بالعمى المؤقت حتى ثلاث دقائق.

(برلين ـــ أ ف ب، رويترز، د  ب أ)