أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (أيسيسكو) عبدالعزيز التويجري أهمية العمل الإسلامي المشترك في شتى المجالات لمواجهة التحديات، مشيراً إلى أن المنظمة لديها الكثير من البرامج والمشاريع التي تسهم في تعزيز التقارب والاندماج بين الدول الأعضاء.

Ad

وقال التويجري في لقاء مع «الجريدة»، إن «المنظمة ستعقد مؤتمراً لوزراء التربية للدول الأعضاء في أكتوبر المقبل، لمناقشة دراسة تم إعدادها للمساهمة في تطوير التعليم والارتقاء بمخرجاته»، لافتاً إلى أن التعليم في معظم البلدان الإسلامية بحاجة إلى تطوير.

وأشار إلى أن المسلمين مشغولون الآن بخلافات بين السنة والشيعة والعرب والفرس والأكراد والأمازيع، وهذه كلها عوامل تفتيت وتفريق، لذا «يجب أن نعود إلى الأصول في تعايش المسلمين على مدى قرون من الزمان دون خلافات»، مضيفاً «يؤسفنا أن ينصرف بعض المسلمين إلى تأجيج الطائفية المقيتة وإتاحة الفرصة لمن يصطاد في الماء العكر، ليخرب علاقات المسلمين مع بعضهم»... وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

• بداية حدثنا عن طبيعة عمل منظمة الأيسيسكو وأولياتها في المرحلة المقبلة؟

- الأيسيسكو هي المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي أنشأت في عام 1982 ومقرها الرباط بالمملكة المغربية، ومنذ انشائها حتى اليوم استطاعت أن تنفذ عددا كبيرا من خطط العمل، وأن تضع استراتيجيات قطاعية في مجالات اختصاصاتها، وأن ترتبط بعلاقات تعاون مع عدد كبير من المنظمات العربية والإسلامية والدولية تتعاون معها في تنفيذ مجموعة من البرامج والأنشطة التي تستفيد منها الدول الاعضاء في هذه المجالات، كما أنها فتحت مكتبين اقليميين الأول في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والثاني في طهران بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، يضاف إلى هذا أن الايسيسكو أنشأت مراكز تربوية في عدد من الدول الافريقية وفي ماليزيا، بهدف إعداد المعلمين وتدريبهم، والمساهمة في وضع المناهج والمقررات الدراسية الخاصة بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها والتربية الإسلامية في عدد من المؤسسات التي توجد في هذه الدول، ولنا في تشاد على سبيل المثال مركز تربوي متميز أنشئ منذ نحو 20 سنة، وتمكن في السنوات المنصرمة من تخريج أكثر من 9 آلاف معلم للغة العربية استفادت منهم جمهورية تشاد والدول المحيطة بها، وأنشأت الايسيسكو أيضاً برنامج العواصم الثقافية، الذي في اطاره نحتفي بالكويت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016، وأنشأت أيضاً برنامج سفراء الايسيسكو للحوار بين الثقافات والحضارات والمنظمة تنفذ أكثر من 500 نشاط سنويا في هذه المجالات، وهذه الأنشطة والبرامج ليست فقط في داخل الدول الاعضاء البالغة 52 دولة، إنما يستفيد منها المسلمون الذين يعيشون في بلدان خارج العالم الإسلامي مثل افريقيا، وفي جنوب شرق آسيا وأوروبا ودول الباسيفيك وأميركا والكثير من البلدان، فهذه المنظمة بمسيرتها منذ انشائها حتى اليوم اصبحت أداة من أدوات العمل الإسلامي المشترك.

• ما مدى تنسيق اللجنة مع اللجان الوطنية المحلية والعربية والدولية؟

- نحن نتعامل مع الدول الأعضاء من خلال اللجان الوطنية في هذه الدول، وبالتالي هناك تعاون كبير مع هذه اللجان، وفي أكثر الأحيان تكون رئاسة اللجان الوطنية لوزير التربية وزير التعليم العالي، وفي بعض الحالات تكون الرئاسة لوزير الثقافة أو غيره، ولكن في جميع الأحوال هناك تعاون قائم مع هذه اللجان، ومن خلاله يتم تنفيذ عدد كبير من الأنشطة والبرامج.  واللجنة الوطنية هي قناة التواصل بين الايسيسكو والمؤسسات المختصة في مجالات الثقافة والتربية والعلوم في الدول الأعضاء، كذلك لنا علاقات وتعاون كبير مع اليونيسكو في باريس، ومع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو، التي مقرها تونس، والتي تعمل في اطار جامعة الدول العربية، وهناك اتفاقية تعاون وبرامج مشتركة معهما.

ويسعدنا أن على رأس الالكسو اليوم الأخ والصديق الدكتور عبدالله محارب، الذي اضاف إلى هذه المنظمة الكثير من التحسين والتطوير، وتم افتتاح المقر الدائم لها في تونس، وهو معلم من معالم العمل العربي المشترك، ونحن في الايسيسكو انشأنا المقر الدائم الذي تم افتتاحه في 2006، وهو يقع على ارض تبرعت بها المملكة المغربية في عهد الملك الحسن الثاني، رحمه الله، وتم تمويله من دول الخليج، ومن بينها الكويت التي تبرعت بمبلغ مليون دولار.

• الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية 2016 ماذا يمثل هذا الاختيار بالنسبة إليك؟

- هذا الاختيار جاء في محله، لأن الكويت لها تاريخ عريق واسهامات متميزة في مجالات الثقافة والفكر والآداب والفن والإبداع في المنطقة العربية والعالم الإسلامي بصفة عامة، وكنا دائما ننظر الى الكويت على انها إحدى الدول السباقة في ريادة هذه المجالات، فالمنطقة منذ أوائل الخميسينات تستفيد من انتاج الكويت الأدبي والفكري والثقافي والفني والمسرحي، ومن منا لا يعرف الكتاب والأدباء والشعراء والفنانين الذين امتعوا وأفادوا الأجيال المتلاحقة في الوطن العربي، ومن جميل الاختيارات أن يتم افتتاح مهرجان القرين والاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة الإسلامية في مسرح عبدالحسين عبدالرضا، هذا الفنان الكبير الذي امتعنا بإبداعاته المسرحية وبقدراته الفنية والذي تميز بشكل كبير. ومما لاشك فيه ان الكويت كانت رائدة في مجال الفكر والنشر وتنظيم المهرجانات، وهي مؤهلة من جميع الجوانب لأن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية.

•  ما برنامج العواصم الثقافية؟ وما جدواه؟

- نحن وضعنا هذا البرنامج لكي نعرف الأجيال في العالم الإسلامي بتاريخهم وحضاراتهم وإبداعات مفكريهم وفلاسفتهم وشعرائهم وأدبائهم عبر العصور، وكذلك احياء قيم العمل والإنتاج والإبداع والتميز، وإبراز التطورات التي حدثت في مجتمعاتنا لكي يتعرف عليها العالم، ونحن حريصون على أن نصحح الكثير من الصور النمطية المشوِهة التي تروج عن العالم الإسلامي والمسلمين، كما نلاحظ جميعا اليوم أنه يتم إلصاق تهم الإرهاب بالإسلام، وهو منها براء، فلا علاقة للاسلام بهذا الإجرام، فالعالم الاسلامي ليس كما يظنون، فهو عالم منفتح وله إسهامات كثيرة في مجالات الحضارة الانسانية  وفيه اليوم من المبدعين والمفكرين والفلاسفة والأدباء والشعراء والعلماء الذين يساهمون في اغناء الفكر والمعرفة الإنسانية، لذا نحرص على أن نجلي هذه الحقائق، وأن نغرس في نفوس الاجيال الصاعدة من الشباب روح الاعتزاز بالانتماء والهوية، والحفاظ على مقومات الشخصية الإسلامية في انفتاح على العالم.

• ما جدوى برنامج التقارب الإسلامي- الإسلامي والإسلامي العالمي؟

- العالم الإسلامي يمر اليوم بمرحلة خطيرة جداً، كثرت فيها التحديات والفتن، وانتشرت الحروب والطائفية والخلافات التي تمزق وحدة المسلمين، وتزيد في تباعدهم واضعافهم. اننا نحتاج إلى أن نعزز علاقات المسلمين مع بعضهم، في اطار الاخوة الإسلامية الجامعة، وفي ظل القيم الإسلامية التي تدعو إلى التراحم والتعاون والتفاهم والاحترام المتبادل، الذي يحقق للعالم الإسلامي الكرامة والنمو والتعايش بين مكوناته المختلفة، فالعالم الإسلامي يتكون من شعوب لها لغات وثقافات واعراق مختلفة ومذاهب متعددة، ولابد من تكامل هذا التنوع الكبير في إطار الاحترام والتعايش المشترك، كما أننا نعمل في المنظمة على تعزيز ثقافة احترام التنوع الثقافي والديني لدى الشعوب الأخرى، وكذلك تصحيح الصور النمطية المشوهة عن الإسلام والمسلمين، والايسيسكو تنشط منذ سنوات في تعزيز الحوار بين الأديان والمذاهب والثقافات لتحقيق الاندماج البناء.

جهات خيرية

• ما رأيك في جهود الكويت في دعم المنظمة خصوصاً الجهات الخيرية؟

- في الحقيقة الكويت لها جهود كبيرة في مجال دعم المنظمة، وهي من الدول المؤسسة للمنظمة في عام 1982، ومنذ ذلك الحين وهي تدعم المنظمة وحريصة على نجاح رسالتها، وأيضاً المؤسسات المهتمة بالعمل التربوي والثقافي مثل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، التي هي شريك لنا من خلال اتفاقية تعاون موقعة معها، وهناك برامج مشتركة معها ومع الأمانة العامة للأوقاف، والايسيسكو تعتبر الكويت من الدول الرائدة في مجال دعم العمل العربي والعمل الإسلامي المشترك، ولها إسهامات كبيرة في هذا المجال.

• ما رأيك في برنامج "الأوقاف" في دعم اللغة العربية لغير الناطقين بها خصوصاً في إفريقيا؟

- هناك جهود كبيرة للكويت في هذا المجال، ورأيت ذلك في العديد من الدول التي زرتها، واثار العمل الخيري والدعم التنموي الذي قدمته الكويت للعالم الإسلامي واضحة وكبيرة، وهذا يعزز انتماء هذه الدول إلى الحضارة الإسلامية، وينشر اللغة العربية، التي هي لغة القرآن، ويقرب تلك الشعوب من اخوانهم العرب، ولقد رأيت المساجد والمدارس والكليات التي انشأتها الكويت في آسيا وإفريقيا، وهذا الجهد الكبير الذي تبذله دولة الكويت أمر يدعو إلى الفخر.

• هناك اتفاق بين الأيسيسكو لعمل موسوعة إسلامية رصدت لها ميزانية ضخمة لكن المشروع توقف لماذا؟

- نحن قدمنا الاستعدادات الكاملة للمساهمة في هذه الموسوعة وانجاحها، ولكن هناك بعض الإجراءات التي تسببت في تأخر هذا المشروع، ولانزال مستعدين للمضي قدماً في استكمال المشروع، إذا ما تم تجاوز هذه العوائق، وهناك مراسلات عديدة في هذا الجانب مع وزارة الأوقاف الكويتية، وأنا اعتقد أن إنشاء موسوعة إسلامية بأيدي العلماء المسلمين، تكون مصدرا دقيقا للمعلومات، سيفيد المكتبة الإسلامية، ويتيح للدارسين الحصول على المعلومات الصحيحة عن الحضارة الإسلامية والمسلمين من مصادرها المعتمدة بدلاً من المصادر الغربية، التي فيها الكثير من الأخطاء والتدليس.  

• مبادرة الايسيسكو بإطلاق جائزة باسم سمو الأمير في مجال العمل الإنساني حيث وافق سموه عليها في مارس 2015... إلى أين وصلتم بشأن هذه الجائزة؟

- هذه المبادرة لاتزال قائمة، وهي في طريقها إلى الاكتمال، وسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يرعى هذا العمل، وقد اعطى موافقته الكريمة عليه، ونحن الآن على اتصال دائم مع وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى، لاستكمال الإجراءات الخاصة بهذه الجائزة وإطلاقها في أقرب وقت.

• ما جهودكم في نشر وتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز-رحمه الله- في أوروبا وأهم برنامج مرتبط بها هو تكوين أئمة المساجد في فرنسا وإيطاليا والنمسا وألمانيا حدثنا عن هذا المشروع المهم؟

- هذا البرنامج قائم، ونحن وضعنا الدراسات التفصيلية لهذه المبادرة التي اطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونفذنا العديد من الأنشطة في إطارها، ونتعاون مع مركز الملك عبدالله العالمي للحوار في فيينا ومع مؤسسات اخرى. وقد عقدنا لقاءات في هذا الإطار ومازلنا نعمل في توسيع دائرة الاستفادة من هذه الخطوات التنفيذية لهذه المبادرة التي وضعتها الايسيسكو، وهي خطوات متعددة ومن بينها تدريب الأئمة والمرشدين الدينيين، ووضعنا منهاجا يستخدم اليوم بشكل واسع، ليس فقط من قبلنا في الايسيسكو، إنما تستفيد منه جهات اخرى رأت فيه أنه دليل مهم يمكن أن يفيدها في برامجها في هذا المجال، خصوصا في الظروف الحالية التي كثر فيها اللغط والتشويش والتشويه، وكثرت فيه الفتاوى من اناس غير مؤهلين، وهي مسؤولية عظيمة وخطيرة يجب ألا يتصدى لها سوى العلماء الأعلام، الذين يعرفون الشريعة بتفاصيلها ومناهجها واصولها، ويعرفون العالم بما فيه من متغيرات واختلافات، فالإفتاء مسألة لا يمكن ان يتصدى لها من قرأ كتابا أو كتابين، أو حتى من تخرج من كلية الشريعة دون إلمام بعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله وبالاجتهاد وفنونه بشكل واسع.

• ما هو موقفك مما يدور حالياً في العالم والشرق الأوسط تحديداً؟

- في الحقيقة أنا من الذين يتفاءلون بمستبقل أفصل لأمتنا، رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها العالم الإسلامي، فالمنطقة العربية تعيش اليوم توترات وحروباً وطائفية، وفتناً وإرهاباً، وفيها تدخلات اجنبية ومخططات نعلم بعضها ولا نعلم كثيراً منها، ولا نعرف ماذا يراد بهذه المنطقة، وهناك تقارير تخرج بين الحين والآخر تثير الشكوك والقلق، لكن علينا جميعا أن نتجاوز هذه المحنة، وأن نتعامل معها من منطلق أنها ابتلاء لابد من مواجهته بكل اخلاص، وعلينا أن نتعاون ونتضامن ونسد أبواب الشر ونوقف المفسدين والمخربين، وألا نتيح الفرصة لكي تضرب الوحدة الوطنية والتجانس بين أبناء الوطن الواحد، لذلك يجب على أهل الرأي والقرار ومن بيدهم الأمر أن يتعاونوا في سد أبواب الفتنة والفساد، لأن ذلك ما يريده أعداء العالم الإسلامي، يريدوننا ضعفاء مشتتين متناحرين ننشغل عن التنمية والبناء والتطور، وهنا لابد أن أشير إلى  نظرية الفوضى الخلاقة التي كنت دائماً أسميها في مقالاتي بالفوضى الهدامة، فالفوضى لا يأتي منها الخير، بل يأتي من النظام والانضباط والتجانس والعمل الصالح، ولا يمكن أن تكون الفوضى نعمة بل نقمة، لذلك على العالم الإسلامي أن يعود إلى أصوله في العمل المشترك والاخوة الاسلامية والتضامن، واحترام التنوع الثقافي والمذهبي في إطار الحضارة العربية الإسلامية، فالمسلمون تعايشوا في العصور القديمة وهم ينتمون إلى مذاهب مختلفة، بل كانوا كذلك يتعايشون مع غير المسلمين، واليوم بكل أسف ننشغل بالخلافات بين السنة والشيعة والعرب والفرس والأكراد والأمازيغ، وهذه كلها عوامل تفتيت وتفريق وضرب لوحدتنا العربية الإسلامية، ولهذا يجب أن نعود إلى الأصول، وأنا واثق بالله أولا، ثم بحكمة قادتنا الذين يقدرون الأمور حق قدرها، والمسلمون في الغرب يعانون الأمرّين اليوم، بسبب الإرهاب الذي يقوم به مجرمون قاموا بقطع الرؤوس وسبي النساء.

• موضوع نمر النمر والعلاقات الخليجية- الإيرانية برأيك هل يمكن أن تلعب المنظمات التربوية والإسلامية دوراً في تحسين العلاقات وتقريب وجهات النظر وحلحلت الخلافات؟

- الايسيسكو رسالتها الأساسية التقريب، ومد الجسور بين الشعوب الإسلامية ليتعايش المسلمون في إطار من الاحترام المتبادل، وفي إطار من التقيد بقيم الإسلام التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتأمر بالبر والقسط والعدل والإحسان، وهذه قضايا جوهرية في سياسة المنظمة ونشاطها، ولكن الذي حدث من ردات فعل بعد تنفيذ الأحكام الشرعية بحق مجرمين إرهابيين هو اعتداء على المملكة العربية السعودية، ومهاجمة سفارتها في طهران، وقنصليتها في مشهد، في حين أن ما تم هو تنفيذ احكام في دولة ذات سيادة عبر محاكمة في درجات التقاضي المختلفة. ونمر النمر هو أولا مواطن سعودي أخذ جزاءه مع غيره من الذين تم الحكم عليهم، وتنفيذ هذه الأحكام  أمر يخص المملكة، ولا يحق لأحد التدخل في شؤونها، والقضية سيست من قبل الآخرين، وكان من الأولى أن يكون هناك احترام لسيادة كل دولة، وعدم التدخل في شؤونها، وعدم الاعتداء على المؤسسات التي يحميها القانون الدولي والاتفاقيات الدولية التي تجرم الاعتداء على الممثليات الدبلوماسية، وأعتقد أن الذين قاموا بهذا العمل ارتكبوا حماقة كبيرة، ووجدوا أنفسهم في مأزق، لأن ما قاموا به خرق للقانون الدولي، وتدخل سافر في شؤون دولة أخرى. إيران دولة عضو في الايسيسكو، وليس بيننا وبين أي دولة من الدول الأعضاء أي مشكلة، لأننا جئنا لخدمة هذه الدول، والعمل على تقريب وجهات النظر، والتعاون في المجال التربوي والثقافي والعملي بين كل الدول، ولكن يؤسفنا أن ينصرف بعض المسلمين إلى مثل هذه الأعمال التي تضعف التعاون، وتفسد العلاقات الودية، ويؤججون الطائفية المقيتة، وتتيح الفرصة لمن يصطاد في الماء العكر في أن يندفع لكي يخرب علاقات المسلمين ببعضهم، ولعل الأوضاع تعود إلى المسار الصحيح، الذي يحترم الاخوة الإسلامية والشؤون الداخلية لكل الدول الأعضاء وعدم التدخل فيها، والمساس بأمنها واستقرارها، وأن يتعاون المسلمون فيما بينهم لما فيه صالحهم.

• ما رأيك في مستوى المناهج في الدول الأعضاء؟ وهل هو سبب في تردي مخرجات الأنظمة التعليمية في هذه البلدان؟

- في الحقيقة التعليم في معظم البلدان الإسلامية بحاجة إلى تطوير وتجديد في مضامينه وآلياته، فالتعليم في الدول المتقدمة يتطور وفق تطورها واحتياجاتها المتنامية التي يعيشها أبناء تلك الدول، لكن للأسف نحن في كثير من دولنا تأخرنا عن مواكبة هذا التغيير، والتحول الذي يطبع العالم في الدول المتقدمة، أنا أرى أن التعليم لدينا ليس سيئا، لكننا نحتاج الى أن نطوره ونحدث مضامينه، ليصبح تعليما عصريا جيدا ينتج عقولا مفكرة ومبدعة، تحلل وتجدد وتتنج واقعا جديدا متطورا، وأن نأخذ من تجارب الدول المتقدمة التي حققت نجاحات في مجالات التعليم المختلفة، ونحن في الايسيسكو حريصون على دعم الدول الأعضاء، وتقديم الخبرات لهم، وأعددنا دراسات كثيرة في هذا المجال، وسنعقد في اكتوبر المقبل المؤتمر الأول للايسيسكو لوزراء التربية، الذي سيدرس استراتيجية لتطوير التربية في العالم الإسلامي، وهي استراتيجية تواكب المستجدات العالمية.

الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية

أهنئ دولة الكويت الحبيبة أميراً، وولي عهد، وحكومة، وشعبا بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016، وبهذه المناسبة الطيبة تتمنى الأيسيسكو للكويت المزيد من النماء والتطور، ولشعبها الكريم المزيد من الرفعة والازدهار، في ظل القيادة الحكيمة لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الشخصية المتميزة بكل معنى الكلمة.