من الآخر، العك مع الطليان في قضية ريجيني لن يجدي نفعاً، فالطليان هم أسياد "الكاتيناتشو"، سواء في كرة القدم أو في السياسة، و"الكاتيناتشو" لمن لا يعرفها هي طريقة لعب المنتخب الإيطالي الدفاعية، التي أحرز بها كأس العالم أربع مرات وتسيّد بها الكرة الأوروبية سنواتٍ، ويبدو أن الشعب الإيطالي وحكومته يطبقان هذه الطريقة حالياً مع "منتخب هواة الروايات" الإعلامية المصرية، التي تحاول عبثاً فتح ثغرة في الجدار الدفاعي الإيطالي الصلب.

Ad

 وطبعاً روايات إعلامية مصابة بشد عضلي في عضلات المنطق، كحادث السيارة الذي سبب حروق سجائر في طبلة أذن ريجيني ورقبته أو عصابة السادية والمازوخية الإرهابية أو التشكيل الخماسي بتاع الميكروباص المظلل او "أخونة" ريجيني اليساري الكاثوليكي لن تستطيع الحصول حتى على "كورنر" أو "رمية تماس" داخل ملعب الطليان، وستهزم "مقاطع اليوتيوب" وتولي الدبر أمام شعب وحكومة يريدان دم ولدهما ريجيني حياً.

ومن آخر الآخر، وقبل أن تتحول مبارة نهائي "كأس ريجيني" المقامة حالياً بين إيطاليا ومصر من "ودية" إلى "رسمية"، على الدولة المصرية أن تختار بين خسارة شريكها التجاري الأوروبي الأول، والثاني عالمياً، وتحمل عقوبات أوروبية صارمة لا تقبل واسطة الأقمار الصناعية ومانشيتات الصحف أو أن تقدم الجناة الحقيقيين إلى العدالة مهما كانوا ومهما كانت مناصبهم.

 رسالة الطليان إلى مصر هي تماماً كوجهة نظر العمدة والد صديق الفنان الراحل استيفان روستي – وهو إيطالي مصري على فكرة – حيث دعا روستي صديقه ووالده العمدة في باريس إلى مطعم مشهور هناك، ويبدو أن أطباق المطعم ذات قطع اللحمة الصغيرة لم تدخل مزاج العمدة فامتنع عن تناولها، وعندما سأله روستي عن السبب، رد العمدة: أنا منقربش يا عم على حاجة ما أعرفهاش! وكعادة المطاعم الباريسية جاء قائد الأوركسترا وسأل روستي ورفاقه عن المقطوعات الموسيقية التي يفضلون عزفها، فرد صديق "روستي" ابن العمدة بأنه يفضل قطعة موسيقية من تأليف شوبان الموسيقار العالمي الشهير، استمع العمدة للحوار وهمس بعدها لروستي: "عيقول إيه ده؟"، فقال له: "ده بيسأل ابنك عن القطعة اللي جاية تكون إيه، وابنك قاله تكون قطعة من شوبان" فانتفض العمدة من مكانه، وصرخ في وجه قائد الأوركسترا: "خد لما أقولك، تعالى جاري، متصدقوش، متسمعش كلامه، القطعة اللي جاية هاتها من الفخدة".

الخلاصة الطليان يريدون قطعة الحقيقة من الفخذة لا من قطع شوبان ولا شعبان عبدالرحيم، فكفاية عك يرحمنا ويرحمكم الله.