لاتزال المعارك غير المعهودة في حدتها منذ عام 1994، مندلعة في إقليم ناغورني قره باخ المتنازع عليه بين أذربيجان وارمينيا.

Ad

وأعلنت وزارة الدفاع الأذرية، أمس، مقتل 12 من جنودها وإسقاط إحدى مروحياتها وسيطرتها على بعض المواقع، مضيفة أن "الجيش الأذري استعاد السيطرة على مرتفع لالا تبه الاستراتيجي بالقرب من بلدة تاليش وعلى بلدة سيسولان" في الإقليم.

وأشارت الوزارة إلى أن "أكثر من مئة جندي أرمني قتلوا، بينما دمرت 6 دبابات و15 قطعة مدفعية"، متوعدة أرمينيا بضربات ساحقة. وأعلنت يرفان مقتل ١٨ من جنودها، موضحة أن القوات الأذرية هي التي بدأت الهجوم، وأن القوات الانفصالية في الإقليم المدعومة من يريفان "أسقطت مروحيتين وطائرة من دون طيار، ودمرت ثلاث دبابات وكبدت العدو خسائر جسيمة".

وأكد الجانبان استمرار المعارك أمس في مناطق "خوجاوند فضولي واغديري تارتارآغدام".

وأكدت يريفان مقتل طفل في الثانية عشرة من العمر في القصف المدفعي الأذري لقرية قريبة من الحدود، بينما تحدث الاذريون عن مقتل مدني من جانبهم.

وفي موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجانبين الى "وقف فوري لإطلاق النار وضبط النفس تجنبا لسقوط مزيد من الضحايا".

في يريفان دعا رئيس الوزراء هوفيك ابراهميان الى اجتماع عاجل للحكومة في مواجهة "هذه الأعمال العدائية غير المقبولة في مداها من قبل العدو"، مؤكدا استعداده "لاتخاذ الإجراءات لإحلال الاستقرار".

ويدور نزاع بين أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في جنوب القوقاز، منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي حول هذه المنطقة التي تسكنها غالبية أرمنية، لكنها ضمت الى اذربيجان ابان الحقبة السوفياتية.

وشهدت المنطقة حربا أدت الى سقوط 30 ألف قتيل ونزوح مئات الآلاف بين 1988 و1994.

وأنهى وقف لإطلاق النار الحرب في 1994، لكنه لم يؤد الى حل المشكلة، بينما تجري مناوشات متقطعة على طول الحدود. لكن معارك الجمعة والسبت تبدو أكبر من تبادل إطلاق النار الذي يجري عادة.

وتهدد أذربيجان التي تتجاوز ميزانيتها الدفاعية ميزانية ارمينيا بأكملها في بعض الأحيان، باستعادة المنطقة الانفصالية بالقوة إذا لم تسفر المفاوضات عن نتيجة. وتؤكد أرمينيا المدعومة من روسيا من جهتها انها قادرة على مواجهة اي هجوم.

وكان رئيس اذربيجان الهام علييف طالب خلال وجوده في واشنطن للمشاركة في القمة الدولية للأمن النووي الخميس والجمعة، أمام وزير الخارجية الأميركي جون كيري أرمينيا بسحب قواتها "فورا" من إقليم ناغورني قره باغ.

وأعرب علييف خلال لقائه كيري عن "امتنانه للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة من أجل التوصل الى حل للنزاع الطويل بين أرمينيا وأذربيجان".

إلا أن علييف شدد على "ضرورة تسوية النزاع على أساس حل يصدر عن مجلس الأمن الدولي، ويطالب بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات الأرمينية من أراضينا".

وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن استقبل رئيسي البلدين، ودعا الى الحوار والتوصل الى اتفاق.