يحشد فنانو سيرك من كافة أنحاء العالم قواهم لدعم المهرج الفلسطيني محمد ابو سخا المعتقل لدى اسرائيل، والذي سلط اعتقاله الضوء مرة اخرى على الاعتقال الإداري دون محاكمة أو إدانة في الدولة العبرية.

Ad

بدأ أبو سخا مشواره طالباً في السيرك، ثم أصبح في العام 2011 مهرجاً وموجهاً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأمام سجن في شمال اسرائيل، حيث اعتقل ابو سخا قبل نقله، تجمع عشرة فنانين من السيرك الإسرائيلي جاؤوا للتنديد باعتقال المهرج الشاب الذي يبلغ من العمر 24 عاماً.

والأثنين، بينما كانت محكمة عسكرية اسرائيلية تنظر في اعتراض قدمه ضد اعتقاله الإداري، جاءت الفنانة والناشطة الإسرائيلية هانيتا-كارولين هيندلمان مرة أخرى للغناء لابو سخا باستخدام الدف الخاص بها.

وتعرف هيندلمان ابو سخا بشكل جيد وحاولت تزويده ببعض معدات السيرك داخل السجن.

وقالت «رفضوا السماح بذلك ولكني أعلم إنه يتدرب في داخل السجن ويدرب عدداُ من السجناء معه تتراوح أعمارهم بين 12 و 14 عاماً».

ولا تخفي والدته، رجاء ابو سخا، التي لم تتمكن من زيارته سوى مرتين فقط منذ اعتقاله في منتصف ديسمبر الماضي، تأثرها من موجة التعاطف العالمية مع ابنها.

وقالت رجاء «في البرازيل الآن، يوجد سبع اغنيات باسمه، ويعرفون الناس هناك قصته الآن».

وامتلأت صفحة «فيسبوك» الخاصة بمدرسة السيرك الفلسطيني ومقرها بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة، والتي كان محمد يتدرب فيها، بمنشورات وصور لمسيرات تضامن قادمة من نيويورك وريو دي جانيرو وكوبنهاغن.

تنديد

ونشرت المدرسة أيضاً شريط فيديو يظهر فيه فنانون يرقصون في لندن، وهناك صور لمجهولين من كل أنحاء العالم يضعون أنف المهرج الأحمر ويدعون للإفراج عن ابو سخا.

ويوجد نحو 700 فلسطيني قيد الاعتقال الإداري في اسرائيل.

ويتيح قانون الاعتقال الإداري المتوارث من فترة الانتداب البريطاني، اعتقال أي شخص بأمر عسكري دون ابداء الأسباب أو توجيه تهمة إليه أو محاكمته لفترات غير محددة.

وتندد الأمم المتحدة ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان بهذا الإجراء.

وتقول إسرائيل إنه ضروري لمنع الهجمات مع السماح بالحفاظ على سرية معلومات حساسة.

ولم توضح السلطات الإسرائيلية مطلقاً نوع الخطر الذي يشكله ابو سخا.

ويتهمه القضاء العسكري بالانتماء إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تعتبرها اسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة «منظمة إرهابية».

ومساء الأثنين، أقامت مدرسة السيرك عرضاً في بيرزيت يتمحور موضوعه حول السجن.

وفي هذا العرض، تصعد بهلوانية فوق سياج ثم تقوم بالالتفاف على نفسها بينما يدور لاعبون يقذفون كرات في الهواء من حول السياج.

ومن داخل السجن، يقول محمد الذي يواصل عروض السيرك فيه إنه يفعل ذلك من أجل «نسيان المعتقل، وتخيل الحرية خارج القضبان» كما نقلت عنه والدته.

محكمة

في الاعتقال الإداري، يمثل المتهم أمام قاضٍ ويدافع عنه محام لا يستطيع الوصول إلى الملف السري، ولا يعلم الشخص متى سيخرج.

ويقول مراد جادالله وهو قانوني فلسطيني لوكالة فرانس برس أن القاضي مثل المحامي، عاجز تماماً «أمام المدعي العام العسكري الذي يتحدث عن خطر على الأمن العام دون توضيح ماهية الخطر».

وبالنسبة لنور أبو الرب، قريب ابو سخا الذي انضم معه إلى السيرك في عام 2007، فإن «الأطفال يسألون عنه بشكل متكرر، ولا يمكننا أن نقول لهم أي شيء سوى هو في السجن، وقد يخرج في الصيف أو ربما في وقت لاحق».

وانتشرت مدرسة السيرك من بيرزيت إلى مدن فلسطينية مختلفة في الضفة الغربية المحتلة ويوجد فيها حالياً أكثر من 300 طالب وطالبة.

واضطر السيرك إلى التكيف مع غياب ابو سخا الذي يعد مهرجاً أساسياً فيه.

ويواصل السيرك القيام بجولته في مسارح الضفة الغربية، بينما يقول زملاؤه إنهم يحذفون من برنامجهم فقراته التي كان يتمتع فيها بـ «قدرة سحرية على رسم الابتسامة على جميع الوجوه».