شدد الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي، على أن احتفالية "الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية" حدث ثقافي وليس دينياً.

Ad

واعتبر أن فعالياتها ستنطلق من أولويات أساسية يأتي في مقدمتها تغيير صورة الإنسان المسلم، التي تعرضت لكثير من التشويه خلال الفترة الماضية، بسبب ربطه بالإرهاب والغلو والتطرف، والتركيز على المنجزات التي قدمها المسلم لمحيطه العربي والإنساني، من خلال هذا التراكم الثقافي، الذي أهَّل الكويت لأن تكون عاصمة الثقافة الإسلامية خلال عام 2016.

وبثقة كبيرة، أشار العسعوسي إلى أن مشكلة شعار احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية تنظر الآن بالقضاء، لأن الشعار لم يكن مطابقا للمواصفات التي اشترطها المجلس الوطني، "فلم نجد مناصا من استبداله، لأن اعتماده سيكون خطأ جسيما، فهو ليس للمجلس الوطني فقط، بل شعار للكويت، لذلك كان التعامل مع هذه المشكلة حازما".

"الجريدة" التقته للحديث عن قضايا متنوعة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وفيما يلي نص الحوار.

• ما المنطلقات الأساسية التي تعتمد عليها احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام؟

- يعمل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن منهج دقيق وخريطة ثقافية وفنية وضعت على مدار خمسة أعوام، وضمن هذا الإعداد والترتيب سنركز في ما تبقى من عام 2016 على منطلقات أساسية لاحتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية، ويأتي في مقدمتها تغيير صورة الإنسان المسلم التي تعرضت لكثير من التشويه خلال الفترة الماضية بسبب ربطه بالإرهاب، والغلو، والتطرف، كما سنركز على المنجزات التي قدمها المسلم لمحيطيه العربي والإنساني من خلال هذا التراكم الثقافي الذي أهَّل الكويت لأن تكون عاصمة الثقافة الإسلامية خلال عام 2016.

وسنعمد إلى إبراز قضية التسامح التي تؤكد عليها الكويت، والتي مارستها بشكل كبير لإيمانها بها، لأن القبول بالآخر هو الأساس الذي تبنى عليه أي ثقافة في أي مكان بهذا العالم، وإضافة إلى ذلك، سنعمل على فكرة العمل الإنساني الحقيقة، لاسيما أن أثمن تتويج جاء من هيئة الأمم المتحدة تقديراً وعرفانا بدور الكويت وأميرها بشأن العمل الإنساني، إذ أعلنت الكويت مركزاً للعمل الإنساني، وسمي سمو أمير البلاد قائداً للعمل الإنساني، وتلك فكرة جوهرية تبرز دور الكويت في عطاءاتها وتواصلها مع شعوب العالم، بغض النظر عن دينهم أو شكلهم أو لونهم أو جنسهم.

• كيف سيكون شكل الفعاليات المقبلة وضمن أي إطار؟

- لا نريد أن نحول احتفالية الكويت كعاصمة للثقافة الإسلامية إلى حدث ديني، بل هي حدث بالأساس ثقافي تحتفل به دولة من دول العالم الإسلامي، ويسلط فيه الضوء على جهود هذه الدولة في خدمة العمل الثقافي بشكل أكبر، وهذا هو الاساس الذي تنطلق منه المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، التي سمت ثلاث دول من كل إقليم، وتم اختيار دولة على مستوى الإقليمين العربي والآسيوي.

• كيف ستتم قولبة الحرب ضد الإرهاب، والتسامح والعمل الإنساني، وتضمين الأفكار الكبيرة خلال الفعاليات المقبلة؟

- كل دولة تعمل الآن ضمن قوالب محددة في العمل الثقافي بمجالات المسرح والموسيقي والشعر وغيرها، وما ستقوم به الكويت هو التركيز على هذه المفاهيم، ومحاولة تضمينها في الأنشطة الثقافية، كأن يقام على سبيل المثال مؤتمر يوضح دور العلماء المسلمين في قضية معينة، أو التأكيد مثلا على البعد الإنساني للكويت. وإذا كنا نتكلم عن موضوع التسامح أو القبول بالآخر فسيكون هناك حوار مفتوح لمجموعة من المفكرين لتبادل وجهات النظر، لتوضيح أن الكويت تستمع لجميع وجهات النظر ولا تتبع سياسة الإقصاء بسبب اختلاف الرأي.

• ماذا عن شكل الفعاليات خلال شهر رمضان؟

- سنكثف الأنشطة خلال شهر رمضان المبارك، ونستثمره في التأكيد على بعض القيم الإسلامية الموجودة، وطرح بعض الأنشطة التي في مقدمتها قضايا التراث الشعبي، والعادات والتقاليد التي درج الكويتيون على إحيائها خلال شهر رمضان. وجرى تقسيم هذه الاحتفالية إلى أربعة أقسام، فكل ثلاثة أشهر سيصدر دليل لهذه الاحتفالية يوضح النشاط الثقافي في تلك الفترة. كما أن المجلس الوطني قدم أكثر من 250 نشاطا في يناير وفبراير الماضيين، واتساقا مع ذلك نحن بصدد التجهيز لأكثر من ألف نشاط خلال هذا العام، لاسيما أن هذه الاحتفالية وطنية يشارك فيها كل مؤسسات المجتمع، وأعتقد أن الانطلاقة ستكون أكبر بالنسبة إلى بعض المؤسسات من خلال الربع الثاني من الاحتفالية.

• ماذا عن الأيام الثقافية في تشيلي؟

- وجدنا تفاعلا كبيرا من خلال الأيام الثقافية التي تم تقديمها في تشيلي، والحقيقة عقدنا مباحثات مع الجانب التشيلي في وزارة الثقافة، وتم الاتفاق على تطوير التعاون بين الكويت وتشيلي من خلال استضافة الكثير من الأنشطة، وخصوصا في مجال الفنون. كما أن عاصمة تشيلي مشهورة بموضوع الجداريات، ولذلك تم الاتفاق على تنفيذ مجموعة من الجداريات في الكويت، بالتعاون مع فنانين عالميين في تشيلي. وتم ترتيب واحدة من هذه الجداريات بواسطة الفنان جابر أحمد إلى جانب فنان من تشيلي، وكان هناك عمل مشترك لهذين الفنانين في تقديم جدارية ستبقى شاهدة على إقامة الأيام الثقافية في تشيلي، وتم أيضا تقديم فعاليات موسيقية في مواقع مختلفة، ولاقت استحسان وتفاعل الجمهور بشكل كبير جدا.

• كيف يتم اختيار الفرق والأفراد ضمن الوفود المشاركة في الفعاليات التي تجرى خارج الكويت؟

- يعتمد ذلك على خصوصية النشاط، وهناك بعض المواقع تحتاج إلى نمط معين من الموسيقى من الممكن التفاعل معه، فعلى سبيل المثال تم تقديم محاضرة باللغة الإسبانية من فنان كويتي شاب وهو أمين عبدال، تحدثت عن واقع الموسيقى في الكويت، وتم تقديم أمسية موسيقية مميزة، وكذلك قدمنا الفن المودرن إذا جاز التعبير، لذلك فإن طبيعة المكان تفرض ماهية الفرقة التي تشارك. وإلى جانب ذلك تم استثمار جهود الفرق الشعبية التي انضمت مؤخرا إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تقديم العروض الموسيقية بهدف الحافظ عليها كجزء من التراث اللامادي، الذي تحرص الكويت على تقديمه وإحيائه ورصده دائما.

• ما رأيك في حجم تفاعل الجمهور مع فعاليات المجلس الوطني بالكويت؟

- على مستوى التفاعل شهد مهرجان القرين والأنشطة اللاحقة له تفاعلا كبيرا وحضورا جماهيريا عريضا، وحقيقة لم نكن نتوقع ذلك، وإذا كان هناك من مقياس فوسائل التواصل الاجتماعي تعتبر مقياسا حقيقيا ومباشرا في التعامل مع النشاط الذي يقدمه المجلس، وهناك ارتياح كبير من الأنشطة الثقافية.

• بعض الأنشطة تعاني قلة الحضور، هل السبب في التسويق أم في الموضوع المطروح؟

- تلك سمة عامة، وليست لها خصوصية كويتية، فعندما تذهب مثلا إلى فرنسا بلد الثقافة، لا يتعدى جمهور المحاضرات والندوات أصابع اليد، وأعتقد أن هذا النوع من النشاط نخبوي، ويرتبط بذوي الاختصاص، إلا أن هناك محاضرات قدمها المجلس الوطني كان فيها الحضور كبيرا، لأن طبيعة النشاط تختلف، فالمتحدث له أثر كبير، وكذلك طريقة تقديم النشاط، فإذا كنت متمسكا بتقديم النشاط بشكل الكلاسيكي، فالجمهور سينصرف عنك، أما إن استطعت أن تقدمه بقالب مختلف ومشوق وتستخدم فيه وسائل التوضيح، فسوف تحصد جمهورا أكبر.

كما أن قضايا الدعاية والإعلان تلعب دورا كبيرا حقيقيا في توصيل هذه الرسالة، وكذلك التوقيت، فلا يصح أن أقدم نشاطا فكريا محددا والناس منصرفة إلى أعمالها. وهناك عوامل كثيرة تتحكم في إقامة النشاط وطريقة إيصاله للجمهور. نحاول حقيقة أن نوظف أنشطتنا في المواعيد المناسبة ليتم الضخ الإعلامي لها بشكل أكبر، حتى لا يتلاشى الجهد الذي يقوم به العاملون من المجلس الوطني بسبب سوء التخطيط، أو بسبب سوء إدارة الموضوع.

• ما الخطوات التي سيعمل عليها المجلس ضمن إطار تطوير الفكرة؟

- أذكرك بأنشطة كثيرة أقامها المجلس الوطني خارج أسواره، مثل إقامة معارض الكتب في المجمعات التجارية، وقضيتنا الأساسية هي التعريف بمواقع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فالمجلس يبذل جهدا كبيرا وأموالا طائلة في ترميم الكثير من المباني التاريخية، ونأمل أن يتم استثمارها كمراكز ثقافية، ونسعى جماهيريا إلى تقديم أنشطتنا في مواقع الازدحام البشري اذا جاز التعبير، لاسيما أن فكرة العمل خارج الاسوار تلعب دورا صعبا في الكويت، على اعتبار أن الطقس حار جدا في الصيف، وبارد جدا في الشتاء.

• لماذا لا يتم تخصيص موقع لمقهى ثقافي في أحد مرافق المجلس؟

- الحقيقة أن المجلس الوطنى لا يعمل وحيدا في هذا المجتمع، فهو يعمل إلى جانب الكثير من وزارات الدولة المختلفة، ويعمل تحت مظلة أنظمة لوائح وأنظمة موجودة لدى الدولة، وكانت هناك محاولات متحفزة إلى فكرة المقهى الذي يقدم خدمات للجمهور، إلا أننا اصطدمنا ببعض الجهات في الدولة، إذ يتطلب ذلك استخراج تراخيص، واللوائح التنظيمية تحتاج إلى تغيير، ونحن مازلنا في هذه المحاولات، واستطعنا أن نتغلب على الجزء الأكبر أو الهم الأكبر من هذه العقبات، وستشهد بعض هذه المواقع الثقافية في دولة الكويت وجود مقاه من هذا النوع، إلا أن فكرة المقهى الثقافي قديمة، وموجودة في كثير من البلدان العربية وبلدان العالم. في دولة الكويت هناك مواقع كثيرة من الممكن أن تكون بديلة عن المقهى مثل مكتبة الكويت الوطنية التي يوجد بها جانب في المدخل من الممكن أن يستثمر، ورابطة الأدباء التي تعتبر حقيقة من أهم المواقع الثقافية، وبالتالي فإن الفكرة لا تتمثل في مكان الاجتماع أو شكل الاجتماع بقدر ما تمثل الرغبة في التلاقي، وتبادل وجهات النظر، والرغبة في إثارة مواضيع معينة لمناقشتها والحوار حولها.

• ما الترتيبات بشأن المكتبات العامة بعد انتقالها إلى عهدة المجلس؟

- أريد أن أؤكد أن مكتبة الكويت الوطنية منفصلة تماما عن فكرة المكتبات العامة، على اعتبار أن هذه المكتبة صدر مرسوم بإنشائها، أما فيما يتعلق بالمكتبات العامة فقد انتقلت حديثا من وزارة التربية إلى المجلس الوطني، وستنتقل هذه الإدارة إلى قطاع الثقافة حتى تكون واحدة من مكوناته. وكثير من المناطق حقيقة فيها مكتبات قديمة ولعبت دورها وأخذت حاصلها في إيجاد جمهور محدد ومرتبط بها، وسنعمد إلى تشغيل هذه المكتبات من خلال المجلس الوطني وفق آلية عمل متخصصة في مجال لتزويد هذه المكتبات، وجعلها أقرب إلى الجمهور، لاسيما أن جزءا من استراتيجية المجلس مرتبط بعملية القراءة، ومرتبط أيضا بكمية القراءة لدى الأطفال والناشئة منذ نعومة أظافرهم، وبالتالي ستؤدي هذه المكتبات دورا كبيرا في تحقيق استراتيجية المجلس.

• وماذا عن أنشطة الطفل والناشئة؟

- المجلس يهدف إلى الارتقاء بثقافة الطفل من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات، وعلى رأسها مهرجانان أساسيان، ومكونان أساسيان من مكونات العمل الثقافي هما مهرجان أجيال المستقبل، ومهرجان صيفي ثقافي للأطفال والناشئة، والحقيقة إن اهتمام المجلس الوطنى بثقافة الطفل يجعله يحاول أيضا أن يقدم ما هو مميز ويشكل إضافة إلى ثقافة الطفل، استكمالا لدور البيت والمدرسة في تشكيل الوعي الثقافي له بشكل عام، ومن ثم يدفعنا هذا الاهتمام إلى التعاون مع جهات مختلفة مثل وزارة التربية، والجمعية الكويتية لتقدم الطفولة، خصوصا بعد أن صدر قانون حقوق الطفل أخيرا.

تجاهل المثقفين والفنانين في الكويت

يشكو بعض المثقفين عدم التركيز على الواقع الأدبي المحلي والثقافي في الندوات والمحاضرات التي ينظمها "المجلس الوطني"، معتبرين أنه يركز على الأدباء والفنانين غير الكويتيين على حساب الحراك المحلي.

 ويرد العسعوسي على هذه الملاحظة بأن "بعض فنانينا ومثقفينا في الكويت يعانون السلبية، فلك أن تتخيل أن يكون هناك نشاط مسرحي يحضره ضيوف من كل دول العالم العربي ولا يشكل ذلك أي أهمية للمثقفين والفنانين، وكأن هذا النشاط لا يقام في الكويت، ثم يشتكون من التجاهل، وضمن هذا الإطار، عندما تنظم أمسية لشاعر معين تجد أن الشعراء كلهم غائبون ويقتصر الحضور على شعراء لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، وبالتالي فإنهم في مواقعهم ومنتدياتهم يلومون المجلس الوطني على تجاهلهم، في حين أنهم تجاهلوا النشاط الثقافي الذي يخصهم، مع أن المجلس الوطني أقام هذا النشاط لإيجاد نوع من الاحتكاك والتواصل ما بين هؤلاء المثقفين، وهذا الكلام ينسحب أيضا على الفنون التشكيلية، فعندما يقام معرض معين أو تقام ورشة فنية تجد أن هناك غيابا كبيرا، وذلك لا يعطيك الفرصة لتعرف إمكانات كل شخص حتى تتم الاستعانة به، وبالتالي فهي شكوى متبادلة إذا كانوا فنانينا. ولكن أؤكد أن محرك جل النشاط الثقافي في دولة الكويت هم الفنانون والمفكرون والباحثون والاساتذة الكويتيون في مختلف أشكال النشاط الثقافي. أما الشخص الذي تتم الاستعانة به من الخارج فهو إما أن يكون نجما، أو صاحب تجربة طويلة تتم الاستفادة منها من خلال ربط النشاط الثقافي به، أو يكون على درجة عالية من التميز، مما يجعلنا نستعين به ونقدمه إلى الجمهور ليشكل إضافة لهذا النشاط، ولذلك اعتقد أن هذا الكلام ليس دقيقا، لكن كان واجباً أن نقدم عتبنا على فنانينا ومفكرينا ومثقفينا ونحثهم على ضرورة التواصل بالنشاط الثقافي في الكويت، لأنه أقيم من أجلهم".

وأضاف العسعوسي: "أما بالنسبة لخطة المجلس في تقوية أواصر العلاقة بينه وبين المثقفين في دولة الكويت، فلم تعد هناك معلومة خافية في هذا العصر، ولم يعد المجلس الوطني يوجه دعوات مطبوعة بظروف تصل إلى الموقع، اليوم أصبحنا أكثر تطوراً وانفتاحاً، ويتم استثمار وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة بشكل كبير، فهناك إعلان في الصحف، ووسائل التواصل الاجتماعي، وهناك مواقع خاصة للمجلس على الشبكة العنكوبتية، موجودة بالإمكان التواصل معها، وكل هذه المواقع تقدم مواعيد دقيقة، فبالتالي لم تعد المعلومة خافية، وقد يتحجج بعضهم بأن الدعوة لم تصل إلي، ونحن نذكر أن المجلس الوطني لم يعد يوجه دعوات مطبوعة، وأصبح يستعين بوسائل أكثر شعبية، وأكثر وصولا".

مشكلة شعار الاحتفالية

أكد العسعوسي أن مشكلة شعار احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية تنظر الآن بالقضاء، لأن الشعار لم يكن مطابقا للمواصفات التي اشترطها المجلس الوطني، "فلم نجد مناصا من استبدال الشعار، لأن اعتماده سيكون خطأ جسيما، لأنه ليس للمجلس الوطني فقط بل شعار للكويت، لذلك كان التعامل مع هذه المشكلة حازما".

وقال العسعوسي: "صحيح أن عامل الوقت كان يضغط علينا، لكن السكوت لم يكن مقبولا، والإجراءات التي اتخذناها صحيحة تماما، لاسيما أن الكويت دولة مؤسسات وقانون، والقضاء هو الذي سيفصل بهذا النزاع، وبصراحة لا أستطيع تحديد من يحق له اللجوء إلى القضاء، لأن المحكمة هي التي ستقول كلمتها بلا مواربة أو مجاملة".

وشدد على صحة إجراءات استبدال الشعار وسلامته، لافتا إلى أن الفنان الذي صمم الشعار كان يجب عليه قراءة شروط المسابقة جيدا، وبالتالي عليه العمل ضمن هذا الإطار، إذا كان هناك سوء في التطبيق، وهذا الموضوع ليس من اختصاص المجلس.

من جانب آخر، ذكر العسعوسي ان أنشطة المجلس الوطني ممتدة على مدار العام، فهناك عشرة مهرجانات ثقافية تم اعتمادها من مجلس الوزراء كأنشطة سنوية يقوم بها المجلس، منها مهرجان القرين، مهرجان الكويت المسرحي، مهرجان الموسيقى الدولي، معرض الكتاب، مهرجان الاطفال والناشئة، مهرجان صيفي ثقافي، مهرجان صيفي ثقافي للأطفال والناشئة، أجيال المستقبل.

وزاد ان كل هذه الأنشطة تكاد تكون المحرك الأساسي للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تضاف إليها مجموعة أخرى من الأنشطة، حيث يتم توظيف الاتفاقيات الثقافية بين الكويت ودول العالم المختلفة، والاستفادة من هذه الاتفاقيات الثقافية حتى تعرف العالم بجهود الكويت في مجال العمل الثقافي، وإطلاع جمهور الكويت على ثقافات هذه الدول وجهودها الثقافية.

قصور في فهم عمل المجلس الوطني

رحب العسعوسي بأي نقد يوجه إلى عمل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، نافياً أن تكون أنشطة المجلس تحولت إلى بروتوكول بين المجلس والسفارات المعتمدة في الكويت.

وفي هذا السياق قال إن "المجلس الوطني يرحب بالنقد البناء بشكل كبير ويتفاعل ويتجاوب معه، لكن هناك قصوراً في فهم طبيعته، وخصوصا فيما يتعلق بعلاقات الكويت ثقافيا مع دول العالم"، مؤكداً أن تلك العلاقات "فاعلة جدا في مجال العمل الثقافي بشكل عام، إذ إن لبلادنا أكثر من 200 اتفاقية مع مختلف الدول" في هذا الإطار.

وبيَّن العسعوسي أن هناك برامج تنفيذية، وبرتوكولات للتعاون الثقافي يتم توظيفها والاستفادة منها لمعرفة تاريخ الآخر، فضلاً عما للمتابع في الكويت على المجلس الوطني من حق بضرورة تقديم الجديد لجمهور الثقافة في البلاد.

وأوضح أنه "ليس بالضرورة أن تأتي كل الفعاليات التي ينظمها المجلس الوطني بالتنسيق مع السفارات، بل هناك أنشطة يتم الاتفاق مباشرة فيها مع وزارات الثقافة دون اللجوء إلى سفاراتها، فضلاً عن أنشطة أخرى يتم الاتفاق عليها مباشرة مع أصحاب الفرق"، مضيفاً أن الكثير من وزارات الثقافة تعمل بشكل بروتوكولي "وهذا لا يعيب المجلس الوطني إن كانت هذه الفعاليات جماهيرية ومتميزة".