حدثينا عن تكريمك ومنحك الرئاسة الشرفية لـ «مهرجان شرم الشيخ الشبابي للمسرح» في دورته الأولى.
سعدت بالمشاركة كون المهرجان شبابياً يهتم بالمسرح، وزاد إعجابي به مع وجود المخرج الشاب مازن الغرباوي، رئيس المهرجان، الذي يهتمّ بالعروض المسرحية ويقدمها للجمهور، فهو واحد من قلة تسعى إلى نشر الثقافة المسرحية التي تقلصت بشكل كبير.شاهدت عروضاً جيدة لشباب لديهم طموح وقدرة على العطاء، لكن ينقصهم بعض الإمكانات. وأتصور أن تسليط الأضواء الإعلامية عليهم سيجعل منهم نجوماً في المستقبل.ألم تقلقي من مستوى المهرجان قبل المشاركة فيه؟ على العكس، حرصت على نقل خبرتي في المسرح إلى الفنانين الشباب المشاركين في المهرجان ليتمكنوا من تطوير أدواتهم، وكانت لديَّ رغبة حقيقية في أن أقف إلى جوارهم، ففي بداية حياته يحتاج الفنان إلى توجيه ومساعدة، مثلما فعل عظماء المسرح معي في طفولتي وشبابي.كيف ترين مستوى الأعمال التي قدمت؟تنوعت العروض بين الجيدة والسيئة. لم أحزن لمشاهدة السيئة منها لأن دور المهرجان تقديم الجيد والرديء، ويكون الحكم للجنة التحكيم لاختيار الأفضل. أتمنى أن تشهد الدورات المقبلة مزيداً من العروض، فكثرتها والترويج للمهرجان سيستقطبان جمهوراً أكبر.رغم حماستك للمسرح، اعتذرت عن رئاسة مجلس أمناء المسرح القومي، فما السبب؟لأن التوقيت الذي تسلمت فيه مجلس الأمناء لم يكن جيداً، ولم نتلقَّ مساعدات من وزير الثقافة في تلك الفترة كما يجب، كان المسرح معطلا لأسباب أمنية لأجل تنفيذ بعض الأمور غير الفنية، على غرار المصاعد ومخارج الطوارئ وغيرها، ولم يردّ علينا الوزير عندما طالبناه أكثر من مرة، بإرسال لجنة لتنفيذ ذلك، لذا فضلت الاعتذار بعد محاولات عدة لإنجاز هذه الأمور، ووجدت أنني لن أتمكن من تحقيق شيء في ظل الروتين والإجراءات المعقدة التي كانت مطلوبة وقتها.هل ندمت على هذه الخطوة، لا سيما بعد نجاح أول عروض المسرح «ألف ليلة وليلة»؟على الإطلاق. سعدت بنجاح مسرحية الفنان يحيى الفخراني لأنه أعاد الجمهور إلى المسرح. للمسرح القومي تاريخ طويل وكان يجب أن يعود بعمل قوي يستعيد أمجاده، ويحفز الجمهور على ارتياده، فيكذّب بالتالي من يدعي بأن المسرح لا جمهور له. تجارب ناجحةثمة انتقادات تواجه العروض الشبابية المسرحية مثل «مسرح مصر» للفنان أشرف عبد الباقي، هل تتفقين معها؟تجربة أشرف عبد الباقي إحدى أفضل التجارب المسرحية التي قدمت في السنوات الأخيرة، وأحرص على متابعتها تلفزيونياً بانتظام، فهو أعاد إحياء المسرح بعد توقف وجمود فترة طويلة، نتيجة الظروف السياسية، وقدم وجوهاً جديدة أتوقع أن يكون لها مستقبل كبير على المسرح إذا استمرت وطورت أدواتها.لماذا يتراجع الفنانون عن المشاركة في الأعمال المسرحية؟تكون للبعض حسابات مادية، فالأجور على المسرح أقل من الأجور في السينما والتلفزيون، بالإضافة إلى أن المجهود أكبر، فضلاً عن الالتزام بمواعيد البروفات ورفع الستارة يومياً، كلها أمور لا يستطيع الالتزام بها إلا من يعشق خشبة المسرح فعلاً.هل تفكرين في العودة إلى المسرح؟الفكرة موجودة وقائمة فعلاً، لكن أين هو العمل الذي أعود به إلى الجمهور؟ المسرح هو المكان الوحيد الذي لا أقبل تنازلات فيه، لذا يجب أن أجد نصاً مناسباً وفريق عمل يقدره قبل أن أوافق على أي عمل.ما الذي حمّسك للمشاركة في فيلم «الليلة الكبيرة»؟تربطني علاقة قوية بمخرجه سامح عبد العزيز منذ تعاونا سوياً في فيلم «تيته رهيبة»، ولا أخفي إعجابي بأعماله الفنية قبل لقائنا الأول، لذا عندما أرسل إلي السيناريو لمست أنه على مستوى الأعمال التي يمكن أن أشارك فيها من الناحية الفنية، فرغم صغر مساحته، فإن دوري يتماشى مع عدد المشاهد التي ظهر فيها باقي زملائي. يضم الفيلم 32 ممثلاً وممثلة وهو أمر صعب أن تجده في أي عمل سينمائي.ألم تقلقي من كون الفيلم إنتاج أحمد السبكي الذي تواجه أفلامه عادة انتقادات؟يقدم السبكي نوعين من الأفلام السينمائية: أفلام تجارية مرتبطة برغبته في تحقيق إيرادات، وأفلام فنية هادفة لا يتدخل فيها، وهو ما حدث في «الليلة الكبيرة»، وأرى أنه محق في ذلك لأنه لا يمكن إنتاج أفلام جيدة طول الوقت من دون أن يكون ثمة عائد يغطي كلفتها الإنتاجية على الأقل.
توابل
سميحة أيوب: «مسرح مصر» تجربة تستحق الإشادة
02-02-2016