بصعوبة تنعقد مؤتمراتنا العربية وسط تباين المواقف وصعوبة استيعاب مشاهد العنف في كل من سورية واليمن والعراق وليبيا، متخطية المأزق لدبلوماسية الواحد تلو الآخر.

Ad

فهل المشهد السياسي الجديد موصوم بملامح تخبط ما بعد الربيع العربي؟ أم هي الحرب الباردة المصغرة التي يروج لها البعض؟ وكيف يمكننا تفسير حالة الاستقطاب والتغييرات التي تابعناها من خلال مؤتمراتنا، وأبرزها فترة خلو المقعد السوري وحضور الائتلاف الوطني كممثل شرعي وسط أصوات تحفظت على آلية السماح لائتلاف معارض بشغل مقعد عضو دائم؟

ومن خلال أجواء الاجتماعات تعود بنا الذاكرة كباحثين في العلاقات الدولية إلى نهاية السبعينيات واللوبي الخليجي الفاعل والمتمثل آنذاك بالكويت والمملكة العربية السعودية، للتحضير لقمة من أهم القمم العربية وهي قمة تونس، ولمناقشة الشغل الشاغل للعالم العربي والمرتبط بانتهاكات إسرائيل لبنود القانون الدولي، وخوضها حروباً هجومية خارج حدودها، وهي أزمة الجنوب اللبناني، فما سر نجاح مبادراتنا في احتواء الأزمات آنذاك؟

الباحث عن أسباب نجاح التضامن وآلية اتخاذ القرار آنذاك سيجد عوامل عديدة، أبرزها العمل بشكل محلي وإقليمي ودولي بنجاح، فمحليا تمثل بالعلاقات المتميزة بين وزراء الخارجية، ودوليا بالدور الفاعل لبعثة الكويت لدى الأمم المتحدة أثناء عضويتها بمجلس الأمن في نهاية السبعينيات.

آنذاك كانت دبلوماسية أهل الخليج متسمة بالواقعية والاعتدال، مقارنة بالشدة والراديكالية لدول عربية أخرى، أشغلها الاستقطاب الثنائي بين الأقطاب المتصارعة، فانجرفت خلف سيناريوهات بعيدة كل البعد عن الواقع، فأضاعت فرص السلام والاستقرار.

خلاصة الأمر:

 إن كانت دبلوماسية أهل الخليج قد نجحت في الماضي بحل أزمات ومآزق دبلوماسية كثيرة، واستطاعت إيجاد حلول توافقية (نوعا ما) لبعض الخلافات العربية العربية وسط زوابع عديدة، فإننا اليوم بحاجة لتلك الحنكة لإنقاذ المنطقة من الاستقطابات الشديدة التي تؤثر بشكل سلبي على التنمية بكل أنواعها.

كلمة أخيرة:

 عادت جموع الطلبة إلى مقاعدها الدراسية بجامعة الكويت (الشويخ)، وعادت للأسف القيادة المتهورة للسيارات داخل الحرم الجامعي، وسط غياب اللافتات الواضحة؛ لذا أقترح استشارة اتحاد الطلبة لتحديد حجم وأماكن اللافتات أسوة بتلك المستخدمة في الانتخابات.