استبقت إيران مضاعفة أميركا أعداد قواتها الخاصة في سورية وأرسلت وحدات من نخبتها البرية للانضمام إلى الأسد، الذي دعت روسيا الأطراف الدولية إلى إرجاء بحث مصيره في جولة المفاوضات المرتقب استئنافها السبت المقبل.

Ad

في محاولة لحسم المعركة لمصلحة حليفها السوري بشار الأسد، أرسلت إيران وحدات من قواتها البرية الخاصة إلى سورية، رغم فقدها أكثر من 1000 من ضباطها وجنودها في الحرب الدائرة منذ أكثر من 5 سنوات، آخرهم قادة بالحرس الثوري في ريف حلب.

وفي تصريحات لوكالة «تسنيم» الرسمية، كشف مساعد التنسيق في القوة البرية للجيش الإيراني، أمير علي آراسته عن «إرسال اللواء 65 التابع للقوة البرية ووحدات كوماندوز أخرى للعمل الاستشاري في سورية»، مشيراً إلى وصولها إلى مواقعها هناك مع قوات أخرى «وتزوید کل الوحدات القتالیة بطائرات صغیرة من دون طیار، لاعتمادها ألویة للوحدات الاستکشافیة والاستخباراتية.

كما نشر موقع «دفاع برس»، التابع للقوات المسلحة، صوراً لوحدة قناصة من ميليشيات «فاطميون» الأفغانية، وقال إن الحرس الثوري يقوم بتدريبهم لتنفيذ عمليات ضد المعارضة السورية.

وخسرت إيران خلال اليومين الماضيين عددا من الضباط والجنود في ريف حلب، بينهم العقيد ما شاء الله شمسية، قائد المجموعة» 24 بعثت»، بالحرس الثوري، ومحسن الهي، وهو من ضباط الحرس بمدينة اسطبهان بمحافظة فارس، بالإضافة الى سعيد مسافر وجمال رضي من منتسبي الحرس بمحافظة غيلان.

ضربة «النصرة»

إلى ذلك، تلقت «جبهة النصرة» ضربة موجعة بخسارتها في غارة جوية يرجح أن تكون أميركية، أمس الأول، عدداً من قيادييها وعلى رأسهم المتحدث باسمها أبو فراس السوري واسمه الحقيقي رضوان النموس، في وقت تستمر حملة استنزاف تنظيم «داعش»، الذي مني بخسائر فادحة آخرها طرده من مدينة القريتين بحمص لمصلحة النظام.

وقتل أبو فراس ونجله و20 جهادياً في غارات جوية استهدفت إحداها اجتماعاً في قرية كفرجالس في ريف إدلب الشمالي، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، الذي أوضح أن بين القتلى سبعة قياديين من «النصرة» بينهم سعودي وأردني ومن تنظيم «جند الأقصى» حليف الجبهة، إضافة إلى عدد من الأوزبك. وقاتل أبو فراس، الذي تعد تصفيته وقتله ضربة للجبهة، ضد السوفيات في أفغانستان حيث مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأبرز قادة الفكر الجهادي العالمي عبد الله عزام، قبل أن يعود إلى سورية مع بدء الأزمة في 2011، بحسب مؤيدي «النصرة» على موقع «تويتر».

ويأتي مقتل أبو فراس السوري بعد ثلاثة أيام على سيطرة «النصرة» على بلدة العيس الاستراتيجية المطلة على طريق حلب دمشق الدولي، وبعد مرور أكثر من شهر على اتفاق الهدنة الذي يستثنيها مع «داعش»، بهدف تحذيرها من شن عمليات اضافية.

وبرغم استثنائها من وقف إطلاق النار، حدّت «النصرة» طوال فترة الهدنة من نشاطها العسكري. ويقول المرصد السوري إنها «بدت وكأنها مشاركة بالهدنة».

«حزب الله - سورية»

وفيما خسرت إيران خلال اليومين الماضيين عدداً من الضباط والجنود في ريف حلب، بينهم العقيد ماشاء الله شمسية، قائد المجموعة» 24 بعثت»، بالحرس الثوري، ومحسن إلهي، وهو من ضباط الحرس بمدينة اسطبهان بمحافظة فارس، بالإضافة الى سعيد مسافر وجمال رضي من منتسبي الحرس بمحافظة غيلان، تلقى «حزب الله» ضربة مماثلة بمقتل القيادي بلال نضير خيرالدين، الملقب بـ»أبي جعفر». وسقط أبو جعفر قتيلاً في معارك بلدة القريتين في ريف حمص الشرقي، وهو من أبرز القياديين العسكريين لميليشيات الحزب في سورية، كما كان أحد المؤسسين لـ»قوات الرضا»، التي تعتبر الجناح السوري من «حزب الله»، وكان له دور بارز في عملية التدريب والتجهيز والتحضير والتعبئة والإشراف القيادي والعسكري لميليشيات حزب الله المقاتلة في سورية.

 مصير الأسد

وقبل بدء الجولة الرابعة من مفاوضات «جنيف» السبت المقبل، طالبت موسكو بإرجاء مناقشة مسألة مصير الأسد، في اقتراح اعتبرته المعارضة تقويض للعملية السياسية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، لوكالة «نوفوستي»، إن «المطالبة بتنحي الأسد تحد من فرص التوصل إلى تسوية سياسية، وهناك دول ومعارضون يعتبرون بثبات أنهم على حق في عدم قبول فكرة بقائه شخصياً لفترة غير محددة»، متسائلاً: «ما هو الاستنتاج الذي يمكن التوصل إليه، إذا لم توضع مهمة تقويض المفاوضات وعملية تطبيع الوضع؟ والاستنتاج هو كالآتي: دعونا نؤجل بحث هذا الموضوع لكي تحدد الأطراف السورية نفسها متى وعلى أي أساس سيطرح هذا الموضوع من جديد».

وأضاف ريابكوف أن «الشركاء الغربيين وغيرهم يركزون على شخصية بشار الأسد وشيطنة الحكومة السورية بدرجة كبيرة، ما يسمح للحديث عن عدم تنفيذهم بشكل كامل قرارات مجلس الأمن الخاصة بسورية». وبينما وضعت السلطات التركية، أمس الأول، قيد التوقيف الاحترازي مواطناً تتهمه موسكو بأنه قتل الطيار الروسي أثناء هبوطه من قاذفته إثر إصابتها بنيران مقاتلة تركية في نوفمبر، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأتراك بشكل عام «أن يتوقفوا عن التدخل في شؤون دول أخرى.

(دمشق، طهران، موسكو- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

الصَّلب... مشهد لا يغيب عن الرقة

لا تغيب مشاهد القتل والصلب عن مدينة الرقة، التي  يعتبرها تنظيم «داعش» عاصمته القوية، ويحكمها بيد من حديد.

وأصبح مشهد رجل مقتول ومصلوب في وسط المدينة هو المتكرر في «مدينة داعش»، بحسب حملة «الرقة تذبح بصمت»، التي بثت صوراً لإعدام الشاب أمين سرور وصلبه في منطقة المشلب بتهمة أنه جاسوس لها.

وبحسب الشاب «أ.ب» فإن اتهام الأشخاص وتنفيذ الحكم بهم من قتل وصلب أو سجن وقطع أطراف وصولاً للرمي من علو، كلها تهم لا تحتاج من «داعش» إلى إثباتات، ولم يحاول أن يقدم براهينه أو إثباتاته للناس الذين يشاهدون ويتابعون تنفيذ تلك الأحكام بأبناء مدينتهم وفي مناطقهم وقراهم.

ونشرت حملة «الرقة تذبح بصمت» على حسابها في «تويتر» أخباراً عن قيام «داعش» بإعدام 8 أشخاص قبل يومين، وقيامه بعد الإعدام بصلبهم في مدينة المنصورة في ريف الرقة الغربي، والتهمة هي «الإفساد في الأرض».