هشام عبدالحميد آخر المنضمين إلى قنوات تركية معروف عنها توجهها الإخواني المعادي لنظام الحكم في مصر، إذ تعاقد مع قناة «الشرق» التركية، إلا أنه نفى الخبر عن طريق زوجته، قبل أن يعترف بنفسه أخيراً.

Ad

يذكر أن هشام أدى أدواراً لم يظهر فيها كبطل أو نجم أوحد على مدار تاريخه الفني الممتد أكثر من ثلاثين عاماً، شارك خلالها في أكثر من 70 عملاً فنياً أشهرها أفلام: «غرام الأفاعي»، «قليل من الحب كثير من العنف»، «معالي الوزير»، «أيام صعبة»، ومسلسلات من بينها: «أوان الورد» و{بعد الطوفان»، بالإضافة إلى تجربته الإخراجية الوحيدة في الفيلم الصامت «لا» الذي ألفه وأخرجه وأدى بطولته، ويعتمد على أداء صامت وإيماءات، فلقي إشادة في مهرجانات كثيرة.

تحولات

محمد شومان الذي أدى أدواراً كوميدية، أحد أوائل الفنانين المنضمين إلى هذه القنوات التركية أيضاً، وبدأ تقديم برنامجه «شومان شو» على قناة «الشرق» الموالية لجماعة «الإخوان»، في ثاني تعاون مع الجماعة المحظورة، بعدما أدى بطولة فيلم «تقرير» إنتاج شركة «سينما النهضة» التابعة للإخوان في فترة انتخابات رئاسة الجمهورية 2012.

شارك شومان، قبل ذلك، في أعمال كوميدية على غرار فيلم «فول الصين العظيم» مع محمد هنيدي، وأدى دور مراسل تلفزيوني في فيلم «السفارة في العمارة» مع عادل إمام، وسائق في «عودة الندلة» مع عبلة كامل، فضلا عن دورين في فيلم «مرجان أحمد مرجان» مع عادل إمام، و{تمن دستة أشرار».

أما هشام عبدالله فلم تتح له فرصة أداء أدوار مميزة أو ترك بصمة لدى الجمهور في الأعمال التي شارك فيها، سواء في السينما أو الدراما، إذ أدى أدواراً ثانوبة، وكان أحد نشطاء ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وانضم إلى معارضي الإخوان في تظاهرات الفنانين أمام وزارة الثقافة، وطالب بإقالة وزير الثقافة الإخواني علاء عبد العزيز، لكنه تحوّل بشكل مفاجئ، وتعاقد مع قناة «الشرق» ثم انضمّ إلى تلفزيون «وطن»، إحدى المنصات الإعلامية الجديدة لجماعة «الإخوان».

في مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي، مقدم برنامج «العاشرة مساءً» على قناة «دريم»، دافع هشام عبدالحميد عن نفسه، مؤكداً أن «الشرق» ليست قناة إخوانية ولا تحرض ضد مصر ونظامها، بل قناة اجتماعية تخص المصريين وتقدم وجهات النظر كافة، بالتالي ليس كل من ينضم إليها إخوانياً أو يكره وطنه كما يتردد.

أضاف أن برنامجه فني اجتماعي سياسي شامل، يتمحور حول أمور كثيرة، ولم تمارس عليه ضغوط ولم يطلب منه تبني وجهة نظر معينة، مشيراً إلى أنه سيناقش وجهات النظر كافة ولن يستأثر بأي واحدة، لا سيما أنه يرى أن المعارضة الوطنية ضرورة ديمقراطية وسياسية لمصر حالياً.

جرائم إعلامية

أشار الخبير الإعلامي الدكتور حسن علي، رئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء، إلى أن انضمام الفنانين للعمل في المجال الإعلامي، يندرج في إطار حالة عدم الانضباط والاتزان التي تواجهها مصر في الفترة الأخيرة، مؤكداً أن هؤلاء الذين تحولوا إلى العمل الإعلامي لا يعلمون شيئاً عن أدبيات «الميديا» ويرتكبون جرائم إعلامية وهم لا يشعرون.

أضاف أن «الشرق» وغيرها من قنوات إخوانية، هي في الأصل كيانات موجهة تسعى إلى الوقيعة بين الشعب المصري وبين الحكومة، وتبث لقطات مزورة وغير حقيقية، وتابع: «تصطاد هذه القنوات في الماء العكر ويتصيد مذيعوها الأخطاء، من هنا لا بد من وقفة حادة ضد مثل هذه النوعية من القنوات المحرضة التي تخرج عن تقاليد العمل الإعلامي».

أما محمد سميح المتحدث الرسمي باسم شركة «نايل سات»، فأوضح أن القنوات الإخوانية لا تبث على القمر المصري «نايل سات» رغم أن هذه القنوات يتمّ التقاطها عن طريقه، مشيراً إلى تقارب في المدار بين «نايل سات» وأقمار أخرى، ما يجعل الأخيرة تعكس قنواتها على القمر المصري بسهولة.

وأضاف ألا حل نهائياً لهذه الأزمة التي تحتاج إلى تدابير فنية وتقنية، وأن القضاء المصري أصدر أحكاماً بإغلاق هذه القنوات المحرضة، لكنها تبث عبر أقمار أخرى موجودة في دول مجاورة، ولا يمكن السيطرة على هذه الترددات بأي طريقة، ففي حال التشويش عليها من مصر ستحجب قنوات أخرى في باقة هذه القنوات ومدارها.

حيلة وتجاهل

يرى الطبيب النفسي الدكتور يحيى الرخاوي أن فنانين كثراً لم يستطيعوا حفر أسمائهم بين نجوم جيلهم أو يقدموا بطولات مطلقة، من الممكن أن يتحولوا إلى النقيض ويظهروا في قنوات إخوانية لتحقيق حضور واستمرارية تحت أضواء الكاميرات، من بين هؤلاء الفنانين من كانوا معارضين للإخوان، لكن بعد تجاهل المنتجين لهم، انضموا إلى القنوات الإخوانية بحثاً عن بطولة مطلقة، لكن كمذيعين فهم يقفون أمام الكاميرات بمفردهم.