إنتاج النفط الأميركي يتراجع... وشركات تواجه الإفلاس

نشر في 14-01-2016 | 00:00
آخر تحديث 14-01-2016 | 00:00
من 9.4 ملايين برميل يومياً في 2015 إلى 8.7 ملايين في 2016
في توقع صادم لمنتجي النفط الأميركيين، توقعت وكالة معلومات الطاقة الأميركية أن ينخفض الإنتاج الأميركي من النفط من 9.4 ملايين برميل يومياً في عام 2015 إلى 8.7 ملايين في 2016، على أن يتراجع مرة أخرى خلال العام المقبل إلى 8.5 ملايين برميل يومياً.

وهذا التراجع في إنتاج النفط الأميركي يعود أولاً إلى تراجع الاستهلاك الصيني من النفط، وتأثرت الأسواق الدولية بشكل مباشر بهذا الانخفاض، لكنها شهدت تراجعاً عميقاً وسريعاً بعد تمسّك المملكة العربية السعودية بإنتاج نفطي يعادل ما كانت تنتجه قبل الأزمة الصينية، وقبل تصاعد إنتاج النفط الأميركي إلى 9.4 ملايين يومياً.

السبب الثاني لتراجع الإنتاج الأميركي يعود إلى أن تكلفة استخراج النفط الصخري تبقى أعلى بكثير من نفط السعودية وبعض دول "أوبك"، وقد اضطرت شركات نفط أميركية كثيرة إلى خفض عدد منصات الإنتاج، كما أوقفت استثماراتها في حقول وآبار جديدة.

أشار تقرير صدر يوم الاثنين إلى أن ثلاثة مصارف كبيرة تتوقع تراجع برميل النفط في الأشهر المقبلة إلى ما دون 30 دولاراً، وأن شركات النفط الأميركية تخسر ملياري دولار أسبوعياً، وأن هذه الشركات ستقطع ميزانيتها بنسبة 51 في المئة مقارنة مع عام 2014، خصوصاً أن هذه الشركات ترى تعويماً لكميات النفط في الأسواق تصل إلى عام 2017. وذكرت "وول ستريت جورنال" أن مصرفيين يحذّرون من أن بعض شركات النفط الأميركية تتابع ضخ النفط، ليس لأن السوق يحتاج إلى المزيد، بل لأنها الطريقة الوحيدة لديها لدفع الفائدة على الديون، وأن بعضها ينتج فقط لدفع تكلفة الدين.

وحذّر المصرفيون من أن شركات عديدة ستضطر للإفلاس بعدما وصل مجموع دين شركات النفط في عام 2015 إلى 353 مليار دولار، وسيكون من الصعب عليها دفع هذه الديون أو متابعة دفع الفائدة المترتبة عليها، إلا إذا ارتفع سعر البرميل إلى ما فوق 50 دولاراً وفي وقت قريب. ولا تبشّر تقديرات وكالة معلومات الطاقة الشركات الأميركية بالكثير، لأنها أشارت إلى أن سعر البرميل سيصعد خلال العام الحالي إلى 40 دولاراً، وإلى 50 دولاراً خلال العام المقبل، وسيكون من الصعب على كثير من هذه الشركات أن تبقى في السوق لو تأخّرت الأسعار في الارتفاع والعودة إلى مستويات تغطي التكلفة.

وحذّرت وكالة معلومات الطاقة أيضاً من أن السوق ما زال غير مستقر، وأنه يبني توقعاته على توقعات الأشهر الثلاثة المقبلة، واعتبرت أن سعر تسليم أبريل 2016 هو 37 دولاراً ، لكن الأسعار يمكن أن تتراوح بين 25 و56 في المئة، وهذه علامة واضحة على عدم استقرار الأسعار والطلب والكميات المتوفّرة.

يبقى أن هذا التراجع في الأسعار أفاد المستهلك الأميركي بشكل كبير، ويقدّر اقتصاديون أن تراجع أسعار النفط خلال عام 2015 وفّر أكثر من 250 مليار دولار على المستهلك الأميركي، واستعمل المستهلكون الأميركيون هذه الأموال لزيادة التوفير ودفع الديون، والأهم أنهم اشتروا سيارات جديدة.

المؤشر الآخر المهم للسوق الدولية هو أن السوق الأميركي استهلك خلال عام 2015 ما معدّله 19.37 مليون برميل يومياً، ومن المنتظر أن يرتفع الاستهلاك إلى 19.53 مليون برميل يومياً خلال هذا العام، ويتابع ارتفاعه إلى 19.81 مليون برميل يومياً العام المقبل، وهذا يفتح الباب الأميركي أكثر أمام نفط دول منظمة "أوبك"، خصوصاً السعودية، في حين يبقى المنتجون الأميركيون يعانون ارتفاع التكلفة.

back to top