مبدأ خطير

نشر في 22-03-2016
آخر تحديث 22-03-2016 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي كم هو مؤلم أن نرى منطقتنا وقد أصبحت مصدر قلق وإزعاج وخطر على العالم بأسره، وانطلقت منها ظواهر سلبية حادة تمثل بعضها في جماعات وتنظيمات إرهابية بمسميات دينية، وهنا نطرح التساؤل المر: لماذا هذا الكم الهائل من الكراهية بين أتباع المذاهب والملل والنحل في الإسلام؟ 

شهد العالم في أربعينيات القرن الماضي مبدأ خطيراً تمثل بقيام ألمانيا النازية باحتلال بعض الدول المحيطة بها، وتغيير الأنظمة فيها وتعيين رؤساء تابعين لها ومنفذين لأجندتها، وقد أدى ذلك المبدأ إلى قيام الحرب العالمية الثانية التي دفع العالم ثمنا غاليا لها، تمثل في أرواح الملايين من البشر والمشردين والمعاقين، وتدمير مدن وإزالة دول من الوجود وتفتيت بعضها.

وفي فترة الخمسينيات أيضا قام الاتحاد السوفياتي بتطبيق المبدأ نفسه، فاحتل بعض الدول المحيطة به وتغيير الأنظمة فيها، وتعيين رؤساء لتنفيذ أجندات معينة، وقد جاء تطبيق هذا المبدأ نتيجة لأطماع تاريخية أو اختلاف في الأيديولوجيات أو رغبة في التوسع والهيمنة وفرض الرأي والقيادة وغيرها من مبررات.

 وكم هو مؤلم أن نرى منطقتنا تنزلق نحو تطبيق هذا المبدأ، وباستخدام كل الوسائل المتاحة سواء القوة العسكرية أو الضغط الاقتصادي أو حتى الضغط الديني والطائفي، فنرى دولاً تعجز عن اختيار رئيس للجمهورية نتيجة لعدم توافق بعض دول المنطقة على اسم مرشح للجمهورية، ونرى دولاً أخرى وقد فقدت سيطرتها على مساحات واسعة من أراضيها، وغدت فريسة لجماعات وتنظيمات ذات أفكار متطرفة تمتهن القتل والتدمير، كما أصبحنا نرى دولاً تنفذ أجندات خارجية قد تتعارض مع مصالح الدولة نفسها، ودولاً تطالب بتنحية رؤساء دول أخرى وعدم مراعاة لمشاعر الشعوب.

كم هو مؤلم أن نرى منطقتنا وقد أصبحت مصدر قلق وإزعاج وخطر على العالم بأسره، وانطلقت منها ظواهر سلبية حادة تمثل بعضها في جماعات وتنظيمات إرهابية بمسميات دينية، وهنا نطرح التساؤل المر: لماذا هذا الكم الهائل من الكراهية بين أتباع المذاهب والملل والنحل في الإسلام، وخاصة بين المذهبين السني والشيعي، علما أن هذا الخلاف والصراع قد بدأ منذ أكثر من 1400 عام، ولا أحد يعلم متى ينتهى؟

المؤلم أننا نورث هذه الكراهية إلى أجيالنا القادمة، فأي منطق هذا أن نتفق على المبادئ الأساسية في الإسلام، فنؤمن برب واحد، ونبي واحد، وكتاب واحد، ونتوجه في صلاتنا إلى قبلة واحدة، وصيام رمضان والحج إلى بيت الله الحرام، ثم نأتى لنختلف على أمور لا تكاد تذكر؟ فهل نسبل اليدين في الصلاة أم نضمهما؟ نقدم موعد الأذان ربع ساعة أو نؤخره،؟ نبنى الأضرحة أم نهدمها؟ وغيرها من أمور، ما أروع أن نتنافس في حب الله ورسوله وآل بيته بعيداً عن الغلو في الدين، ندعو الله أن يمنّ على أمتنا الإسلامية بالأمن والسلام، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top