102 مليون لصورة الكويت
خطة تعزيز صورة الكويت عالميا لا يمكن أن تتم بمواصفات الجهاز الإداري الحالي وقياداته، يجب تحييد النفاق الاجتماعي حول قدراتهم، فهذا المشروع بحاجة إلى خبراء في التسويق من العناصر الوطنية.
أول العمود: جدير بالملاحظة والدرس كيف ناقش البرلمان المصري ملف النائب توفيق عكاشة، وما جرى في مجلس الأمة حول موضوع النائب عبدالحميد دشتي.***نشرت الصحافة المحلية خطة لتعزيز صورة الكويت على المستوى الدولي، وذلك ضمن خطة التنمية الجديدة بتكلفة 102 مليون دينار لـ119 شهرا، مما يعني صرف 10 ملايين دينار سنويا على هذا المشروع. وأود التعليق هنا بما يلي:أولا: المبلغ كما يبدو زهيداً إذا ما قورن بما يصرف اليوم "أو يهدر" إن صح التعبير على ملفات أخرى مثل أسفلت الشوارع، أو العلاج في الخارج الذي أزكمت رائحته الأنوف (441 مليونا لعام 2014 فقط، ديوان المحاسبة). ثانيا: أؤيد تماما مسألة تعزيز صورة الكويت عبر خطين أساسيين هما، توظيف أفضل للموارد المالية المتاحة في موازنة الجهات التى ورد اسمها في الخطة، ووقف صور الفساد المتفشية في مؤسسات الدولة التي أصبح "أبطالها" موظفين صغارا وكبارا!!ثالثا: التلميع أو تعزيز الصورة لا يمكن أن يتما بمواصفات الجهاز الإداري الحالي وقياداته، يجب هنا تحييد النفاق الاجتماعي حول قدراتهم، فهذا المشروع بحاجة إلى خبراء في التسويق من العناصر الوطنية.رابعا: هناك فرص ضائعة لمشروع تعزيز صورة الكويت في الداخل والخارج أهملتها البعثات الدبلوماسية والثقافية والإعلامية على مر السنين، لم نر مثلا أي ترويج لمساعدات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية للدول في المطارات العشرة الأولى في العالم، ولم نر إعلاناً يحمل غلاف مجلة العربي في مطار الكويت مثلا (10 ملايين غادروا منه عام 2014)، ولم نسمع عن سفير حاول ترجمة دستور الدولة إلى لغة البلد التي يوجد فيه رغم وجود مواد عديدة مستمدة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان!خامسا: المحزن هنا أن في الكويت الكثير مما يمكن الترويج له من إنتاج تقوم به مؤسسات ثقافية وعلمية (جامعة الكويت ومؤسسة التقدم العلمي ومعهد الأبحاث العلمية، وإنتاج وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من الكتب والإصدارات الثقافية الراقية المستوى ومطبوعات جمعيات النفع العام)، لكن المشكلة تكمن في ضعف الجانب التسويقي في هذه الأجهزة الإدارية.سادسا: هناك قنوات تسويق يجب الانتهاء سريعا من ترتيب أمورها الإدارية كالخطوط الجوية الكويتية وإنجاز مبنى المطار لأنها تعتبر من المواقع الترويجية، إضافة الى تحسين جودة برامج التلفزيون الرسمي، هذا بالإضافة إلى مشكلة تعطل المشروع السياحي الكبير للبلد والذي يضيع فرصاً إعلامية وإعلانية بالملايين سنويا.سابعا: يجب إعطاء مساحة واسعة للشباب من الجنسين في هذا المشروع، وهم يستحقون ذلك استنادا لما نراه من حراك ونشاط فاعل يقومون به في أكثر من مجال إنتاجي، فبعضهم تخصص في الترويج للمنتجات على اختلافها (استهلاكية، ثقافية، إعلامية).تلميع صورة الكويت في الخارج مهمة سهلة صعبة في آن، والبدء بها يتطلب خبرات في استثمار الموارد المالية المقررة في الموازنة أصلا من زاوية إعلامية.