شيَّعت مصر، أمس، زعيم ائتلاف "دعم مصر"، صاحب الأكثرية في مجلس النواب المصري، اللواء سامح سيف اليزل، الذي رحل عن عمر يناهز 70 عاما، بعد صراع مع مرض "اللوكيميا"، تاركاً خلفه صراعاً على رئاسة الائتلاف، الذي يعد الأقوى داخل المجلس.

Ad

في السنوات الأخيرة دخل سيف اليزل عالم السياسة مدعوماً بخلفيته العسكرية، قبل شهور من انعقاد أول انتخابات برلمانية، عقب ثورة 30 يونيو، حيث شكل قائمة "في حب مصر" التي فازت بجميع المقاعد الـ120 المخصصة للقوائم في الانتخابات، وبعدها مباشرة تم تغيير اسم القائمة إلى ائتلاف "دعم مصر"، وتم اختياره رئيساً له.  

الساعات التي سبقت إعلان وفاة سيف اليزل رسمياً، شهدت جدلاً بين أعضاء الائتلاف، الذين تساءلوا بشأن مصير "الائتلاف" بعد رحيله، وعن الأسماء المطروحة لتولي المنصب خلفه، خاصة في ظل عدم تمتع أي من قيادات الائتلاف بالمواصفات القيادية التي كان يتمتع بها الراحل.

وبينما قال مصدر مسؤول في المجلس لـ"الجريدة" إنه وفقا للائحة الجديدة للائتلاف، فإن أكبر الأعضاء سناً هو من يتولى رئاسة الائتلاف "مؤقتاً"، حال خلو منصب رئيسه، وهو ما ينطبق على النائبة آمنة نصير (76 عاماً) لحين انتخاب رئيس جديد، لفتت مصادر إلى أن سيف اليزل، كان يدرك جيداً أنه يعيش ساعاته الأخيرة، واتخذ قراراً قبل أيام من وفاته بتفويض عدد من القيادات الذين يثق بهم وعلى رأسهم أسامة هيكل نائب رئيس الائتلاف وطاهر أبو زيد الأمين العام واللواء سعد الجمال عضو المكتب السياسي، بإدارة الائتلاف.

الصراع على رئاسة الائتلاف بدأ مبكراً وقبيل تشييع سيف اليزل، بين القياديين أسامة هيكل وطاهر أبو زيد، ما ظهر في تصريحات مُجهلة من مؤيدي الطرفيْن، تؤكد أنهما الأقرب إلى المقعد الشاغر، في حين أكد أعضاء في الائتلاف أن اللواء سعد الجمال، هو الرئيس المُنتظر لما يحظى به من توافق، ولفت اسم الدكتور علي مصيلحي وزير التضامن في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك انتباه الكثيرين ليكون من بين المتنافسين على المقعد.

من جانبه، قال النائب عن "دعم مصر"، طارق الخولي، في تصريحات لـ"الجريدة"، إن لائحة الائتلاف تمنع تولي أي نائب من خارج الائتلاف مسؤولية الرئاسة، مضيفا: "حتى الآن لم يتم الاستقرار أو طرح اسم أي من الأعضاء خلفا لليزل والأعضاء ينتظرون الانتهاء من مراسم الجنازة، لتحديد موعد في أقرب وقت ممكن لمناقشة انتخاب رئيس الائتلاف".

تخرج اللواء سامح سيف سيف اليزل، في الكلية الحربية عام 1965، وشارك في حربي 1967 و1973، كما شارك في حرب الاستنزاف، وعمل ضابطاً في "الحرس الجمهوري" في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثم في "المخابرات الحربية"، حتى وصل فيها إلى رتبة مقدم، وبعدها عمل في جهاز المخابرات العامة حتى رتبة لواء، وكان أحد أبطال العملية الاستخباراتية المصرية الناجحة، المعروفة باسم "رأفت الهجان".

شغل سيف اليزل إلى جانب مهامه العسكرية، وظائف دبلوماسية وسياسية، وتقلد العديد من المناصب كان منها عمله في السفارة المصرية لدى كوريا الشمالية، ورئاسة مركز الجمهورية للدراسات الأمنية، وتفرغ بعدها لانتخابات مجلس النواب ليؤسس "ائتلاف دعم مصر"، ويصبح رئيسا له، إلى أن أصيب بمرض سرطان الدم، الذي أثر في صحته وحضوره الجلسات، خلال الأسابيع الأخيرة.