«k.o»... حكاية تنبذ العنف والظلم والفكر الظلامي
قدمها مسرح تونس الوطني في «مهرجان المسرح العربي»
ينافس المسرح التونسي من خلال «k.o» على جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي لعام 2015.
ينافس المسرح التونسي من خلال «k.o» على جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي لعام 2015.
قدم المسرح الوطني التونسي عرض «k.o» المشارك في التنافس على جائزة حاكم إمارة الشارقة سمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي لعام 2015 (النسخة الخامسة). تدور أحداث المسرحية التي ألفتها الفنانة التونسية جميلة الشيحي، وأخرجها مواطنها نعمان حمدة، وهي من بطولتهما، حول امرأة منكسرة في الأربعين من عمرها، تتعرض أثناء عودتها من عملها لتعنيف جسدي ولفظي من مجتمع جديد عليها لا تعرفه، تلقى نفسها في لحظة خوف وحقد من هذا الوضع الجديد.
في الجهة المقابلة، ثمة رجل كان ملاكما مشهورا، قتل خصمه في إحدى المنازلات من دون قصد، قرر اعتزال هذه الرياضة التي تحولت من فن نبيل إلى سبب في وفاة شخص ما، واعتزاله اللعبة الرياضية تسببت في هجران زوجته وابنته له، وخسارته لكل أملاكه، ما يدفعه نحو التزمت والولوج إلى عالم الفكر الظلامي.أما المرأة الأربعينية فقد تربت في منزل يؤمن بالأخلاق والمبادئ مثل العقل «السليم في الجسم السليم». لكن بمجرد تجاوزها عتبته، تكتشف عالما آخر غارقا في الأنانية والبغض، يمارس العنف الجسدي على المرأة، التي تمثل تونس، وهي تونس، تلك المرأة التي ترفض العنف والتطرف الفكري الظلامي الغريب على ثقافتها، لذا تقرر أن تصبح قوية كي تمتلك تلك القدرة على مواجهته بلغته، بأن تدافع عن نفسها عن طريق الملاكمة.جرح قديمبدوره، يرفض الملاكم تعليمها، لأنها جاءت كى تفتح جرحا قديما كاد يندمل، فهو لا يريد أن يتذكر أنه قاتل ولا خسارة ما يمتلكه من أموال، وهجران زوجته وابنته له، ليصبح بعدها من المنبوذين. أما هي، فتستمر في استفزازه، كي تخرج طيبته وما تحتاجه منه، وتناوره، بين شد وجذب، إلى أن تستقر الحال في عودته كإنسان يحب الآخرين، من خلالها حيث يجد كل واحد منهما ما يبحث عنه في الآخر.وقد أجاد الممثلان جميلة الشيحي ونعمان حمدة أداء دوريهما بحرفية عالية الجودة، وبلياقة كبيرة، واستطاعا أن يبهرا المتلقين، بمتابعة كل مشهدية من العرض بما فيها الأداء الحركي الصامت، والوقفات الصامتة.ووفق المخرج حمدة في إيجاد معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، وفي المقدمة المسرحية التي جذبت الجمهور للعمل ومتابعته إلى نهايته من دون ملل... يبقى القول إن العرض كان محكماً ومحبوكاً وجاذباً، حمل رسالة إنسانية تنبذ العنف ضد المرأة والظلم والفكر الظلامي.فريق العملدراماتورجيا وتمثيل: جميلة الشيحي ونعمان حمدة، سينوغرافيا: قيس رستم، إضاءة: نعمان حمدة، مساعدة إخراج: دينا الدلاجي، الصوت: سليم العسكري، تنفيذ الإضاءة: نورس عرفاوي، تنفيذ الصوت: صابر القاسمي، تنفيذ الإنتاج: فاتن الجوادي، إدارة الإنتاج أسامة الجامعي.يذكر أن المسرح الوطني التونسي أسس عام 1983 بهدف تنمية المسرح التونسي عبر التكوين والإنتاج والتوزيع، يتمتع باستقلالية مادية، وتشرف عليه وزارة الثقافة، ومديره حاليا فاضل الجعايبي.