عادت إلى الواجهة مجددا الدعوات المثيرة للجدل التي يطلقها تنظيم ما يعرف بـ«الجبهة السلفية» -ائتلاف يتبع المنهج السلفي، تأسس في أعقاب ثورة 25 يناير 2011- حيث دعت الجبهة إلى تظاهرات «إسلامية» في الذكرى الخامسة للثورة، الاثنين المقبل، وقالت في بيان أمس الأول: «مستمرون في مسارنا الثائر في ذكرى الثورة، منطلقين وفق هويتنا المسلمة».

Ad

وكانت «الجبهة السلفية» دعت في 28 فبراير 2014 إلى تظاهرات ما يسمى بـ»انتفاضة الشباب المسلم»، طالبت فيها أنصارها برفع المصاحف خلال التظاهرات، ما اعتبره مراقبون وقتها تقليدا لما قام به الخوارج في واقعة التحكيم الشهيرة في القرن الأول الهجري، بينما رجح مراقبون فشل تلك الدعوات بسبب ضعف تيار الإسلام السياسي بشكل عام، وعدم وجود قبول شعبي لهم في الشارع المصري.

دعوات «الجبهة السلفية» للتظاهر حملت اسم «خمسة أعوام من الثورة»، وحرضت فيها على النظام الحاكم، وقالت: «سنشارك لنؤكد أن الثورة ما زالت مشتعلة»، وبررت ما سمته بـ»الهدوء النسبي في المد الثوري»، خلال الفترة الماضية إلى شدة القمع وحملات التشويه من قبل الإعلام، وأضافت: «ثورة يناير أقرت حقيقة ان تغيير النظام ممكن، وأن البطش مهما عظم لن يثني الشباب شيئا».

وقلل الباحث في شؤون الحركات الإسلامية صبرة القاسمي من دعوات «الجبهة» للتظاهر، وقال: «رغم كون الجبهة متشددة في أفكارها، فإنها لم يعد لها وجود إلا في الفضاء الإلكتروني، وفشل دعوتهم للتظاهر في 28 فبراير 2014 تحت اسم انتفاضة الشباب المسلم خير شاهد على ذلك».

ولفت القاسمي، في تصريح لـ«الجريدة»، إلى أن الدعوات التي خرجت من قبل التيارات الدينية قبل حلول ذكرى الثورة لن يكون لها صدى أو أثر ملحوظ في الشارع المصري حتى دعوات «الإخوان» للتظاهر.

وأوضح القيادي السابق في تنظيم الجهاد نبيل نعيم أن «الجبهة السلفية» لن تنجح في الحشد لذكرى الثورة، لافتا إلى أنها تنتمي إلى «السلفية السرورية» التي تتبنى أفكار «السلفية الجهادية»، وقال لـ»الجريدة»: «السرورية تختلف عن المنهج الإخواني والتيار السلفي التقليدي، فهي مزج بين ابن تيمية وسيد قطب»، مشيرا إلى أنهم يركزون على مبدأ الحاكمية، والبراءة من غير المسلمين.