بعد منع الفنان أحمد بدير من عرض مسرحيته {غيبوبة} في المحافظات المصرية، بسبب هجومه المستمر على  ثورة 25 يناير، وسخريته من شبابها وشهدائها، سيطرت حالة من السعادة والفرح على الأوساط الثقافية ومواقع التواصل الاجتماعي.  كذلك كانت مواقع التواصل الاجتماعي أجبرت الفنان تامر عبد المنعم على إعلان اعتزاله التمثيل، وغلق صفحته على مواقع التواصل، بعد هجوم تعرض له فيلمه {المشخصاتي 2}، الذي يتطاول فيه على ثورة يناير، إضافة إلى سخريته من جماعه {الإخوان}.

Ad

فهل نحن إزاء إعادة القوائم السوداء للنجوم الذين هاجموا ثورة يناير؟  

ترى الفنانة تيسير فهمي أن ما حدث مع أحمد بدير طبيعي ويدعو إلى الفرح والفخر بأن ثمة من يحمي ثورته ضد كل من يهاجمها، لا سيما تصريحاته ومواقفه المستفزة التي استهانت بكل من شارك في هذه الثورة، وكل من سقط فيها شهيدا أو جريحاً، موضحة أن {الهجوم كان قوياً ومدعوماً من مؤسسات كبيرة وقنوات، ولم نكن على دراية بهذا المُخطط الكبير، ولم نستطع مواجهته}.

تضيف: {بدير وطلعت زكريا وحسن يوسف مجرد أدوات في هذا المخطط، وقد فشل فيلم زكريا {الفيل في المنديل}، الذي طرح في دور العرض في أعقاب الثورة نتيجة حملات المقاطعة التي شنها الجمهور ضده}.

وتدعو إلى الاستمرار في هذه الحملات ضد كل من شارك في تزييف التاريخ وإفساد عقول المواطنين، بتشويه حدث هو الأهم في تاريخنا الحديث، لافتة إلى أن {لحرية الرأي حدوداً شرط عدم تزييف تاريخ دولة أو حدث مهم، وبالتالي يمكن اعتبار حملات الهجوم والمقاطعة حرية رأي أيضاً}.

أعداء الثورة والشعب

تعتبر الناقدة ماجدة خير الله الموقف ضد أحمد بدير موقفاً ضد كل من هاجم الثورة، مشيرة إلى أن بدير تفرغ في الفترة الأخيرة للحديث في السياسة، وأجرى مداخلات هاتفية في برامج تلفزيونية ضد الثورة ونافق الدولة ومؤسساتها، بالتالي كان على الجمهور اتخاذ موقف منه.

حول عودة القوائم السوداء لأعداء الثورة والشعب، تضيف: {على كل من قرر التحدث في السياسة واتخاذ موقف ما أن يتحمل العواقب، لأن من حق الجمهور أن يُقاطع ويُهاجم من يريد ليقف عند حده. لا يتعلق الأمر بآراء شخصية أو بأمور ثانوية، بل بحدث ضخم له أهميته، ويعني الوقوف ضده الوقوف ضد كل التاريخ والمستقبل}.

 بدوره يشير الناقد نادر عدلي إلى أن ما حدث مع أحمد بدير ليس بسبب موقفه من الثورة  فحسب، لكن بسبب تصريحاته المستمرة في السياسة عن جهل وعدم معرفة، فهو لا يترك قضية أو موقفاً مع أي مؤسسة أو جهة حكومية إلا ويتدخل، ويناصر الدولة والشرطة، ضد المواطنين من دون أن يعلم من المُخطئ ومن المظلوم. المهم بالنسبة إليه أن يقف مع المسؤولين}.

يضيف: {يختلف الأمر مع تامر عبد المنعم، لأنه حاول قدر الإمكان أن يفصل بين موقفه الشخصي وعمله كفنان، بمعنى أن فيلمه {المشخصاتي 2} يُهاجم {الإخوان}، ويسخر من مرسي، ويبتعد، إلى حد ما، عن مهاجمة الثورة وشبابها. وسواء اتفقنا مع هذا العمل أو اختلفنا، لكنه اختار مساحة اتفق عليها الجميع وهي السخرية من {الإخوان} ليضمن النجاح}.

يتابع: {قدم عادل إمام في العام الماضي عملاً درامياً يُهاجم الثورة، ولم نسمع أي حملة مقاطعة ضده، كذلك الأمر بالنسبة إلى فيلم إلهام شاهين الذي طرح منذ عام، والعملان لم يُحققا أي نجاح، لأنهما، فنياً، أقل من المستوى، وليس بسبب أي مقاطعة، الأمر هنا خاص بـأحمد بدير، كما حدث مع طلعت زكريا}.

مؤامرة وإهانة

يعزو المنتج السينمائي الدكتور محمد العدل ما حدث مع أحمد بدير، إلى النص المسرحي الذي يصف الثورة بالمؤامرة، وكل من شارك فيها ببلطجي هدفه التخريب، لافتاً إلى أن المسرحية من إنتاج الدولة، وتُعرض على مسارحها التي تتحدث عن اعترافها بالثورة وأهميتها في تاريخ مصر.

يضيف: {ما حدث كان من الممكن أن يحصل مع أي بطل في هذا العرض بسبب نصه الذي يُشكل إهانة للدولة ولكل مواطن في  مصر، ولا  علاقة له بشخص أحمد بدير، وإن كان يستحق أكثر من ذلك، لأنه لا يترك فرصة إلا ويخرج علينا منافقاً للدولة، وباحثاً عن دور في الإعلام، وموقفه خلال أزمة أحمد مالك دليل على ذلك، حينما هاجم الأخير، وأعلن انسحابه من العمل، اعتراضاً على الوقوف أمام هذا الفنان بسبب ما فعله، في حين أن بدير ومالك صورا دوريهما ولا مجال للانسحاب، ولكنه بدير الباحث عن أي فرصة لنفاق الدولة}.

يتابع أن رد الفعل تجاه هذه المسرحية سيحدث مع أي فنان يتطاول على هذا الحدث العظيم أو يُهين من شارك فيه، وهذا رأي الجمهور من دون أن يحركه أحد.

بدوره يؤكد الكاتب الدكتور عمار علي حسن أن أحمد بدير خرج على النص، وحوّل العمل إلى سخرية كاملة من الثورة، ووصفها بشكل صريح بالمؤامرة، في حين أن النص الأصلي مختلف تماماً.

يضيف: {رد فعل أهالي السويس والقليوبية رسالة واضحة إلى كل من يحاول تزوير التاريخ والسخرية من الثورة، خصوصاً أن في السويس سقط أول شهيد في الثورة، ثم موقف بدير من الثورة واضح من البداية، ولا يترك فرصة إلا ويهاجمها، ويعلن تأييده الكامل لمبارك، وبالتالي كان لا بد من الرد عليه}.

هجوم من الإخوان

على عكس كل ما قيل، يرى أحمد بدير أن العمل يتحدّث عن الثورة بشكل جيد، ولا يهاجمها كما يدعي البعض، مؤكداً أن من هاجموا العرض المسرحي هم من {الإخوان} أو من {6 أبريل}، لأنه هاجمهم في المسرحية.

يضيف أن المسرحية تُعرض منذ فترة طويلة، ولم يتحدث عنها أحد أو يُطالب بمنع عرضها بحجة مهاجمتها الثورة، وأن {غيبوبة} الأهم في تاريخه الفني، حتى إنها أهم من مسرحية {ريا وسكينة}، وهو شارك في كتابة النص المسرحي.