باريس تبني قرية خضراء عائمة فوق طريق دائري
خلال بضع سنوات، سيتحول موقف للسيارات عند طرف باريس إلى ما يدعوه المهندسون «قرية عائمة في وسط غابة»- أبنية مغطاة بالأشجار تعلوها منازل على السطح تمتد على شكل جسر مشاة فوق طريق عام مجاور.ويقول منال راشدي، وهو مؤسس أوكسو آركيتكتس، التي تتخذ من باريس مقراً لها، والتي تشاركت مع سو فوجيموتو في التصميم «أنت تصعد وتمر عبر الغابة، ثم تذهب إلى منزلك الصغير وحديقتك. ولديك حقاً منزلاً عادياً فوق المبنى، والفارق الوحيد عن المنزل العادي هو أنك تتمتع بمنظر برج ايفل»، وأنت محاط بألف شجرة وفي وسط المدينة.
وسيمتد البناء الذي يقع عند حدود المنطقة الإدارية الـ17 فوق الطريق الدائري للمدينة الذي يفصل مركز المدينة عن الضواحي.ويقول راشدي «إنه يشكل مادياً فجوة كبيرة جداً بين باريس والمناطق المحيطة بها، ويتمثل أحد التحديات في إزالة تلك الفجوة التي خلقها هذا الطريق العام، والخطوة الأولى هي إقامة هذا المتنزه مع أشجاره، وفي وسع أي شخص الصعود وعبور ذلك الطريق عبر المتنزه».ويقع جسر المشاة المملوء بالأشجار على طبقة واحدة، وتعج الطبقة الأخرى بمنازل وشقق صغيرة لعائلة واحدة، كما توجد أيضاً مجموعة مكاتب ودور رعاية نهارية ومطاعم. ويمتد البناء نحو الأسفل مثل هرم معكوس، لتوفير الحد الأقصى من المساحة العامة في المتنزه في الأسفل. وسبق لراشدي وفوجينوتو أن صمما أبنية مغطاة بالأشجار على غرار المبنى العالي في مونبيليه في فرنسا، ولكنهما لمسا حاجة أكبر إلى توفير مساحة خضراء في باريس.ويقول راشدي إن «واحدة من الأفكار الرئيسية هي كيفية ابتكار طريقة جديدة للعيش في باريس، وهي مدينة حجرية تخلو إلى حد كبير من الأشجار والحياة النباتية. نحن أردنا خلق هذه المساحة المحاطة بالطبيعة والمرتبطة بالمدينة ولكنها محاطة بالطبيعة».قد لا يصبح وضع الخضرة على الأبنية ظاهرة شائعة ولكنها ليست مجرد فكرة تصميم، لأن الأشجار تساعد على تصفية التلوث وتقاوم درجات الحرارة المرتفعة في المدن، وتضفي المزيد من السعادة على السكان المقيمين في الجوار، كما أن وضعهم على أبنية يوفر منافع اضافية.ويضيف راشدي «إنها استجابة للاحتباس الحراري، ونحن نعلم الآن عبر التجارب أن السطوح العادية يمكن أن تفضي إلى تسرب الطاقة، ولكنها عندما تكون مغطاة بخضرة أو أشجار فنحن نوفر الطاقة، وقد أصبح ذلك اتجاهاً الآن، لأنه يمثل طريقة أخرى لاستهلاك كمية أقل من الطاقة وحماية الأبنية».وسيعمل البناء الجديد بمزيج من الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية. وتربط «حلقة طاقة» كل أجزاء البناء المختلفة، لذلك إذا قام مطعم بإنتاج طاقة زائدة، على سبيل المثال، فإن تلك الطاقة يمكن أن تستخدم من قبل مكتب أو منزل في الأعلى. نحن نهدف الى خلق نظام بيئي للعيش». وسيبدأ البناء في هذا المبنى الذي كان أحد الفائزين في مسابقة «رينفتر باريس» أخيراً خلال العامين المقبلين، وسيكتمل في سنة 2021 أو 2022.