سلطت مسرحية «العرس» للمخرج هاني النصار الضوء على قضايا المرأة، والظلم الذي تتعرض له من المجتمع.

Ad

قدمت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية، مساء أمس الأول، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي، مسرحية «العرس»، التي حصدت جوائز الدورة الـ16 من مهرجان الكويت المسرحي على خشبة مسرح حمد الرجيب، من تأليف فلول الفيلكاوي، وإخراج هاني النصار.

واختارت الفيلكاوي توليفة مميزة شملت تسليط الضوء على قضايا المرأة، وحالة الظلم والقهر التي تتعرض لها من قبل المجتمع، والفوارق الطبقية التي كانت ومازالت أساس ومحور الحياة، من خلال حمل الكثير من المعاني الاجتماعية والفوارق الطبقية بين الطبقة الرأسمالية والكادحة، في إطار من التراث الكويتي.

نفوذ المال

أما المخرج هاني النصار فقد استطاع صياغة أفكارها لتتناسق مع المؤلفة الفيلكاوي، من خلال تقديمه لأول مرة نصا مسرحيا من التراث الكويتي، بعيدا عن التوجه السياسي، من خلال أعماله المسرحية التي قدمت من قبل، والمزج بين اللهجة المحلية واللغة العربية الفصحى وتسليط الضوء على قضايا هامة من صميم المجتمع، عبر ثلاث قصص حب تنتهي بالفشل، لسيطرة نفوذ سلطة المال، التي تمثلت في شخصية النوخذة والطواش وكبير التجار، والتشابه في الحالات المتكررة.

وأكد النصار الظلم والقمع الذي بات متكررا مع اختلاف الحكايات، من حيث الموافقة على زواج بنات التجار ممن هم أقل في المستوى، وإن كانت بداية العرض المسرحي من خلال أغنية «هب السعد» التي أوحت لنا بالبداية المبهجة للعمل الذي جاء مخالفا للتوقعات.

وجاء الأداء التمثيلي للطلبة المشاركين في العرض المسرحي بشكل احترافي من خلال مواجهتم للجمهور، وتطور أدائهم عما قدموه في العرض الأول فكانت البطولة جماعية، ولكل منهم ما يميزه من خلال الغناء والكوميديا والأداء المتقن، ومرونة الحركة في التشكيل الجماعي للمشاهد التي كانت في ذروة الصراع الدرامي وتحرير المرأة من قيود المجتمع الطبقي.

سينوغرافيا رائعة

وجاءت المؤثرات الصوتية والأغاني من صميم التراث والموروث الشعبي الكويتي الذي أكد هوية ودلالة النص، لاسيما أيضا اعتماد الممثلين على الغناء الحي مثل آلاء الهندي على خشبة المسرح، مرورا بالأغاني التي قدمها رواد الطرب الكويتي، والتي تميزت بالشجن.

أما السينوغرافيا، التي صممها فهد المذن، فكانت مواكبة للنص والإخراج، من خلال تصميمه المستويات المسرحية على الخشبة، وتوضيح حالة الفوارق الطبقية وحالات الظلم والصراع والتعذيب من أبناء الفريج، والإضاءة بدلالتها اللونية التي نقلت الجمهور مع الحدث من مشهد لمشهد، والحوار الجماعي الختامي للمسرحية «ما نبي عرس ما نبي عرس أسود ما نبي عرس دم»، وهو إسقاط مباشر لنبذ العنف والدم في المجتمع الكويتي، وتوحيد الهوية الوطنية.

العمل من بطولة يوسف الحربي وهاني الهزاع وإبراهيم نيروز وإبراهيم الببراوي ومحمد عاشور ومشعل العيدان وعبدالعزيز التركي وعبدالله الدرزي وجراح مال الله وسالي فراج ونور الغندور وروان الصايغ وآلاء الهندي وإيمان الفيصل.

يذكر أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ممثلا في الأمين العام لقطاع الثقافة محمد السعوسي، قام بتكريم فرقة المعهد بتقديم شهادة تقدير ودرع تكريمي لمخرج «العرس» هاني النصار.