«25 يناير»... ميادين بلا ذكريات وثوار
لا أحد في مدينة الإسكندرية الساحلية ـ 220 كيلومترا شمال غرب القاهرة ـ يمكنه أن ينسى مشهد 25 يناير 2011، تلك الثورة التي اندلعت شعاراتها من عروس المتوسط، قبل شهور من انطلاقها في "ميدان التحرير" قلب القاهرة، حينما اغتالت الشرطة شاباً سكندرياً في أحد شوارع المدينة، مطلع يونيو 2010، بتهمة سرعان ما شكك القضاء فيها، ما جعل الآلاف يتظاهرون لعدة مرات، رافضين جريمة اغتيال خالد سعيد، الذي تحول وجه أيقونة لثورة يناير، مثلما كان الشهيد محمد بوعزيزي، رمزاً لثورة تونس.اليوم تحل الذكرى الخامسة لثورة "25 يناير"، من دون رسوم "غرافيتي" تخلد ذكرى خالد سعيد أو غيره، على جدران شوارع ثاني أكبر المحافظات المصرية، وإحدى أهم المدن المصرية التي شاركت في الحراك الثوري ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد مدينة السويس، التي اندلعت منها شرارة الاحتجاجات التي أسقطت حكم مبارك، حيث اختفت نهائياً من شوارع وميادين مدينة الثغر، لوحات "الغرافيتي"، التي توثق ذكريات الفاعليات الثورية على الجدران، بشكل لافت للنظر.
كما أن عدداً كبيراً من شباب ونشطاء الثورة السكندريين، باتوا الآن في السجون، بتهم التظاهر، أبرزهم الناشطة السياسية ماهينور المصري، والصحافي في جريدة البديل يوسف شعبان، وغيرهما، وسط عزوف باقي النشطاء عن المشاركة السياسية، وتراجع التواجد السلفي في المدينة، التي كانت تعد يوماً ما أحد أهم معاقل التيار المتشدد.الباحث في العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية ومنسق التيار الليبرالي الأسبق رشاد عبدالعال، يرى أن المشهد السياسي المتعلق بمحاربة الإرهاب، ساعد كثيراً على إتمام التحولات التي شهدتها المدينة الساحلية، إضافة إلى فكرة تصدير الخوف، واعتقال شباب "25 يناير"، ومحاكمتهم بتهم التظاهر، واصفا ميادين الثورة، مثل: ساحة مسجد القائد إبراهيم وحديقة ميدان سعد زغلول، بأنها تحولت إلى ساحة بلا "ذكريات".عبدالعال قال: "الميادين شهدت فاعليات التظاهر الرافضة لحكم جماعة الإخوان، ولا يجوز هذا الطمس المتعمّد للوحات الغرافيتي، التي وثقت بعضها فاعليات ثورة 30 يونيو ضد الجماعة والمحو المتعمَّد والممنهج لأي إشارة للثورة، ولاسيما وجه خالد سعيد، وخاصة أن محافظتي القاهرة والسويس شهدتا محواً أيضاً للوحات الغرافيتي، بشكل مفاجئ ومريب".