صادرات النفط الأميركية ترفع أسعار خام غرب تكساس الوسيط
تتوقع منظمة أوبك نمو الطلب على النفط في آسيا، بما يصل إلى 16 مليون برميل في اليوم بحلول سنة 2040، وفي حال حدوث ذلك، فإن آسيا سوف تصل إلى استهلاك أكثر من 46 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل أربعة أمثال استهلاك أوروبا.
قبل 40 سنة قررت الولايات المتحدة التي كانت تتعافى من أزمة عام 1973 النفطية حظر معظم صادرات نفطها الخام، وقد رفع ذلك الحظر من قبل الكونغرس في منتصف شهر ديسمبر الماضي.وانطلقت أول شحنة من النفط الأميركي بموجب القانون الجديد في 31 ديسمبر عبر ميناء كورس كريستي بولاية تكساس، وأفضى التدفق الجديد للنفط الأميركي الى حدوث تغير في أسعار الخام بصورة عامة، ولكن براميل النفط ليست متشابهة كلها، ويمكن للخام أن يطفو مثل قار أو "خفيف" على سطح الماء، وتراوح نسبة الكبريت من "الحلو" التي يمكن تجاهلها الى الشديد الحموضة.
وعلى الرغم من تداول المئات من الدرجات فإن التجار يستخدمون حفنة من أسعار الأساس في السوق، وخام برنت – من بحر الشمال – هو المقياس الدولي في الوقت الراهن، في وقت يفضل الأميركيون درجة مماثلة تعرف باسم نفط غرب تكساس الوسيط.وكان نفط غرب تكساس الوسيط في الماضي سعر الأساس الرئيس على صعيد عالمي، ويتمتع هذا النفط بمئات المزايا التي تتفوق على خام برنت، وعلى سبيل المثال فهو يأتي من نقطة التوصيل في كاشنغ بأوكلاهوما عن طريق خط أنابيب، وبذلك يمكن بيعه بكميات مختلفة ومتنوعة.وعلى العكس من ذلك، فإن خام برنت يمكن أن يباع بالناقلات فقط، ونظرا لأن خام برنت يشهد صفقات أقل وأكبر حجما يصعب تحقيق أسعار متواصلة وثابتة، ويمكن مشاهدة السعر المتغير بشكل دائم لنفط غرب تكساس الوسيط بصورة مباشرة، ما يجعله أكثر شفافية. ويرتبط خام برنت بإقليم يتسم بهبوط النفط، فهو يأتي من حفنة من الحقول فقط، بينما يتحقق عقد نفط غرب تكساس الوسيط بأي كمية مناسبة يتم ايصالها الى كاشنغ.ميزة حيويةلكن نفط غرب تكساس الوسيط يتمتع بميزة حيوية، وكان حظر التصدير يعني فصله عن أسعار النفط العالمية في حال انتاج الولايات المتحدة كمية من الخام تزيد على المتوقع، وذلك لأن الفائض لا يمكن تصديره. وطوال معظم أواخر القرن العشرين كان ذلك الخطر افتراضياً، لأن إنتاج الولايات المتحدة كان يتراجع بصورة ثابتة، أما في السنوات الأخيرة فإن طفرة وتحسن الزيت الصخري أفضيا الى إحياء وازدياد الإنتاج الأميركي. ثم ظهرت تخمة الخام، وكان ذلك أولا في كاشنغ ثم انتقلت الى مجموعة من المصافي في خليج المكسيك.وقد دفع ذلك أسعار الخام الأميركي الى مستويات أدنى من سعر برنت، وبلغت الأسعار ذروتها في سنة 2011 عندما وصلت الى 28 دولارا للبرميل، وعندما بدأ دور سعر نفط غرب تكساس الوسيط يضعف تدريجيا في الأسواق العالمية قرر التجار رفضه وتفضيل خام برنت عليه.لكن استئناف الصادرات النفطية الأميركية غير ذلك كله، ويتم تداول سعري الأساس في الوقت الراهن عند السعر نفسه بشكل تقريبي، ثم استعاد نفط غرب تكساس الوسيط مركزه على شكل سعر الساس الأكثر تداولا.وعلى أي حال فإن هذا التقدم والتراجع قد يثبت أنه مجرد إلهاء، مقارنة مع تحول آخر في سوق النفط: مركز الجاذبية والثقل الخاص به يتثاقل نحو الشرق، كما أن منظمة أوبك تتوقع نمو الطلب في آسيا، بما يصل الى 16 مليون برميل في اليوم بحلول سنة 2040، وفي حال حدوث ذلك، فإن آسيا سوف تصل الى استهلاك أكثر من 46 مليون برميل يومياً – أي ما يعادل أربعة أمثال استهلاك أوروبا. ومع نمو آسيا، فإنها سوف تصبح قوة مهيمنة في الأسواق العالمية.سعر الأساس الجيدويتعين أن يعكس سعر الأساس الجيد العرض والطلب بالنسبة الى النفط، حيث يتم استخدامه. وقد يستمر نفط غرب تكساس الوسيط في التأثر بالاختناقات في السوق الأميركية – كما أن خام برنت يعكس سوق النفط في شمال غرب أوروبا، وكان ذلك إيجابيا ذات مرة، ولكن مع تراجع حصة أوروبا من الطلب العالمي على النفط لم يعد القرب من القارة ميزة كما كانت الحال في الماضي.ويشير ذلك الى أن سعر الأساس الآسيوي سوف يرتفع الى المقدمة، ويخطط سوق شنغهاي الدولي للطاقة لإطلاق عقده باليوان الصيني في هذه السنة، وسوف يواجه سعر الأساس الجديد صعوبة في الإقلاع – ويرجع ذلك الى أن الرقابة على رأس المال في الصين تجعل من الصعب بالنسبة الى الأجانب شراء اليوان اللازم لتحقيق العقود. والتحول العنيف في أسواق الأسهم الصينية أفضى الى مثال مقلق بالنسبة الى المستثمرين، ولكن الوقت في جانبه.