أوباما ينتقد حلفاء واشنطن في أوروبا والشرق الأوسط
مع اقتراب خروجه من البيت الأبيض، يبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تخلى عن دبلوماسيته، حيث عبر في مقابلة نشرتها مجلة «ذي أتلانتيك»، أمس الأول، عن مواقف متصلبة ودفاعية عن سياساته الخارجية، ووجه انتقادات لاذعة لحلفاء تاريخيين لواشنطن في أوروبا والشرق الأوسط.وفي المقابلة المثيرة، انتقد أوباما الذي يقضي عامه الأخير في البيت الأبيض، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، معتبراً أن «ليبيا غرقت في الفوضى»، بسبب أن الأول «كان مشتتاً ومشغولاً بأمور أخرى»، في حين كان الثاني «يريد التباهي بنجاحاته في الحملة الجوية»، مقراً بأن دعمه لتدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا كان «خطأً».
وتناول، في تصريحاته التي أثارت ردوداً في وسائل الإعلام البريطانية واعتبرتها «هجوماً غير مسبوق» من قبل رئيس أميركي في منصبه على أكبر مسؤول بريطاني، الوضع في الشرق الأوسط، مؤكداً أن «المنافسة بين السعوديين والإيرانيين ساعدت في إذكاء الحروب بالوكالة في سورية والعراق واليمن»، ومحذراً من أن «الفوضى لن تنتهي إلا إذا تمكنت السعودية وإيران من التعايش معاً والتوصل إلى سبيل لتحقيق نوع من السلام البارد».وقال «إن بعض حلفاء واشنطن في منطقة الخليج يتطلعون إلى جرها إلى صراعات طائفية طاحنة»، موضحاً أن مصالح بلاده تقتضي «الخروج من الصراعات الدموية في الشرق الأوسط حتى يتسنى لها التركيز بصورة أكبر على أجزاء أخرى مثل آسيا وأميركا اللاتينية». وبيّن أن هناك حدوداً للمدى الذي يمكن أن تذهب إليه الولايات المتحدة لحماية المنطقة، مشيراً إلى أن «هناك دولاً فشلت في توفير الرخاء والفرص لشعوبها. وهناك أيديولوجية عنيفة ومتطرفة أو أيديولوجيات تنشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي».وتابع: «هناك دول بها القليل جداً من العادات المدنية، وبالتالي حين تبدأ الأنظمة الشمولية تتداعى فإن المبادئ المنظمة الوحيدة الموجودة تكون الطائفية».وفي سورية، التي تعاني حرباً أهلية دخلت عامها السادس، دافع الرئيس الأميركي عن قراره عدم تنفيذ ضربات ضد نظام الرئيس بشار الأسد عام 2013، رغم استخدامه السلاح الكيماوي ضد معارضيه، وقال: «بالنسبة لي كنت أعلم أن الضغط على زر الإيقاف المؤقت في تلك اللحظة سيكلفني من الناحية السياسية. أعتقد في نهاية المطاف أن هذا كان هو القرار السليم».ووجه أوباما توبيخاً لمن وصفهم بالذين يحاولون الحصول على رحلة مجانية، في إشارة الى دول الخليج وبعض الحلفاء الأوروبيين، ومن بينهم بريطانيا، مشدداً على أنهم «لا يشاركون في الجهود العسكرية ويعولون على الولايات المتحدة للتدخل لحل النزاعات، في حين يبقون هم خارج اللعبة!».(واشنطن- أ ف ب، رويترز)