تتجه أنظار وعقول وقلوب الكويتيين اليوم صوب مدينة زيوريخ السويسرية، حيث مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي يعقد مؤتمره العام "الكونغرس"، وهو يوم مفصلي في أزمة الكرة الكويتية، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من أزمة الرياضة.

Ad

وسيشهد المؤتمر العام التصويت على توصية اللجنة التنفيذية التي رفعتها خلال اجتماعها أمس الأول الخميس، بتأجيل النظر في قرار تعليق الكرة الكويتية، الذي اتخذه الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم 17 أكتوبر الماضي، وذلك إلى موعد عقد الجمعية العمومية العادية المحدد لها يومي 12 و13 مايو المقبل بالعاصمة المكسيكية- مكسيكو سيتي.

الاتجاه يسير نحو القبول

ويحسم المؤتمر العام (الكونغرس) اليوم مصير توصية اللجنة التنفيذية، سواء بالموافقة أو الرفض، وبحسب الأرقام فإن القرار الذي سيتخذ على الأرجح هو الموافقة على التوصية، لاسيما أنه لا يتطلب إلا موافقة 50%+1 من عدد أصوات الجمعية العامة، أي 104 أصوات من أصل 209 هم أعضاء الاتحاد الدولي، بينما رفض الإيقاف يحتاج إلى 75 في المئة، أي 154 صوتاً.

الرفض  أو الموافقة

وترجع صعوبة رفض التوصية إلى أن المناهضين لمرشح الرئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم سيصوتون بكل تأكيد بنعم، لاسيما أنه من المعروف للقاصي والداني أن الاتحاد الكويتي، بالإضافة إلى الاتحاد الإندونيسي "الموقوف" من الڤيڤا، والذي يحسم مصيره اليوم أيضاً، أعلنا بشكل واضح وصريح التصويت لسلمان في الانتخابات، ومن ثم فمن البديهي أن رفض التوصية يعني فوز معسكر الشيخ سلمان المنافس الشرس لهم بصوتي الاتحادين، علماً بأن الفارق في صراع الانتخابات سيكون ضئيلا جداً.

والغريب في الأمر، أن المتنفذين الذين يعملون بقوة ضد القوانين الوطنية تبنّوا من قبل توجه تأجيل النظر في ملف الكرة الكويتية لسببين الأول، مواصلة ضغوطهما على الحكومة ومجلس الأمة لتعديل القوانين الوطنية، بما يتماشى مع مصالحهما الشخصية، من أجل عودة رفع تعليق نشاط الكرة على المستوى الخارجي.

التحركات الشعبية تسبب الحرج  

أما السبب الثاني فيتمثل في الثمار الجيدة التي حصدها التحرك الشعبي والبرلماني من خلال الوفد الذي تم تشكيله مؤخرا، وزار دول البحرين والإمارات وقطر والسعودية، للحصول على دعمها والموافقة خلال المؤتمر العام "الكونغرس" للڤيڤا، من أجل رفع تعليق النشاط الكرة الكويتية، لذلك شعر المتنفذون بحرج بالغ من رفع التعليق دون أن يكونوا في الصورة من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم تحقيق مآربهم الشخصية التي وضعوها فوق كل اعتبار، لذلك حاربوا من أجلها الجميع، وتسببوا في إحراج الدولة والحكومة على المستوى الخارجي، وأضروا كثيراً بمصالح الكرة والمنتخبات الوطنية والأندية واللاعبين!

دعم هائل

يذكر أن التحرك الشعبي والرسمي تمكّن من التواصل مع الكثير من الاتحادات، بما يضمن موافقة 53 منها بسهولة، لاسيما في ظل الدعم الهائل والمساندة من الدول الخليجية الشقيقة، التي تبنّت كل منها إجراء اتصالاتها بالاتحادات التي ترتبط معها بعلاقات وثيقة جداً.

وما يثير الدهشة والغرابة، هو الموقف السلبي للاتحاد الكويتي الذي لم يتحرك "قيد أنملة"، للحصول على أية أصوات من أجل رفع تعليق النشاط"، وفاجأ الجميع بصمته المطلق تجاه القضية، وكأن الأمر لا يعنيه بالمرة، على الرغم من أن مسؤوليه يطلقون التصريحات التحريضية على القوانين الوطنية في وقت سابق، والحديث بشكل صريح تارة وبالتلميح تارة أخرى، بشأن التدخل الحكومي في شؤونه الداخلية، وهو أمر لا يمت للحقيقة بصلة، سواء من قريب أو من بعيد.

وموقف الاتحاد المتخاذل من شأنه أن يشجع الاتحادات المترددة، أو التي ترتبط بعلاقات وطيدة مع مسؤوليه، ويؤدي في النهاية إلى تعنتها في عدم الموافقة على رفع تعليق النشاط!

4 حكام في النخبة رغم الإيقاف!

غادر أمس الحكام الدوليون علي محمود، وعباس غلوم، ويعقوب المطيري، وعلي بهزاد إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، للمشاركة في اختبارات الحكام النخبة التي تُجرى تحت اختبارات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

وثمة أسئلة تطرح نفسها بقوة حول الحكام الأربعة في هذه الاختبارات، ومنها كيف شارك هؤلاء رغم إيقاف نشاط الكرة على المستوى الخارجي؟ ولماذا يرفض الاتحاد الآسيوي مشاركة الأندية في بطولاته ويوافق على مشاركة الحكام في اختباراته؟

والإجابة بالطبع عند المتنفذين من أبناء الكويت القادرين على إجراء اتصالاتهم لتفعيل قرار الإيقاف تارة، وإلغائه تارة أخرى!