في مؤشر على نوعية الضرر، الذي بدأ المرشح الشعبوي للانتخابات الأميركية الرئاسية دونالد ترامب إحداثه داخل المجتمع الأميركي، أظهر استطلاع للرأي أن نصف الناخبين الأميركيين يؤيدون اقتراح ترامب حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.

Ad

أظهر استطلاع للرأي، أن نحو 50 في المئة من الناخبين الأميركيين يؤيدون فرض حظر مؤقت على جميع المسافرين المسلمين إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي دعا إليه المرشح الجمهوري الشعبوي دونالد ترامب.

ووفق الاستطلاع الذي نشرته شركة "مورنغ كونسالت" للخدمات الصحافية والبحثية واستطلاعات الرأي، أمس الأول، دعم 71 في المئة من الجمهوريين الحظر، مقابل 34 في المئة من الناخبين الديمقراطيين و49 في المئة الناخبين المستقلين.

وعلى الرغم من أن تأييد المنع بنسبة 84 في المئة ظهر من قبل أنصار ترامب، فإن الاستطلاع يظهر أن 65 في المئة من أنصار تيد كروز، و48 في المئة من مؤيدي جون كاسيك.

في المقابل، أظهر الاستطلاع أن 34 في المئة من الناخبين يؤيدون فكرة انتصار أميركا على تنظيم "داعش" من دون استخدام تقنيات الاعتراف والتعذيب، في حين أبدى 21 في المئة عدم معرفتهم بالموضوع.

إضافة إلى ذلك، أظهر الاستطلاع أن 76 في المئة من الناخبين يرون أنه يتوجب على الشركات مساعدة الحكومة، لتحديد الإرهابيين المحتملين.

في السياق، قال وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون، أمس، إن الخطاب الحاد بشأن المسلمين من قبل مرشحي الرئاسة المحتملين عن الحزب الجمهوري يقوض جهود الأمن القومي.

ولدى سؤاله عن تعليقات للمرشحين الجمهوريين المحتملين للرئاسة ترامب وكروز، قال جونسون إن تركيز الحديث على مجموعة بعينها يعرقل مساعي الحكومة لبناء صلات مطلوبة لإجهاض أي هجمات محتملة.

وقال: "التعليقات التحريضية عن تعزيز الأمن في الأحياء التي يقطنها مسلمون أو منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة أو وضع سياسة للهجرة على أساس ديني يأتي بنتائج عسكية على أمننا الداخلي ومصالح الأمن القومي".

أوباما

من جهته، ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما بعض اللوم في النغمة السائدة في حملة الانتخابات الرئاسية على الصحافيين المشتغلين في الحقل السياسي الذين تأثروا بتقليص الميزانيات المخصصة للأخبار ويركزون على التغريدات والوسم (هاشتاغ) في وسائل التواصل الاجتماعي.

وحث أوباما الصحافيين الليلة الماضية في حفل عشاء مخصص لجوائز الصحافة على توجيه أسئلة صعبة للمرشحين الطامحين إلى الرئاسة. وعبَّر عن انزعاجه من النغمة المتدنية والعنف الذي يحدث في التجمعات السياسية والوعود غير الواقعية التي تطلق خلال الحملات الانتخابية، والتي تحتل دوما عناوين الأخبار، في تلميح مستتر إلى المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب.

وقال: "السؤال الأول الذي يوجه لي وأنا أسافر خارجيا أو أتحدث مع زعماء العالم الآن هو ما حدث لأميركا؟"، واصفا قلقا دوليا على استمرار الولايات المتحدة في أداء دورها بشكل فعال.

وأضاف: "ليس هذا لأن الناس في أنحاء العالم لم تشهد سياسات مجنونة، لكن لأنهم يفهمون أن أميركا هي المكان الذي لا يمكن أن تتحمل سياسات مجنونة تماما".

وصرح أوباما بأن الساحة الإعلامية تغيرت تماما منذ عام 2008، حين كان "هناك ثمن إذا قلت شيئا وفعلت عكسه تماما".

وتابع: "السؤال هو هل هذا لا يزال صحيحا وسط المناخ الإعلامي الحالي؟ هل هذا قائم؟".

وقال إن المنظمات الإخبارية عليها مسؤولية التعمق، رغم سرعة عصر الهواتف الذكية والضغوط المالية الشديدة على قطاع الأخبار.

«الكابيتول»

من جهة أخرى، أغلق مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس، أمس، إحدى بوابات مركز الزائرين، الذي تعرض أمس الأول لإطلاق نار، فيما فحصت السلطات الأميركية طردين مريبين في المكان.

وقالت شرطة الكونغرس، في بيان، إن الطردين وجدا قرب مكتبة الكونغرس في الناحية المقابلة من الشارع، وأضافت بعدها بقليل أنها فحصت أحد الطردين وتأكدت من سلامته.

وأوضح البيان أن أحد مدخلين لمركز الزائرين أغلق لحين انتهاء التحقيق، مضيفاً أن ذلك لم يؤثر في مقر الكونغرس ولا على المباني الإدارية التابعة له.

وأفاد شاهد من "رويترز"، بأن الجانب الشرقي من مجمع الكونغرس مغلق وسط نشاط للشرطة في المنطقة الممتدة بين المحكمة العليا ومكتبة الكونغرس، مضيفاً أن فرقة للمفرقعات موجودة في المكان.

وكشفت التحقيقات أن الرجل الذي استهدف مبنى الزوار في الكونغرس الأميركي أمس الأول هو أميركي مدع للنبوة ومعروف للسطات يدعى لاري رسل داوسون (66 عاما)، وكان ممنوعاً من الاقتراب من المكان بقرار من المحكمة.

وروى رئيس شرطة الكونغرس الأميركي ماثيو فيرديروسا ما حدث أمس الأول، قائلا: "دخل رجل راشد المرفق الشمالي بمركز الزوار التابع للكونغرس. وأثناء تحري إداري روتيني، أخرج الرجل ما يبدو أنه سلاح وجهه نحو ضباط. أطلق أحد الضباط النار وأصاب المشتبه به، والذي عالجه طاقم طبي بعد ذلك. اعتُقل المشتبه به، ونُقل للمستشفى للحصول على العلاج، ويخضع المشتبه به لعملية جراحية".

وكان داوسون ممنوعا من الاقتراب من الكونغرس، لأنه أحدث فوضى وجلبة في قاعة مجلس النواب سابقا، حين راح يصرخ: "أنا نبي الله. أنا نبي"، وهو ما يردده دائما في كل مجلس يكون فيه، مضيفا على الصرخة بأنه لا يحترم أي قانون صنعه البشر.

وداوسون قسيس يقيم في ضاحية اسمها أنطاكية بجوار مدينة ناشفيل عاصمة ولاية تينيسي، لم يطلق النار على الكونغرس، بل شهر مسدسا، اتضح أنه كان لعبة مزيفا، ولم يكن حقيقيا.

وعند المدخل ارتبك القسيس حين وجد الحرس، فسحب مسدسه من جيبه، إلا أن حارسا أطلق النار عليه، وأصابه كما أصاب فتاة كانت قرب المكان، بعدها اكتشفوا أن المسدس هوائي، طالق لكريات صغيرة، بالكاد تقتل عصفوراً.

وكان إطلاق النار اثار الخوف من أن تكون عملية إرهابية استهدفت الكونغرس ومن فيه، إلا أن بعض أعضاء البرلمان والموظفين كانوا داخل مبناه، ثم بدأ من كانوا في المجمّع يتراكضون بحثا عن مكان آمن، وعمَّت الفوضى.

ولم يتم استيعاب ما حدث، إلا حين شرح رئيس وحدة الشرطة المكلفة بأمن مبنى الكابيتول، فذكر بعد ساعتين أن الحادث منعزل بلا بعد إرهابي، لكنه أحدث ارتباكا حتى للشرطة نفسها، فقبلها بساعات قامت بمناورة تدريب، ومحاكاة لكيفية التصدي لعمل إرهابي يستهدف المجمّع، فظنوا بداية أن إطلاق الحارس النار كان من توابع المناورة، حتى اكتشفوا أنه إطلاق رصاص حقيقي، وأن المرتمى المضرج على الأرض، هو القسيس.