أزمة الجداول في «التطبيقي»
الاتهامات التي مسّت أعضاء هيئة التدريس في «التطبيقي» بأنهم وراء أزمة الجداول ليست منصفة، فزيادة مكافأة الساعات الزائدة لم تخص الهيئة وحدها، بل شملت هيئة التدريس بجامعة الكويت كذلك، ومع أن هذه الزيادة أجر مقابل عمل، فإن هناك من درّس في «التطبيقي» خلال الفصول الدراسية والفصل الصيفي بدون مقابل.
لقد بدأت العمل عضواً في هيئة التدريس بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عام 1988، وبتقلد الكثير من المناصب الإشراقية، ومن هذه السيرة سأتناول موضوع أزمة الجداول في "التطبيقي"، وما نالها من لغط مسّ بسمعة أعضاء هيئة التدريس بالدرجة الأولى، وتسبب في عدم تمكن البعض من أبنائنا الطلبة في استكمال جداولهم الدراسية.ولأجل إبعاد أبنائي الطلاب والطالبات عن قضيةٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل سأسرد بعضاً من تاريخ هذه الأزمة دون تغيير أو تزييف للحقيقة، فمنذ إنشاء الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وهي المسؤولة عن قبول جميع الطلبة ممن لم يحالفهم الحظ في القبول بجامعة الكويت أو الحصول على بعثة دراسية في الخارج أو في الداخل، فضلاً عن قبول الهيئة لطلبة غير الحاصلين على الثانوية العامة. سأبدأ بشرح مختصر لنظام الدراسة في المعاهد التابعة للهيئة، والتي قد تبدو فيها مشكلة الشعب المغلقة أقل، لأن النظام الدراسي فيها فصلي وبجداول ثابتة، وعلى الطالب أن يجتاز جميع المواد الدراسية، وإلا فسيعيد الفصل الدراسي كاملاً، أما في كليات الهيئة فالنظام يختلف كلياً حيث تعتمد الدراسة على تسجيل المقررات الدراسية بنظام الوحدات كما هو معمول به في جامعة الكويت مع الأخذ بعين الاعتبار أن أغلبية الأقسام العلمية بالهيئة تعتمد نظام الدبلوم. البعض يصور أن أزمة الشعب مفتعلة وأنها من صنع أعضاء هيئة التدريس، وذلك بعد زيادة مكافأة الساعات الدراسية، إلا أن الحقيقة مغايرة لذلك، لأن مشكلة الشُّعب بالكليات بدأت منذ سنوات وقبل إقرار الزيادة، لكنها برزت بشكل أوضح نتيجة للزيادة الكبيرة في أعداد المقبولين من الطلبة والتي تحملت الهيئة الجزء الأكبر منها، حيث بلغت نسبة الزيادة في إحدى السنوات 18 في المئة.اليوم المشكلة مازالت قائمة رغم تعاون الجميع في حلها، وقد يكون طلبة كلية التربية الأساسية الأكثر تعرضاً لها، فهي وحدها تحتضن نصف أعداد الطلبة المقيدين بكليات "التطبيقي".الحلول التي تنتهجها إدارة "التطبيقي" في حل مشكلة الجداول كثيرة، وتسير وفق ما تقتضيه متطلبات جودة التعليم، وذلك بسد الاحتياجات الوظيفية من الكوادر التدريسية والتدريبية من خلال التعيين والابتعاث والندب، ولأجل ذلك ولأهمية الحفاظ على معيار الجودة يجب عدم الانجراف وراء التعيينات التي لا تتوفر فيها الكفاءة.الاتهامات التي مسّت أعضاء هيئة التدريس بكليات ومعاهد "التطبيقي" بأنهم وراء أزمة الجداول ليست منصفة، فزيادة مكافأة الساعات الزائدة لم تخص الهيئة وحدها، بل شملت أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت كذلك، ومع أن هذه الزيادة أجر مقابل عمل، فإن هناك من قام بالتدريس في التعليم التطبيقي خلال الفصول الدراسية والفصل الصيفي بدون مقابل.ودمتم سالمين