بدلا من أن تتفرغ للارتقاء بالحركة الرياضية، والعمل على دفع الرياضة للأمام، والتفكير بشكل علمي لتحقيق ميدالية أولمبية في ريو دي جانيرو، وبدلاً من أن تسخّر جهودها لرفع إيقاف النشاط الرياضي الجائر ودرء خطره عن الرياضة الكويتية، ما زالت اللجنة الأولمبية الكويتية تقف حجر عثرة، ليس فقط في المحاولات الحقيقية لرفع تعليق النشاط، إنما بالعمل الجاد والدؤوب في القضاء على كل هيئة رياضية ناجحة.

Ad

وحتى نكون منصفين، فالمقصود هنا ليس جميع الهيئات، بل تلك التي تختلف في الرأي والمواقف مع "الأولمبية"، التي لو تفرغت لعملها الحقيقي، بعيداً عن صراعاتها مع الحكومة تارة ومع بعض الهيئات تارة أخرى، لفرض هيمنتها ونفوذها، لحققت الرياضة في الكويت إنجازات سيرفع لها الجميع القبعة احترما وتقديرا.

وفي آخر حلقات هذا المسلسل، واصلت اللجنة الأولمبية الكويتية تعنتها ضد الاتحاد الكويتي للرماية ومحاربته بشكل واضح، من خلال عدم الاعتراف به على المستويات المحلية والقارية والعالمية، بهدف عرقلة مسيرته الزاخرة.

مواقف متناقضة

وأصرت "الأولمبية" على التقدم باستشكال للحكم الصادر من محكمة فض المنازعات الرياضية التابعة للمحكمة الكلية، التي قضت في 16 فبراير الماضي، بإلزامها بإصدار كتاب اعتراف بنادي الرماية الكويتي، كاتحاد وممثل وحيد لهذه الرياضة، لكنها سعت بقوة لعدم تنفيذ الحكم.

المخجل في الأمر، هو اعتراف اللجنة الأولمبية بنادي البولينغ كاتحاد، ودعم رئيسه الشيخ طلال المحمد، والذي بالمناسبة يتولى منصب نائب رئيس اللجنة، وهو غير مرشح من ناديه أو اتحاده، باعتبار اللعبة غير أولمبية، حتى نجح في الفوز بمقعد رئاسة الاتحاد الدولي.

وعلى الرغم من أن اللعبة في الكويت تعد ترفيهية، وأغلب إنجازاتها في بطولات استعراضية، ولم تحقق ربع ما حققته الرماية الكويتية، فإن اتحاد الرماية في المقابل يحارب نادي الرماية الكويتي، صاحب الإنجازات الأبرز في تاريخ الرياضة الكويتية، بتحقيق ميداليتين برونزيتين في أولمبياد سيدني 2000 وبكين 2012 عن طريق البطل الأولمبي فهيد الديحاني.

وتناقض موقف اللجنة الأولمبية الكويتية في التعامل مع اتحاديّ الرماية والبولينغ يأتي تأكيداً، بما لا يدع مجالاً للشك، أن مَن يغرد خارج السرب ومن دون إبداء فروض الولاء والطاعة لها تتم محاربته، بغض النظر عن إنجازاته، وبالتأكيد، فـ"الأولمبية" لا يهمها مصلحة الرياضة، فالأهم بالنسبة لها فرض سيطرتها على الجميع، ولتذهب مصلحة الرياضة والرياضيين أدراج الرياح.

نزاع قضائي طويل

وما يدعو للاستغراب بشأن قرار اللجنة الأولمبية الكويتية، القاضي بسحب الاعتراف من اتحاد الرماية، أن الاتحاد يمثل ويقود بشكل حصري الرماية منذ أكثر من 20 عاما، علما بأنه كان يعمل بالتنسيق معها بشكل يومي طوال هذه المدة.

كما أن الاتحاد عضو في الاتحاد العربي والآسيوي والدولي، وهناك سؤالان يثيران الدهشة هما: هل تذكرت اللجنة حاليا فقط عدم اعترافها بالاتحاد وعدم تلبيته لشروط الإشهار كاتحاد، وفق زعمها؟ وهل لو أيَّد الاتحاد خطوات اللجنة خلال سعيها الدؤوب لتعليق النشاط الرياضي كانت ستقبل بمثل هذه الخطوة؟

وكان اتحاد الرماية تقدم بالدعوى المذكورة للقضاء الكويتي، بسبب إصدار اللجنة الأولمبية كتاباً إلى الاتحاد الدولي تضمن سحب الاعتراف باتحاد الرماية الكويتي، والطعن في شرعيته، الأمر الذي دفع الاتحاد الدولي إلى مباشرة تحقيق يهدف إلى شطب عضوية اتحاد الرماية الكويتي، مع ما يعنيه ذلك من شطب وحرمان الكويت من المشاركات والتمثيل الخارجي في رياضة الرماية.

وقبل رفع الدعوى أمام المحكمة الكلية، خاض اتحاد الرماية نزاعا قضائيا طويلا أمام محكمة التحكيم الرياضية (كاس) في سويسرا، للحصول على صورة الكتاب الذي أصدرته اللجنة الأولمبية الكويتية بشكل سري، ومن دون إخطار المعنيين في الكويت، بعد أن أخفته عن الجميع، لكي لا يظهر تواطؤها مع الاتحاد الدولي للرماية على سحب الشرعية من الاتحاد الكويتي للعبة.

تأكيد الشرعية

وجاء قرار "كاس"، بإلزام الاتحاد الدولي بتقديم صورة عن الكتاب، ما سمح لاتحاد الرماية الكويتي برفع دعواه في الكويت، سعيا لتأكيد شرعيته كممثل للعبة، على ضوء القوانين الكويتية، التي تؤكد أحقية الأندية المتخصصة بتمثيل الكويت في الخارج بصفته اتحادا رياضيا.

وظهر إصرار اللجنة الأولمبية الكويتية على موقفها الرامي لشطب وإلغاء اتحاد الرماية، من خلال تقدمها باستشكال واستئناف ضد الحكم الصادر في الكويت، ما سيؤدي في حال نجاح الاستئناف إلى أضرار بالغة بالرماية التي ستصبح من دون ممثل مؤهل.

ويعد اتحاد الرماية "نادي الرماية الكويتي"، هو الجهة الوحيدة التي تملك الخبرة والمؤهلات الفنية والرياضية والأولمبية لإعداد المنتخبات والمشاركة الخارجية، فضلا عن إقامة الدورات الدولية ونجاحها في رفع اسم الكويت في المناسبات الرياضية الدولية، من ثم بات الاتحاد محل تقدير لدى الرياضيين والقائمين على الرماية في جميع دول العالم.