يعد الفنان الراحل عادل أدهم أحد أبرز من اتقنوا تقديم شخصية الشرير في تاريخ السينما المصرية، وعرف كيف يحفر مكانة خاصة بجوار عمالقة الشر، زكي رستم ومحمود المليجي وصلاح منصور وتوفيق الدقن واستيفان روستي، تاركا علامة لا تمحى ونجمة لم تنطفئ في عالم السينما، وقدم أدواره برشاقة مازجا بين شخصيته المرحة وملامح وجهه ليقع الجمهور في حبه، في هذه الحلقات تستعرض «الجريدة» أبرز المحطات في حياة «برنس السينما المصرية».

Ad

بضحكة مجلجلة وأداء يمزج الشر بكوميديا خفيفة، حفر عادل أدهم مكانة خاصة بين أشرار السينما المصرية الكبار، لم يقع فريسة الأداء المسرحي لزكي رستم، ولم يترك نفسه حبيسة موهبة محمود المليجي العريضة، وفضل أن يحتفظ بمسافة عن أداء استيفان روستي وتوفيق الدقن المميز بطابعه الكوميدي، كافح لكي يحتفظ لنفسه بشخصية مميزة، عرف أبعاد موهبته فعمل على ترسيخها بأداء دخل قلوب المشاهدين بسلاسة، وتحول مع الوقت إلى أحد علامات السينما الخالدة، حافرا لنفسه في ذاكرة المشاهد مكانا ومكانة، تتحدى المحو رغم منمرور ذكرى رحيله العشرين خلال الشهر الجاري (تٌوفي في 1 فبراير 1996)، لذلك نستعرض في هذه الحلقات بعض المحطات الرئيسة في مسيرة «البرنس»، آخر عنقود مدرسة الشر السينمائية من جيل العمالقة.

لم يكن الطريق مفروشا بالورد أمام أدهم، كان عليه أن يكافح من أجل نصف فرصة أو أقل لكي تكون جواز سفره إلى هوليوود الشرق، خاصة أنه ابن الإسكندرية المنسية، والبعيدة عن أضواء القاهرة ولياليها الساهرة، لكنه عرف كيف يعاند الظروف ويناطحها حتى تحقق حلمه بعد سنوات من البحث عن مكان تحت أضواء البلاتوه، وإن جاءت متأخرة لكنها عوضته عن سنوات كثيرة ضائعة.

صحيح أن السينما حرمته من البطولة وأدوار الصف الأول رغم موهبته التي لا يختلف عليها النقاد والجمهور، إلا أنها منحته العديد من الأدوار التي حفرت معالمها في أذهان الجمهور، أما حرمانه من البطولة فلم يكن لتقصير لديه، ولكن لأن بدايته الحقيقية في السينما كانت في سن 35 عاما، وكانت معايير البطولة وقتها معتمدة على الوسامة فكان أمامه عماد حمدي، وكمال الشناوي، وشكري سرحان، ورشدي أباظة، لم يكن مؤهلا للعب دور الشاب الوسيم في ظل وجود هذه الكوكبة.

سبب آخر أبعد أدهم عن أدوار الفتى الأول، وهو أن نجوميته توهجت في وقت مرت السينما المصرية بتحولات معينة، فلم تكن قادرة على توظيف موهبة أدهم في أدوار تناسبه، فجاء تألقه متأخرا مع بداية عصر الانفتاح الاقتصادي مع نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات عندما قدمت السينما نوعية مختلفة من الأعمال الفنية، لتتفجر موهبته في نوعية جديدة من الأدوار تجاوز بها مرحلة الأدوار الكوميدية التي ميزت بداية مشواره الفني.

اختفاء زكي رستم ومحمود المليجي ثم صلاح منصور وتقدم توفيق الدقن في السن فتح الباب واسعا أمام عادل أدهم ليلعب أدوار الرجل الشرير في الأفلام المصرية، قدم نوعية هذه الأدوار بطرق وألوان مختلفة، حلق بالشخصيات التي جسدها على شاشة السينما إلى آفاق جديدة بعيدا عن المألوف والمعتاد، استخدم ملامحه الحادة مغلفة بابتسامة رقيقة، جعلت الجمهور يعشقه ويصدق الأداء القوي، بل ويتعاطف مع شره أحيانا.

فلسفة عادل أدهم في التعامل مع أدوار الشر تنطلق من قاعدة أن الشخص لا يمكن أن يكون لديه شر مطلق، فالشخص العادي يتحول من رجل طيب إلى شرير بعد تعرضه لموقف غير إنساني؛ مثل الاعتداء عليه أو تعرضه لمواقف صعبة، فالمجرم هو ابن البيئة والظروف التى تدفعه لمثل هذه السلوكيات، لذلك رفض «البرنس» وصفه بأنه ممثل أدوار الشر، لأن الشرّ موجود بداخل كل إنسان، لذلك قدم تنويعات في أدوار الشر بحسب طبيعة الدور، فشر ابن البلد يختلف عن شر الأفندي أو رجل الأعمال، فكل شخصية منها تدفعها ظروف مختلفة.

نجح أدهم وفقا لآراء النقاد في تغيير النظرة لهذه الأدوار باعتبارها سنيدة لأدوار البطولة، فلمعانه وتألقه من خلالها حررها من تلك النظرة القاصرة والظالمة التي تضع الموهوبين الذين يقدمون هذه الأدوار في سلة واحدة رغم اختلاف قدراتهم، والمؤكد أن أدهم نجح في أن يحتل مكانة خاصة في ذاكرة السينما، وأنه كسب الرهان عندما قبل تحدي تقديم أدوار الشر والتي سبقه لها عمالقة، فنجح باقتدار في تقديمها بشكل مختلف لدرجة أن البعض يراه مدرسة مستقلة بذاته.

البدايات

في حي الأنفوشي بمدينة الإسكندرية الساحلية، وفي 3 مارس 1928، ولد عادل محمد حسن أدهم، لأب من أصول تركية، إذ انتقل والداه للإقامة في مصر مع مطلع القرن العشرين، وأم يونانية كانت عائلتها «الارستقراطية» استقرت أيضا بالإسكندرية قبل سنوات طويلة، اللقاء بين العنصر التركي واليوناني على أرض مصرية أتاح لأدهم أن يعيش حياة ارستقراطية، خصوصا أن والدته كانت ورثت عن أبيها فيلا فاخرة تقع في ميامي، أحد أعرق أحياء عروس البحر المتوسط، وشهدت الفيلا طفولة أدهم وصباه وشبابه، إضافة لشاليه على البحر في حي سيدي بشر، وأموال طائلة ساهمت في أن يعيش أدهم واخوته حياة رغدة.

أنجبت والدته خديجة هانم تاكو 5 أبناء، كان ترتيب عادل الثاني بينهم، إذ سبقه إلى الحياة شقيقه نشأت الذي عاش في إنكلترا، أما شقيقته أمنية فسافرت مع زوجها إلى الكويت، واستقرت هناك بعد أن عملت مضيفة طيران، بينما عمل شقيقه ماجد في الاستثمارات بين مصر والولايات المتحدة والخليج، وأخيرا شقيقته آمال التي انتقلت للإقامة بالولايات المتحدة مع أبنائها.

أصول أدهم الأجنبية صاغت ملامحه فكان أقرب للخواجات الذين امتلأت بهم مدينة الإسكندرية في تلك الفترة، وانخراطه بين أوساط العائلات الارستقراطية تركت آثارها عليه بشكل واضح، كذلك انخراطه وسط تلك الجاليات لعب دورا في تشكيل ملامح شخصيته بشكل عام.

وأيضا لعبت الإسكندرية المدينة «الكوزموبوليتانية» دورا كبيرا في تشكيل وجدان أدهم منذ طفولته، فامتزاج كل هذه الجاليات في نسيج واحد مع شعب الإسكندرية منحت «خصوصية» لكل من عاش في ظل هذه الأجواء التي اختلطت فيها الحضارات والعادات والتقاليد المختلفة، باختصار تشكل وجدان أدهم من عدة حضارات، يضاف لذلك سحر المدينة وحياته الهادئة والتي توزعت بين البحر بحكم موقع الفيلا والنادي الذي مارس فيه مختلف الرياضات، وأخيرا نوعية المدارس التي ارتادها والتي ساهمت بقدر كبير في تشكيل وعيه ووجدانه.

المؤكد أن انفتاح المدينة التي عاش في أحضانها «برنس السينما المصرية»، وحرص والديه على اصطحابه للمسرح ولاحقا دور العرض، إضافة لحبه للموسيقى حيث كان والده عاشقا للعود ويجيد العزف عليه، كلها عوامل ساعدت على أن يعشق الفن منذ سن مبكرة.

غير أن التأثير الأكبر على شخصية أدهم، وتحديدا حدة طباعه والقسوة في بعض الأحيان، كانت بسبب التربية الصارمة التي مارسها والده معه ومع أشقائه جميعا، فوالده كان يتمتع بشخصية صارمة لا تقبل النقاش أبدا ولا تسمح بالجدال، أوامره تنفذ بلا مراجعة، بينما والدته كانت الملاذ له ولأشقائه، لذا كان أدهم أكثر قربا من والدته التي أفرطت في تدليله، ربما تعويضا عن صرامة الأب، فكان يشعر معها بالحنان والعطف بعكس والده الذي كان يتجنب الحديث معه كثيرا وبالأخص في طفولته.

تفوق رياضي

اهتمت عائلة عادل أدهم بتعليمه منذ سن مبكرة، إذ ألحقه والده بكُتّاب الشيخ إبراهيم قبل أن يلتحق بالمدرسة، فتعلم التجويد وحفظ بعض آيات القرآن الكريم، ما ساهم لاحقا في إصقال موهبته وتميزه، تحديدا طريقة نطقه للحروف، التحق عادل بمدرسة إبراهيم باشا الابتدائية، حيث كان من المتفوقين في دراسته، ولفت أنظار معلميه بفضل طول قامته عن باقي زملائه، ما دفع المدرسين لإشراكه في أكثر من نشاط رياضي، في وقت كانت المدارس تسمح بممارسة أنشطة رياضية وفنية.

كانت رياضة الجمباز أول رياضة يختار ممارستها قبل أن يشترك في عدة ألعاب أخرى، مثل المصارعة، كرة السلة، السباحة، والتي كان يتعلمها الأطفال مبكرا، فكان من الطلاب المتفوقين في الرياضة، والتي عشقها بجميع أشكالها، وهي المهارة التي تطورت مع انتقاله لمدرسة الرمل الثانوية التي أصبح فيها بعد عام واحد كابتن فريق كرة السلة، وشارك في بطولة الجمهورية لألعاب القوى على مستوى المدارس.

نجحت الرياضة في تكوين بنيان قوي لعادل أدهم، فأصبح مفتول العضلات وسيم الملامح مهتما بأناقته، فكان يجد في حديث الفتيات عن وسامته وأناقته متعة لم يخجل في الاعتراف بها خاصة بعد أن أطلقوا عليه اسم «كلارك جيبل» الإسكندرية تيمنا بنجم السينما الأميركية في ذلك الوقت، وخلال تلك الفترة كان عادل يذهب للسينما مع أصدقائه وتأثر بشخصية رعاة البقر التي كان يشاهدها في الأفلام الأميركية وساهمت في تكوين شخصيته أيضا.

عشق الفتى عادل الرقص بعد مشاهدة الأفلام الاستعراضية الأميركية، وذات يوم طلب من والدته 3 جنيهات، وكان حينها مبلغا كبيرا جدا.

أدهم: ماما من فضلك عاوز 3 جنيه

الأم: يا خبر يا أدهم ده مبلغ كبير قوي عاوزه ليه

أدهم: أكيد أنت معاك فمن فضلك عايزهم

الأم: أنا معايا صحيح بس لازم أعرف الأول أنت عاوزه ليه؟

أدهم: عاوز أشترك في مدرسة رقص يونانية، عاوز أتعلم رقصة التانجو، السامبا، الرومبا، والفوكس تروت.

لم تتمالك والدته نفسها من السعادة، فلكم أحبت أن يتعلم أولادها هذه الرقصات، لكنها كانت دوما تتراجع أمام صرامة الأب، لذا شجعته على أن يكون التحاقه بمدرسة الرقص في أيام العطلات فقط، والأهم من دون علم والده، وبالفعل تفوق أدهم وحقق في الرقص تقدما كبيرا وتميز عن زملائه بسهولة، فالموهبة لم تكن تنقصه، الطريف أن والدته نجحت لاحقا في إقناع والده بتعليمه الرقص رغم أنه كان رافضا في البداية.

بعد شهور قليلة من التحاق عادل بالمدرسة اليونانية أعلنت المدرسة إقامة مسابقة للرقص بين طلابها، فاشترك عادل أدهم بها وحصل على المركز الأول، وظلت الفتيات والشباب يحتفلون به، حتى نسي موعد عودته للمنزل، فهو رغم دراسته بالمرحلة الثانوية لكن صرامة والده كانت تجبره على ألا يتأخر خارج المنزل إلا بإذن مسبق، وكان دائما ما يتعثر في الكلام أمام والده من شدة الخوف، سهر عادل مع زملائه في هذا اليوم حتى بعد منتصف الليل لتكون المرة الأولى التي يتأخر فيها، تركز كل أمله في أن يجد والده استغرق في النوم، يعرف أنه لن يستطيع تحمل تبعات المواجهة، لكن ما إن فتح الباب حتى وجد والده ينتظره.

الوالد: عاوز أيه؟!

عادل: أنا داخل البيت.

الوالد: ارجع مكان ما كنت.

عادل: أنا كبرت يا بابا ومابقتش صغير ومن حقي أسهر مع أصحابي وأرجع وقت ما أنا عاوز.

لم ينطق والده بكلمة وأغلق الباب في وجه عادل لكي لا يسمح له بالدخول للمنزل، صرامة الأب أنهت النقاش، غادر عادل المنزل ولم يعرف أحد مكانه، كما لم يذهب إلى المدرسة، بينما ظلت والدته تبحث عنه وتسأل عنه أصدقاءه بمساعدة خاله عمر، الذي كان يرتبط به بشدة، إلى أن عرفت أنه يقيم لدى أحد أصدقائه الذين يعيشون بمفردهم في منطقة «جليم»، فتوجه له خاله وحاول إعادته للمنزل لكي يعتذر لوالده، لكنه رفض، متمسكا برأيه فاقترح عليه أن يحضر احتفال الأسرة بعيد الربيع، وكان بعد يومين فقط، حيث اعتادت العائلة أن تجتمع في «الشاليه» الخاص بها، وضمن الخال لعادل عدم انفعال والده.

في صباح يوم (الاثنين) حضر عادل والعائلة مجتمعة على الغداء، فرحب به خاله، وكذلك والدته التي ظلت تحتضنه لعدة دقائق، فلم تراه طوال أسبوعين، ثم قام بتحية والده وتقبيل يديه كعادته دوما، ومن جانبه تغاضى والده عما حدث ليعود أدهم في نهاية اليوم مع عائلته إلى المنزل، لكن بعدما حصل على وعد بالعودة للمنزل وقتما يريد دون أن يعترض والده، لكنه لم يفعلها مجددا، إذ كان حريصا على العودة في وقت معقول مع إخبار والده سلفا حال تأخره.

بعدها بشهور قليلة كانت إجازة الصيف قد بدأت، وكان عادل أدهم يتردد على شاطئ سان ستيفانو المفضل لديه ليمارس هوايته المفضلة في السباحة، وفي أحد الأيام أعجب أدهم بفتاة كانت تسير بالمايوه على الشاطئ، فقرر مغازلتها وكانت المرة الأولى التي يمارس فيها هذ السلوك، فبدأ حديثه قائلا: «يا حلوة» ليفاجأ بالفتاة تلتفت له وتلقنه درسا في الأخلاق قبل أن تتوعده إذا ما كررها بالاستعانة بأقاربها ليلقنوه درسا لن ينساه، فصمت ولم ينطق بكلمة، واستكمل مسيرته هائما في رد فعل الفتاة وشعوره بالندم والخجل مما فعله.

بعد أمتار قليلة من سيره فوجئ باثنين من الجالسين على الشاطئ ينادون عليه «يا خواجة» ليرد منفعلا: «أنا مش خواجة أنا مصري»، دقق عادل النظر في محدثيه فإذا به يجد بديع خيري الذي عرفه من مشاهدته لمسرحيات الريحاني والمخرج والمنتج عبدالفتاح حسن الذي عرف شكله من الصحف التي كان يتابعها، وقف عادل صامتا ولم يستطع الحديث بعدما تأكد من شخصيتيهما.

عبدالفتاح: تحب تمثل؟

عادل: أنا يا أستاذ

عبدالفتاح: آه شكلك مناسب جداً للسينما وممكن يبقى عندك فرصة كويسة جداً لو وافقت.

عادل: يا ريت يا أستاذ أنا بحب التمثيل جدا وباشوف مسرحيات الأستاذ الريحاني باستمرار في إسكندرية وباشوف كمان السينما الأميركية.

عبدالفتاح: طيب أنا راجع مصر الأسبوع الجاي تعال استوديو شبرا ونتكلم هناك.

عادل: حاضر يا أستاذ.

غادر عادل أدهم والسعادة تطير من عينيه لكنه في طريق عودته للمنزل ظل يفكر كيف يمكن أن يقنع والديه، كان مدركا تماما أن والده لن يوافق على عمله بالفن، لذا استقر رأيه على أن يصارح والدته بالحقيقة، وبالفعل بعد توسلات كثيرة وافقت على دعمه وسفره للقاهرة، والأهم أن تخفي سره عن والده مؤقتا وحتى يجتاز الاختبار، ولكن بقيت المشكلة الأكبر هو كيف يقنع والده بالموافقة على سفره للقاهرة ويظل بها بضعة أيام.

وبعد طول تفكير أخبر والده أنه سيسافر بصحبة بعض الزملاء في رحلة للقاهرة لبضعة أيام فوافق الأب على مضض ومن دون أن يعرف الحقيقة، ليستقل عادل أدهم القطار في الموعد المحدد ويصل القاهرة ليكون على موعد مع مفاجآت عديدة، فماذا حدث؟ التفاصيل في الحلقة المقبلة.

ومن الإعجاب ما ضرب

خلال دراسة عادل أدهم في المرحلة الثانوية كانت الفتيات تطارده، وكان مشهد خروجه من المدرسة احتفاليا، إذ تلتف الفتيات حوله ويطاردنه، مما تسبب في غيرة من شباب المنطقة، لذلك اتفقوا على تلقينه «علقة» ساخنة خلال مغادرته المدرسة، حتى تتوقف الفتيات عن معاكسته، واتفق خمسة شباب على أن ينتظروه بعد المدرسة لضربه.

خرج عادل من المدرسة غير متوقع لما ينتظره، فاصطدم أحدهم بكتفه وقام بلكمه في وجهه، قبل أن يقترب الآخرون منه، لكن المفاجأة الحقيقية كانت من نصيب المهاجمين، فأدهم تحول إلى ملاكم محترف، أسقط ثلاثة من مهاجميه أرضا في لمح البصر، وأصاب الرابع في أنفه مباشرة، ما أجبرهم على الانسحاب من المواجهة والعار يكللهم.

زادت ثقة عادل أدهم بنفسه بعدما نجح في الحفاظ على هيبته أمام زملائه، لكن في اليوم التالي كان على موعد مع مصارعة جديدة، بعدما استعان الشباب الذين قام بضربهم بزملاء لهم لضربه، وانتظروه أمام المدرسة، لكن عادل هذه المرة لم يكن وحده، حيث انضم له زملاؤه في الفصل، فرحل الشباب سريعا، وعاد لمنزله دون أن يشتبك مع أي منهم.