على الرغم من اعتراف مصر "رسمياً" بأحقية المملكة السعودية في حزيرتي "تيران وصنافير" الواقعتين قبالة سواحل منتجع شرم الشيخ، جنوب سيناء، فإن الأمر على المستوى الشعبي بدا مختلفا، خصوصا لدى مواطنين ارتبطوا بزيارة المكان على مدار سنوات، في رحلات سياحية للاستمتاع بالصيد والغطس على شواطئ الجزيرتين غير المأهولتين بالسكان، وأضحى كل ما يملكونه من الأرض محض ذكرى غابت عنها شمس السياحة، بعد تسليم الجزيرتين للسلطات السعودية، تنفيذا لاتفاقية وقعت الجمعة الماضية، بين البلدين.

Ad

حالة الحزن على فراق الأرض، ترجمتها عبارات دونها مصريون على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، فقال أحدهم: "لم أتصور أن يأتي يوم تتغير فيه خريطة بلادي وتخرج منها جزيرة تيران التي كنت أقصدها مع أصدقائي كل فترة للاستمتاع برياضة الغطس، ومشاهدة الشعاب المرجانية الساحرة"، بينما قال آخر: "أهوى السفاري البحرية، لكنني لم أذهب لأي من الجزيرتين من قبل، والآن حزين لأنني لن يكون بمقدوري زيارتهما مستقبلا".

روايات أخرى تحدثت عن زيارات شبه دورية إلى الجزيرتين كان يقوم بها صيادون محترفون وهواة من أبناء سيناء، جميعهم أصيب بالدهشة مما سموه "ضياع الجزر"، بينما أكد عدد من أهالي شبه الجزيرة المصرية، عبر تدوينات فيسبوكية، أن تيران وصنافير مصريتان، وأنهم لم يسمعوا قط عن سعوديتيهما إلا أخيراً.

ونشرت صحف مصرية، أمس، روايات لعاملين في قطاع السياحة قالوا فيها إن هناك مراكب سياحية كانت تنطلق يوميا رافعة الأعلام المصرية من منطقة "سقالة ترافكو"، وتحمل السياح من مختلف الجنسيات في رحلة بحرية للغوص قرب "تيران" التي تبدو أكثر وضوحا من جميع شواطئ شرم الشيخ.

يذكر أن الجزيرتين، خاليتان من السكان، ولا تضمان سوى عدد من قوات حفظ السلام الدولية وأفراد من الشرطة وحرس الحدود، وفقا لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979.