«رسالة خفية» و{تقبل الآخر» في القاهرة... رموز وموروثات وقضايا في لوحات
في حضور متنوع لفنون النحت والرسم والخط العربي، شهدت القاهرة فعاليات تشكيلية عدة، من بينها معرض «رسالة خفية» في قاعة «آرت لاونج»، وضم أعمال 10 فنانين من أجيال مختلفة. واستضاف غاليري “النيل” معرض “تقبل الآخر” للفنانة د. صفية القباني، متضمناً 35 لوحة من الفسيفساء وخامات أخرى، بحضور نخبة من الفنانين والنقاد والشخصيات العامة.
تضمّن المعرض الجماعي «رسالة خفية» أعمالاً تتناغم بين الأصالة والتجريب، وتجسد إبداعات أجيال مختلفة، وأسماء بارزة في المشهد التشكيلي المصري، وهم: جميل شفيق، ود. صلاح المليجي، ود. رضا عبدالرحمن، وطارق الشيخ، وفاطمة عبدالرحمن، وأحمد صابر، ووليد نايف وسامح إسماعيل، وممدوح القصيفي، وجمال الخشن. قال الفنان د. صلاح المليجي إن فلسفة «رسالة خفية» تكمن في مجموعة من الأفكار والرؤى، وبمدى ارتباطها بخبرات الفنان في واقعه المعاش، وتحفزه للتحليق في أفق الحلم وفانتازيا الخيال الجامح، إلا أنها تظلّ رسالة تحمل قيماً فنية بصرية، ويقرأها الرائي بعقله ووجدانه. أوضح المليجي أن المعرض يجسد الموروث الحضاري المصري، ذلك من خلال فن الرسم الضارب بجذوره في عمق التاريخ، وتمثل إبداعات الفنانين العارضين أبجديات مصرية ورؤى تلامس النفس، وتحاول فك رموز جغرافيتها العصية، وتأملاً للطبيعة وقراءات لملامح وجوه معاصرة.كذلك، أشاد الحضور بفكرة «رسالة خفية» واشتباك اللوحات بتفاصيل البيئة المصرية، وطرح رؤى فنية لخصائص هذا الفضاء المتفرد، واستلهام الموروث الحضاري، ناهيك بتفاعل الفنانين مع علامات وإشارات تاريخية بلغة تشكيلية معاصرة، وجماليات تحتفي بالتأثير الوجداني للألوان، ومنح الرائي طاقة شعورية، ومتعة بصرية تلامس عقله ووجدانه.
تقبل الآخرفي سياق متصل، استضاف غاليري «النيل» بالقاهرة، معرض «تقبل الآخر» للفنانة د. صفية القباني، وضم 35 لوحة منفذة من قطع الفسيفساء الصغيرة، والعجائن الأسمنتية الملونة وخامات أخرى، وتناول قضايا إنسانية وفلسفية وثيقة الصلة بمفاهيم السلام والتعايش الآمن بين سائر البشر، بحضور لفيف من الفنانين والنقاد ومحبي الفنون الجميلة. وقالت مديرة الغاليري د. رشا العجرودي: “تقبل الآخر” بناء تشكيلي متكامل، ورؤية عميقة لقضية إنسانية شائكة باتت تفرض نفسها بقوة على الساحة المحلية والدولية، وطبيعة العلاقة مع الآخر المُختلف معي في الجنس أو العقيدة أو الثقافة، ونبذ التطرف والعنصرية، وفق تناول تجريدي للفكرة، وطرح فلسفي متجاوز للتعاطي الشخصي والزخرف الجمالي التقليدي”. أوضحت العجرودي أن لوحات “تقبل الآخر” تتحاور بصرياً ووجدانياً مع المُتلقي، وبوعيٍ ومصداقية الطرح، ووفق أداء تشكيلي يتسم بالتناول الفلسفي المجرد للفكرة، كبطل رئيس في بناء تشكيلي متكامل ومتفرد.يذكر أن د. صفية القباني من مواليد القاهرة 1966، وحصلت على دكتوراه في فن التصوير، وتعد من أبرز فنانات جيل الوسط في هذا المجال، وتتلمذت على يد كبار الفنانين مثل صلاح عبد الكريم وزكريا الخناني وحامد ندا، ولها تصميمات جدارية في عدد من القرى السياحية بمصر، وعينت عميدة لكلية الفنون الجميلة أبريل 2015، وهي أول سيدة مصرية تتقلد هذا المنصب. من جهة أخرى، افتتح د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، ثلاثة معارض بقاعات مركز سعد زغلول الثقافي بالقاهرة، تنوعت بين الفوتوغرافيا والنحت والتصوير، وتناول دلالات الرموز والموروثات والمعتقدات الشعبية، بحضور حاشد لفنانين ونقاد وشخصيات عامة. تنقّل الحضور بين معرض الفنان هاني مقلد، وضم مجموعة من اللوحات التجريدية، وحضور درجات متماوجة للون الأزرق، وتناول العلاقة بين الذات والآخر، كذلك فوتوغرافيا «القصر الوردي» للفنان عبدالحكيم مصطفى، و»الذبابة الذهبية الخامسة» للفنانة إيمان حسين، وتناولت رمزية هذا النوط العسكري الذي يمنح للبسالة، كرأس يشير إلى الروح مع أربعة رؤوس لعناصر الكون «الهواء والتربة والنار والمياه». خطوط وألوانوفي إطار التعاون بين قطاع الفنون التشكيلية المصري، والمراكز الثقافية الخاصة، افتتح د. خالد سرور أربعة معارض تشكيلية، بقاعات مركز الجزيرة للفنون بالقاهرة، وهي «أخيّلة» للفنان جوزيف الدويري بقاعة أحمد صبري، و»مشواري مع النحت» للفنان محمد رسمي بقاعة راغب عياد، و»مُنتظر الرحيل» للفنان حسام ضرار بقاعة الحسين فوزي، و»ويستمر الحوار» للفنانة نعمت الديواني بقاعة كمال خليفة، بحضور لفيف من النقاد والفنانين ومحبي الفنون الجميلة. كذلك، افتتح د. خالد سرور معرض «من فيض الأسماء الحسنى» للفنان د. يحيى عبده، بقاعة الباب بساحة دار الأوبرا بالقاهرة، وضم مجموعة من لوحات فن الخط العربي، وتوثيقاً بالحروف لجماليات وزخارف مستوحاة من إبداع الأسلاف، وتتناغم مع لمسات تشكيلية معاصرة. لفت د. خالد سرور إلى حوارية الخط واللون في لوحات الفنان يحيى عبده، وإطلالته المتفردة بمجموعة من أعماله الجديدة، وذات الصلة بتجربته الفنية المتميزة في عالم التشكيل، بالإضافة إلى استخدام الخط العربي وجمالياته، وتكريس حالة فنية مفعمة بالتصوف والخطاب الوجداني وتوظيف الحرف العربي “الكوفي والثلث والديواني” وفق تكوين هندسي وجمالي متفرد.