القوات السورية تضيق الخناق على مدينة تدمر

نشر في 26-03-2016 | 17:02
آخر تحديث 26-03-2016 | 17:02
No Image Caption
يشدد الجيش السوري السبت الطوق على الجهاديين في تدمر بدعم من القوات الروسية التي تشارك بقوة في المعركة ما ساهم في استعادة جزء كبير من هذه المدينة الأثرية في وسط سورية.

وتشن قوات النظام السوري هجوماً منذ السابع من مارس لاستعادة تدمر من تنظيم داعش الذي يسيطر على المدينة منذ مايو 2015 وعلى آثارها ومعالمها القديمة التي تصنفها يونيسكو ضمن لائحة التراث العالمي.

وصباح السبت، شددت الخناق على المدينة من خلال استعادة بلدة العامرية في المنطقة الشمالية من تدمر.

وأفاد التلفزيون الرسمي أن «الجيش العربي السوري يحكم سيطرته الكاملة على بلدة العامرية بمحيط مدينة تدمر بعد معارك عنيفة مع إرهابيي داعش».

كما قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس أن «المعارك حالياً عند ضاحية العامرية التي تعتبر مدخل تنظيم داعش إلى مدينة تدمر».

ويسعى الجيش السوري، بدعم من المجموعات الموالية للنظام من مقاتلي حزب الله اللبناني ووحدات النخبة في الجيش الروسي، إلى محاصرة مدينة تدمر لاستعادتها من الجهاديين.

بدورها ذكرت الوكالة الرسمية السورية (سانا) أن «وحدات من الجيش نفذت فجر اليوم عمليات مكثفة باتجاه البساتين الجنوبية حققت خلالها تقدماً كبيراً باتجاه المدينة».

وذكرت أن «وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تخوض اشتباكات عنيفة في محيط مطار تدمر بالجهة الشرقية للمدينة تكبد خلالها تنظيم داعش خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد».

من جهته، قال مصدر عسكري لفرانس برس «يمكننا القول أن داعش محاط من ثلاث جهات، جنوب غرب وغرب وشمال غرب».

أما بالنسبة للمواقع الأثرية، فإن المنطقة مهجورة تماماً لأن أحداً لا يجرؤ على المغامرة هناك بسبب الألغام التي وضعها الجهاديون ولأن التضاريس خارج مرمى القناصة، بحسب مراسل لفرانس برس.

مشاركة روسية

وقال المصدر العسكري أن «الروس يشاركون بشكل واسع» في معركة تدمر، مشيراً إلى مركز عمليات مشترك للجيشين الروسي والسوري.

وأضاف أن مشاركة الروس واسعة «سواء بالقتال المباشر براً أو من خلال الطيران أو من خلال الاتصالات وأجهزة التشويش».

وأشار إلى «مشاركة طائرات روسية ضخمة في وقت مبكر مع 150 غارة عندما كنا في صدد السيطرة على التلال حول المدينة».

وأوضح أن الغارات توقفت إلى «حد كبير فالمعركة الآن في المدينة والمدفعية الروسية والسورية تشارك في القصف».

وأكد أن «معارك المدينة لا تحتاج لزخم جوي، إنما تحتاج لزخم مدفعي وهذا الشي نلاحظه سواء من مدفعية الروس أو من مدفعية الجيش».

بدوره، شاهد مراسل فرانس برس الموجود على تلة غرب تدمر المدفعية الروسية والسورية تقصف مواقع التنظيم المتطرف في المدينة من مرتفع تسيطر عليه قوات النظام، وتتركز المعارك في الأحياء السكنية في شمال غرب المدينة حيث ينتشر الجهاديون.

وتابع الضابط أن «استراتيجية القتال لدى داعش تختلف عن غيرها من التنظيمات فهم يتشبثون بالأرض ولا يتراجعون، ما يجعل المعركة أكثر صعوبة وطويلة، وعلاوة على ذلك، فإن لدى التنظيم انتحاريين ومعدات متطورة».

وقال «إنهم يستخدمون متفجرات من نوع سي فور بالتفخيخ في معركة السيطرة على تلة سيرياتيل كانت هناك عبوات سي فور» الشديد الانفجار.

الرقة

وأكد الضابط «إذا انتصر الجيش فإنه يكسب الثقة والمعنويات ليحضر نفسه لمعركة متوقعة في الرقة بعد اكتسابه الخبرة من معركته في تدمر مع داعش».

وتابع «ستكون أول هزيمة لداعش على يد الجيش السوري، كل المعارك التي دارت بين الجيش السوري وتنظيم داعش محدودة وليست معارك ذات أهمية أو بعداً استراتيجياً».

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «هذا الهجوم الأعنف منذ نحو 20 يوماً وسيطرت قوات النظام على حيين في شمال غرب وغرب المدينة في هجوم متزامن».

back to top