كروز يظهر جوانبه الأكثر تشدداً ويستعرض سياسة خارجية هجومية
روبيو حاز دعم حاكمة ساوث كارولينا... وتوقعات بمعركة حامية
انتهت الجولة الاولى من "اللقاء المفتوح" او "التاون هول ميتنغ"، التي اجرتها محطة "سي أن أن" الاميركية مساء امس الاول في ولاية ساوث كارولينا مع ثلاثة من المرشحين المتنافسين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، الى نتائج اكثر ارباكا بالنسبة الى خيارات ناخبي الولاية.وتناوب الجراح المتقاعد بن كارسون والسيناتور ماركو روبيو ونظيره تيد كروز الاجابة عن اسئلة الجمهور في جو طغت عليه للمرة الاولى منذ بدء الحملات الانتخابية بين المرشحين الجمهوريين اجواء الرصانة، مبتعدين عن التوتر والهجمات الشخصية، رغم توجيه الانتقادات لبعضهم البعض.
وللمرة الاولى استمع الجمهور الى خطاب تناول قضايا تراوحت بين السياسة والاقتصاد والحريات الدينية والمهاجرين والطبابة والتعليم، فضلا عن دور الولايات المتحدة في الخارج والقوة العسكرية.قبل بدء اللقاء كان العديد من المتنافسين يخوضون لقاءات انتخابية لم تخل من الحدة والتهجمات، التي وصلت الى حد تهديد دونالد ترامب لتيد كروز بأنه سيرفع ضده قضية على خلفية مكان ولادته، في حين تناوب كروز وروبيو وترامب على اتهام بعضهم بعضا بالكذب.ودخل روبيو اللقاء وفي جيبه تأييد حاكمة ولاية ساوث كارولينا له قبل ساعات، ما شكل صفعة وخيبة امل لجيب بوش، في حين دخل كروز على نتيجة استطلاع اعطته المرتبة الاولى على المستوى الوطني بـ28 في المئة من اصوات التفضيل، ليحل بعده ترامب بـ26 في المئة، وبوش في المرتبة الاخيرة بـ4 في المئة فقط.كارسون كان الاهدأ، ولم تخرج اجاباته عن المألوف، خصوصا انه لم يخض اشتباكا مباشرا مع اي من الصقور في حملة الجمهوريين.حاول التركيز على جانبه الهادئ وعلى تشديده على تعاليم الانجيل، ورفضه لدور الحكومة الواسع في إدارة شؤون البلد، قائلا ان الدستور الاميركي اعطى السلطة للشعب وليس للحكومة.في المقابل، بدا روبيو اكثر اقناعا في تقديم نفسه مرشحا مقبولا من المؤسسة الحزبية ومن واشنطن على حد سواء، مشددا على قدرته على خوض تسويات ناجحة مع الديمقراطيين لاعادة توحيد البلد، مشددا على ان ملف المهاجرين مثلا لا يمكن حله بالترحيل كما يقترح ترامب او كروز. لم ينف هو وكارسون حق الرئيس باراك اوباما في تسمية بديل للقاضي المتوفى انتونين سكاليا، لكنه كان اكثر تمسكا بفكرة تأجيل ذلك للرئيس الجديد، في حين اعلن كارسون انه منفتح على مرشحين مقبولين يقدمهم أوباما.كروز من ناحيته اظهر ميوله المتشددة في اغلب القضايا التي طرحت عليه سواء من مدير اللقاء اندرسون كوبر الى الجمهور.فهو تحدى ترامب على رفع قضية ضده، متهما اياه وروبيو بالكذب سواء في قضية الاجهاض مع ترامب او المهاجرين مع روبيو.كان الاكثر تشددا بالنسبة الى تسمية بديل للقاضي المتوفى، قائلا انه تقليد يعود لثمانين عاما يلتزم به الرؤساء في عام انتخابي.وكرر اعتراضه الحاد على الاجهاض والدفاع عن الدستور وحق حمل السلاح وترحيل المهاجرين وبناء الجدار.وأعاد التشديد على ضرورة بناء القوة العسكرية مجددا، وعلى رفض الاتفاق مع ايران وعلى ضرورة نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، وعلى ضرورة الدفاع عن اسرائيل وإنهاء "القطيعة" التي سببتها سياسات اوباما معها.ورفض ازاحة الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة، مفضلا هزم داعش أولا، ورافضا تكرار التجربة الليبية التي ادت الى سيطرة الجماعات الارهابية كما وصفها.وفي انتظار الانتخابات التمهيدية التي ستجري السبت في ولاية ساوث كارولينا، اجمعت التعليقات على وصف كروز بالنموذج الاكثر تشددا في صفوف الجمهوريين، متوقعة معركة حادة معه في هذه الولاية، على الرغم من احتفاظ ترامب بالمرتبة الاولى في استطلاعات الرأي بها.