النجوم ضيوف شرف في الأفلام... مجاملة شخصية أم مغازلة للجمهور؟

نشر في 13-03-2016 | 00:00
آخر تحديث 13-03-2016 | 00:00
 تكثر في الفترة الأخيرة ظاهرة حلول النجوم ضيوف شرف في الأعمال السينمائية، فلا يخلو فيلم من نجم أو أكثر، بل ثمة أفلام تعتمد على ضيوف شرف بشكل كبير. لماذا هذا الحشد في فيلم واحد، هل هو مجاملة شخصية لفريق العمل، أم مغازلة للجمهور وعنصر جذب له لمشاهدة كمّ من الفنانين الكبار في عمل واحد؟

{الهرم الرابع} أحدث الأفلام حيث يظهر النجوم كضيوف شرف من بينهم: يوسف شعبان، محمود الجندي، ريهام عبد الغفور، يسرا اللوزي، إنجي علي. وقبله {الجيل الرابع} حيث ظهر كل من: أحمد رزق، حسن حسني، مجدي عبد الغني، سعد الصغير، إدوارد، شريف رمزي، ومجموعة من النجوم الكبار. كذلك يندرج في اللائحة نفسها: {فزاع} الذي ظهر فيه كل من سيمون، وأنعام سالوسة وحمدي الوزير، {كدبة كل يوم} مع فاروق الفيشاوي وسلوى خطاب وطارق التلمساني وبيومي فؤاد.

ملاءمة

توضح أنوشـــكا أنها شاركت في فيلم {هز وسط البلد} كضيفة شرف في مشهد بناء على دعوة من إلهام شاهين، وفي {هبيتا} بمشهد واحد أيضاً بعدما  طلب منها مخرجه هادي الباجوري المشاركة كضيفة شرف. وتعزو موافقتها إلى أكثر من سبب، أولها علاقتها بإلهام والباجوري موضخةً أنها لا يمكن أن ترفض دعوتهما، وثانيها ابتعادها منذ سنوات عن شاشة السينما، فيما جاءت هذه الدعوة فرصة للعودة من خلال مشهد في فيلم جيد.

تضيف أنها رأت في العملين مستوى جيداً وفريق عمل متميزاً، والمشهدان اللذان تُشارك فيهما جيدان ولا ينتقصان منها، بالتالي لا مانع من خوض التجربة، لافتة إلى أنها كانت فعلاً تجربة جيدة  وهي على استعداد لتكرارها في حال توافر الظروف نفسها.

بدورها تؤكد ريهام عبد الغفور أنها شاركت في {الهرم الرابع} مجاملة لأحمد حاتم وتشجيعاً له في بداية مشواره الفني، تقول: {وافقت على المشاركة قبل أن أقرأ الدور، ولكن لدى قراءة النص زاد إصراري على تجسيد هذه الشخصية لأنها جيدة وجريئة، فأنا أبحث دائماً عن أدوار مختلفة وغير نمطية}.

تضيف أن مشاركة الفنان كضيف شرف في أي عمل لا تقلل من قيمته أو اسمه، خصوصاً إذا كان العمل جيداً والدور مختلفاً، {على غرار ما حدث معي في دور فتاة الليل في {الهرم الرابع}، وهو مؤثر في الأحداث رغم مساحته الصغيرة}.

مجاملة

تؤكد يسرا اللوزي أنها وافقت على الظهور كضيفة شرف في فيلم {الهرم الرابع} بسبب العلاقة التي تربطها بأحمد حاتم،  وتضيف  أن الأخير سبق أن رشحها للمشاركة في العمل كضيفة شرف،  باعتبار أن الفيلم من بطولته، وأوضحت أنها في الوقت الذي طلب منها ذلك كانت مشغولة ببعض الأعمال، إلا أن تصوير الفيلم تأجل أكثر من مرة مصادفة، بعد ذلك طلبها مجدداً وكانت انتهت من أعمالها، فوافقت فوراً لمساندة صديق لها يحمل على عاتقه عبء بطولة عمل جيد ومختلف، إذ يُناقش للمرة الأولى الجرائم الإلكترونية.

أما المخرج مجدي أحمد علي  فيشير إلى أن المخرج يجد صعوبة عادة في اختيار ممثلين لأدوار صغيرة لا نظام محدداً لها في الترشيحات، ولأن الأدوار الصغيرة، بالنسبة إلى أي مخرج محترم، تعادل الأدوار الكبيرة، وأحياناً يكون المشهد الصغير مهماً في أحداث الفيلم ونقطة تحول، لذلك يرفض الممثلين النمطيين، ويبحث عن ممثل غير تقليدي، فيستعين بأصدقائه من الممثلين، وهو أمر تكرر ولم يظهر في الفترة الأخيرة كما يعتقد البعض، {حدث هذا الأمر مثلاً معي ومع كل من خيري بشارة ومحمد خان قبل سنوات، وفي فيلم {مولانا} يُشارك كمّ من النجوم كضيوف شرف، من بينهم أحمد راتب ولطفي لبيب ومجدي فكري}.

بدوره، يشير المخرج محمد حمدي إلى أن وجود ضيوف شرف في الأفلام أمر وارد، لا سيما في الأفلام المستقلة أو ذات الكلفة المتوسطة، كذلك مع أفلام الوجوه الجديدة لإضفاء قوة على العمل، ولدى إدراجهم على الملصق إلى جانب الوجوه الجديدة يثق الجمهور بالفيلم لثقته بهذه الأسماء الكبيرة التي تحصل، في هذه الحالة، على أجر بسيط أو نصف أجر.

يضيف أن هذا الأمر موجود في السينما الأوروبية والأميركية، وأن الفنان يشارك كضيف شرف في حال ابتعاده عن السينما سنوات، ويجد في هذه الفرصة عودة جيدة له ليتذكره الجمهور والمنتجون.

مشاركة ضرورية

يرى الناقد طارق الشناوي أن وجود ضيوف شرف في السينما المصرية، وفي الدراما أيضاً أمر طبيعي وتكرر على فترات مختلفة، {تكون هذه المشاركة ضرورية أحياناً، وهذا ما يحدث عندما يظهر مخرج ما في أحد الأفلام ليؤدي دور مخرج، كما حصل مع محمد خان في {ملك وكتابة}، وخيري بشارة في أكثر من عمل}.

 يضيف: {في الغالب تتمّ المسألة من باب المجاملات، لكن أصبح الأمر الآن مبالغاً فيه، فنرى في العمل الواحد أكثر من خمسة ضيوف شرف، من دون أن يكون لذلك مبرر درامي واضح، ما عدا المجاملات بين الفنانين}.

أكثر من سبب يدعو إلى مشاركة النجم في العمل كضيف شرف برأي الناقدة ماجدة موريس، من بينها أنه قد يكون بعيداً عن السينما سنوات طويلة ويجد في هذه المشاركة فرصة للعودة، أو قد يكون الأجر الذي عُرض عليه ضعيفاً أو هزيلاً، فيتنازل عنه حفاظاً على ماء الوجه، كذلك تاريخ النجم وقيمته يجعلان من الصعب وضع اسمه مع ممثلين ثانويين، ويكون الحل إدراجه كضيف شرف احتراماً لتاريخه واسمه.

 تضيف: {قد يُشارك الممثل نوعاً من المجاملة، إذا كانت بينه وبين صانعي العمل علاقة طيبة وصداقة، أحياناً يكون ثمة مشهد واحد لكنه محوري في  الأحداث، ويحتاج إلى ممثل قوي إمكاناته عالية، وأي ممثل ثانوي قد يُفسد المشهد وأهميته، عندها يكون الحل بإسناد الدور إلى نجم كبير ليضع خبرته وموهبته فيه ويظهر بشكل يتمناه المخرج}.

back to top