معصوم مرزوق لـ الجريدة•: الأخطاء شقَّت «تحالف 30 يونيو»

نشر في 23-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 23-04-2016 | 00:00
No Image Caption
«أتوقع حضوراً كثيفاً لتظاهرات الجزيرتين... والنظام فقد مصداقيته والإخوان انتهت سياسياً»
وصف مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير معصوم مرزوق، ما عرضته مصر من وثائق، زعمت من خلالها ملكية المملكة العربية السعودية لجزيرتي تيران وصنافير بـ«المخجل». وقال في مقابلة مع «الجريدة» إن تصرفات النظام تسببت في انشقاق معسكر 30 يونيو، وإن الدولة في سياساتها تعادي الفقراء، وتجرم حرية التعبير، وتحول أماكن الاحتجاز إلى سلخانات، وفيما يلي نص الحوار:

• بعد عامين من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، كيف ترى الأوضاع العامة في مصر؟

- للأسف، هناك إخفاق في إدارة العديد من الملفات، وخاصة المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، فالحكومات المتعاقبة منذ 30 يونيو وحتى الآن انحازت في أغلب الأوقات إلى الطبقات الغنية، وأصبحت ضد الفقراء، كونها اتخذت قرارات صعبة، بينها رفع الدعم التدريجي عن المشتقات البترولية، إلى جانب عدم اتخاذ قرارات جدية في ضبط الأسعار، وعدم القدرة على تحديد سعر الدولار، فالدولة منذ فترة وهي تنفذ تعليمات البنك الدولي، وتطبق كتب مدرسة شيكاغو للاقتصاد الرأسمالي المتوحش، وكل هذا على حساب الفقراء.

وفيما يتعلق بالأوضاع السياسية، فقد أصبح التعبير السلمي عن الرأي جريمة، وأماكن الاحتجاز باتت أشبه بالسلخانات.

• ما رأيك في إدارة النظام لملف إعادة تعيين الحدود البحرية مع السعودية؟

- مثال واقعي عن سوء الإدارة في مصر، وبصفتي دبلوماسيا سابقا، فإن ما تم عرضه من أوراق في محاولة لإثبات ملكية المملكة العربية السعودية لجزيرتي تيران وصنافير يخجل أي دبلوماسي من أن يضعها على مائدة التفاوض، ويثير العديد من التساؤلات بشأن السر الذي ربط بين زيارة ملك السعودية وتسليم الجزيرتين بهذا الشكل المهين والمخزي، الذي يعد صادماً لمشاعر المصريين.

• برأيك، هل تسببت قضية الجزيرتين في فجوة بين النظام وقطاع من الشعب؟

- النظام تسبب في شق «تحالف 30 يونيو»، بتصرفات عديدة، من بينها «اتفاق الجزيرتين»، فضلاً عن تصلبه وعناده، وإصراره على الخطأ أكثر من نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وقانون الانتخابات دليل على ذلك.

وبالنسبة إليَّ، فقد نظام السيسي مصداقيته، وأصبح عليه مواجهة هذه الحقيقة، والعمل على معالجتها، وجماعة «الإخوان» انتهت سياسياً، ومحاولات اندساسها في التظاهرات الشبابية الغاضبة لن تجدي مع وعي الشباب والمصريين، الذي يزداد كل يوم.

• ما النسبة المتوقع مشاركتها في تظاهرات 25 أبريل المنادية، بمراجعة اتفاق ترسيم الحدود؟

- لا أحد يستطيع توقع نسب المشاركة في التظاهرة، لكنها في الغالب ستكون مشاركة كبيرة، واللجان الشبابية المسؤولة عنها ستبدع أشكالاً جديدة ومختلفة، ويتوقع أن تنتشر في أغلب محافظات الجمهورية، ونحن لا نعول على العدد، لكن المهم هو الاستمرارية للضغط على النظام.

• هل تتوقع مشاركة المرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي؟

- حتى الآن لم تتضح الرؤية، لكنني أعتقد أنه لو كانت ظروفه الصحية تسمح فسوف يشارك بالطبع.

• ماذا عن السياسة الخارجية للرئيس، وخاصة في قارة إفريقيا؟

- للأسف، سوء إدارة مصر لملف مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني أفقد مصر مصداقيتها في الخارج، ما يؤثر بشكل رئيس في وزن مصر ومكانتها في العالم.

وبشكل عام، هناك ارتباط وثيق بين السياسة الداخلية والخارجية لمصر، فإذا ما كانت الأوضاع الداخلية في مصر مستقرة، فإن السياسات الخارجية ستكون مستقرة هي الأخرى، وسوء إدارة مصر إزاء إصرار إثيوبيا على بناء «سد النهضة» دليل على اضطراب الرؤية وعدم وضوحها، خصوصاً في هذا الملف.

• كيف رأيت الدور المصري في الأزمة السورية؟

- مصر لا تملك الكثير من أوراق اللعبة في الأزمة السورية، وفي أوقات كثيرة تقف موقف المشاهد، وللأسف هناك مخططات كثيرة وأجندات لمنطقة الشرق الأوسط، ومصر ليس لها دور فيها، وسوء الأوضاع جعل من مصر رجل المنطقة العجوز، الذي يطمع فيه الجميع، ونحن بحاجة إلى نظام أمني إقليمي تكون مصر فاعلة فيه، وليس مفعولاً بها، وتفعيل مصر لدورها في الأزمتين السورية والليبية مهم للغاية، ولا بد من تفعيله أكثر من ذلك.

back to top